١٣: بَعثرةٌ وَ اسم .

1.8K 275 138
                                    

"يوماً مـا" ، ليس من أيام الأسبوع . 

 مارك توين 

 لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين

اللهم صلِّ على سيدنا محمد 

===============================

كنتُ أظنُ أنَّ قراري في الانتقالِ كان مستعجلاً و عشوائياً وحسب ، لكن بعد رؤية الأمور تتحول لتكونَ بهذه السرعة ، إيجادي لمنزلٍ جيدٍ في مكانٍ هادئ ، شرائه ، ترتيب المنزل القديم ، وشراء الأثاث وما أحتاجُ للمنزل الجديد .. كل هذا لم يأخذ بقدرِ ما توقعت ، فقط شهرٌ ونصفٌ وها أنا ذا .. أجهز الأمور الأخيرة وأشتري ما بقيَ لي من حاجاتٍ قليلةٍ كي أنتقل الأسبوعَ المُقبل . 

بقيَ أمرُ التحدث مع الألفا بشأن الأمر وحسب ، ولا أظنُ أنَّ هذه مشكلةٌ كبيرةٌ لأنني مهدتُ له الأمرَ بالفعل ولم يُبدِ اعتراضاً كبيراً على الفكرةِ لأنني بالفعل في سنٍ أستطيعُ فيه تقريرما أريدُ لحياتي أن تسيرَ عليه .. كما أنَّ زوجته بدت في حالٍ جيد وهوَ ممتنٌ كفايةً ليحققَ لي طلباً واحداً على الأقل .

أما بالنسبة لأيان ..  أشعرُ بأن كل هذا مزيف ، وإن علمَ الحقيقةَ فقد لا يسيرُ الوضعُ أبداً كما أردتُ له أن يسير . كما العادة ، لماذا ؟ ، إننا نتواعدُ حقاً منذُ أسبوعينِ أو ما شابه وشيءٌ ما داخلي لا يزال يخبرني أنَّ الوضعَ غير مريح ، غيرُ حقيقي .. ولا يقتربُ للواقعِ بصلة . 

أعني ، كيفَ يمكنني أن أصفَ شعوري ؟ .. أقربُ شيءٍ لهذا هوَ كما لو أنني أكذب . بل إنني أكذبُ عليه وعلى نفسي دونَ أدنى شكٍ لذلك .. فلا هوَ يعلمُ الأمرَ وما فيه ، وعن كوني لستُ بشريةً منذ الأساس ، ولا أنا أتعامل مع الأمرِ بواقعية ، إنما كما لو أنه سيستمرُ للأبدِ متجاهلةً حقيقةَ أن كل هذا سيتدمرُ تماماً في وقتٍ ما . 

مأساةٌ مركبة .. ولا أعلمُ حقاً ما إن كان عليَ الاكمالُ في هذا أم لا . 

لكن في نفس الوقتِ كلما نظرتُ إلى الأمورِ أحاولُ إيجادَ حلٍ لها لا أٌفلح ، فكيفَ سأتمتلكُ الجرأة الكافيةَ لإخباره بما لا يُصَدَق ؟ ، سيعتبرها هوَ خيانةً غريبةَ الهيئة أم لربما سيُكذبني دونَ وسيلةِ إقناع ؟ ، رغم أنني حقاً لا أتخيله يفعلُ شيئاً من هذا القبيل .. لأنه ليسَ شخصاً يتعاملُ مع الأمورِ بلا مبالاةٍ أو دونَ تفكيرٍ يُذكر . لكن هنالك حدٌ لذلك .. وأخال أنَّ الأمرَ سيتطلبُ كثيراً من التفكير الذي لن ينتهي إلى أي مكانٍ ما إن يعلم الحقيقة . 

لذا ، لربما عليَ أن أشعر بالامتنان لما الأمور بيننا تسيرُ بشكلٍ جيدٍ حتى الآن .. للدرجةِ التي تجعلني أتجاهلُ تماماً ما قد يكونُ عليه الوضعُ بعد فترة ، كالأحلام تماماً .. نعلمُ ان كل هذا سينتهي في وقتٍ ما لكن نحاول الاستمتاع باللحظة الحاليةِ قدر الامكان لأنها لن تُعادَ ثانيةً . وهذا أكثرُ شيءٍ خاطئٍ فعلته ولا زلتُ أفعله في حياتي بأكملها .

عَتَا «مُكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن