١٢: هروبٌ و سِبَاق .

2K 296 119
                                    

" يمكن لنا دائماً ان نكون اذكياء و أغبياء في لحظة ."

مثل فرنسي

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

==================

كنتُ أحلم ، وحُلُمي ذاك انتهى في اللحظةِ التي شعرتُ فيها كما لو أنني أريدُ أن يدومَ ذلكَ الحُلُمُ إلى الأبد .. الشعورُ الناجمُ عن مدى رِضايَ عن شيءٍ ليسَ موجوداً بدا ثقيلاً لدرجةٍ لا يُمكنُ تصورها .. رغمَ كونه مؤلماً لكنَّ رؤية الوجوهَ المألوفةَ تُسعد .

لماذا قد ينتهي الحالُ بهذه الطريقةِ مجدداً ؟ ، ثم أليست هذه الأحلامُ هي شيءٌ أردته من كلِ قلبي في يومٍ ما أيضاً ؟ لمَ إذاً أشعرُ كما لو أنها لا تنتمي إليَ بعد الآن ، وكأن الشخص الذي قد تطلعَ لهذا ، وشعرَ بالرِضا لمجردِ أن يَحلمَ به ليسَ أنا ؟

أليسَت كلُ نسخةٍ مني هيَ أنا أيضاً ؟

تلكَ الفتاة التي كانت تبكي كي يأخذها والدها إلى السوق معه ، والفتاة التي لم تستطع أن تدمع حتى بعد رؤية والدها يُفارق الحياة ، الصغيرة التي حاولت جاهدةً التماسك ، و تلكَ التي لم تستطع يوماً إمساك نفسها عن البكاء عند اشتمام القهوة ، الطالبةُ التي يعرفها الجميع بدودة كتب وتحرز درجات عاليةِ في الاختبارات ، وتلكَ التي تتركُ مذاكرتها للأيام الأخيرة في كل مرة .

إنني جميعُ هؤلاء حتى وإن أنكرتُ ذلك ، مع إضافةِ شخصياتٍ لي ، لا أود ذكرها لشدةِ ما كانت أحوالها سيئة ، لكن حتى أولئك ، هم أنا أيضاً ، لذا أخال أنّ أحلاماً كهذه تعتبر شيئاً ينتمي إليَ أيضاً حتى لو لم تعد تخصني أو تهمني في شيء .

الحقيقةُ المرةُ في كل هذا هي أنني لازلتُ أذكر ، كنتُ أظن أن النسيان سيكونُ حلاً مثالياً لكن كيفَ يكونُ ذلكَ بالمقدور ؟ ، إننا غيرُ قادرينَ على نسيان ما نريدُ أن ننساه ، لأنها الأشياءُ التي تترسخُ عميقاً عميقاً حيثُ لا يمكننا نحن حتى أن نطالها ، محفوظةٌ و آمنةٌ وتتحكمُ بكلِ تصرفاتنا من غير إرادتنا ، وأصبحَ أمرُ التخلصِ منها شيءٌ من خيالٍ ليسَ لنا القدرةُ على التعامل معه .

في حُلُمي رأيتُ أبي ، أمي ، وتيرا .. وكنتُ الوحيدة خارج الصورة ، اختلط علي الأمر بالتأكيد ورأيتُ عدةَ فتياتٍ كنتُ قد تشاجرت معهم أثناء الثانوية ، وأخرى قد حدث سوءُ فهمٍ بيني وبينها في الاعدادية ، وتلكَ كانت بشرية قد ماتت بحادث سيارة ، في اليوم نفسه .

لربما كانت تلك الفتاة ، وذلك الحادث ، سببٌ رئيسيٌ لشدةِ احاطتي لنفسي بجدرانٍ قويةٍ ضد العلاقات و أمثالها ، ورؤيتي لها في حلمي الآن جعله يبدو ككابوسٍ مقيتٍ لستُ أريدُ إعادته ..

عَتَا «مُكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن