نوفيلا وتين القلب والعشق
البارت الأول
يختلج قلبي عشقًك وتيني
دونك تتخافت دقاته حتى تتلاشى
عشقكِ منه توارى وخشاه
لكنه عاند وتسلل بين حناياه متغلغل بالأعماق
فأذعنت له الدقات حتى بات بالنياط
وأمست الدقات موسومه بكِ تناجيكِ وتين قلبي..
*****في أحد ممرات المشفى، تحديدًا أمام غرفة الجراحة
كان يجوبه ذهابًا وأيابًا، يدعو ويبتهل لخالقه ان يحمي صغيرته وليدة قلبه، وأن تتعافى ولا يصيبها مكروهًا
بينما أبنه الاوسط يضم بين يديه زوجته التي تنساب عبراتها بغزارة على رفيقة عمرها، تقدم منه الابن الثاني والأكبر يربت على ظهره، يحاول تهدئته قائلًا:-
- سوف تكون بخير أن شاء الله أبي اهدئ،
لتتقدم منه زوجته تهدئ من روعه قائلة:-
- وتين فتاة قوية أحمد، لن تتخلى عنا وستتمسك بالحياة ان لم يكن من أجلنا فمن أجله هو سامر الذي يقبع بداخل كـ ملاكًا حارس لها ولن يسمح بأن يصيبها مكروه..
اومئ لها شاعرًا ببعض الاطمئنان يتسرب بين حناياه مبتهلًا للرحمن، بينما زوجة الأبن الأكبر سيلا جالسه على احد المقاعد تحتضن وليدها جاسم الذي اصر على الحضور معهم لأجل عمته ..
-
****
في الداخل كان يعتريه الوجل، يرتعد جسده وهو يرتدي قفازته، ثم تقدمت منه تلك الممرضة تساعده بارتداء الرداء الخاص بالعمليات، أخذ شهيق يليه زفير لعله يهدئ من حدة توتره، محاولًا تنظيم كلًا من أنفاسه الهاربة ودقاته الواهنة، بينما عينيه شاخصه على باب تلك الغرفة التي تقبع بداخله حبيبة قلبه تنتظره على تلك الطاولة الباردة، وقد تم تجهيزها من اجل تلك الجراحة، بضعة خطوات وبات أمامها معشوقة روحه ووتين قلبه تهتز حدقتيه بقلق يساوره، شاعرًا بذعر ينجلي على ملامحه..بينما هي كانت عيناها لا تحيد عن باب الغرفه، ابتسمت ما أن رأته يتقدم نحوها، تحاول بث الاطمئنان في قلبه الذعر، فقد لمحت الخوف الذي يسكن حدقتيه ، ورجفة يده...
بادلها الابتسامة محاولًا هو الأخر طمأنتها وبداخله يرتعد وجلًا، ويساوره القلق خشيه من فكرة فقدانها، فلأول مره يحدث معه مثل هذا الأمر؛ يتعلق عاطفيًا بأحدي مرضاه بل ويعشقها أيضًا تلك الصغيرة التي سلبت قلبه منه "وتين"
وهو الذي قد عاهد قلبه سابقًا بأن لا يعرف الحب يومًا وأن لا يسمح له بالتسلل بين طياته، إلى أن أتت هي وحطمت حصونه وأرغمته على نقد عهده وقسم قلبه وأستسلم تمامًا لعشقها، بعدما كان طبيب القلب الشاب الأكثر شهرة ونجاحًا المعروف بالعملية والجمود ويتسم بالبرود، لم يعرف الحب يومًا، كان يؤمن بأنه أكثر الأمراض خبثًا والتي تعد الأكثر خطورة على القلب والتي تؤدي لإيذائه بشدة، وها هو أصيب بهذا المرض، بل وبات في المرحلة الاخيرة منه مع تلك الصغيرة المريضة...تعلقت عينيها بعينيه الفيروزية والتي أبهرتها ما أن وقع بصرها عليه، وقد انجذبت لها وآسرتها نظراتها الساحرة
جاهدت تدعي عدم الخوف لتمنحه نظرة اطمئنان لقلبه الذعر، لكنها هي أيضًا يساورها القلق ويعتريها الوجل السافر، ليس من الموت فهو قضاء وقدر، بل تخشى رحيلها عنه، تخشى من حالته أذا فقدها، تعلم جيدًا أنه سيتدمر حينها ولن يحتمل أن يذيق مرارة الفقد مرة أخرى، وخاصةٍ فقدانها هي، فكم جاهدت كي تعيد البسمة لمحياه بعد عناء منها لتجعله يخضع لعشقها، ذاك البارد، الغاضب، القاسي معها بات حنونًا، عاشقًا، شغوفًا بها، طافت ذكريتهما معًا كلمحات أمامها، فلاحت لحظة ندم على ولوجها لعالمه
فـ آه لو كانت تدرك خبايا ماضيه الأليم وجراحه النازفة، لما كانت سمحت لذاتها بالاقتراب منه أبدًا، بل وكانت هربت لأقصى بقاع الأرض هربًا منه حتى لا توسم بعشقه ويوسم هو الآخر بعشقها، حتى لا تكون جرحًا ووجعًا أخر له..
دعت ربها أن يطيل في عمرها لأجله هو وأن لا يأخذ روحها الآن وعلى يديه وأمامه فلن يحتمل الأمر أبدًا حينها
سيتحطم مؤكدًا....
أنت تقرأ
وتين قلبي والعشق
Romanceفتاه مريضة على وشك الموت، تسعى لتحقيق احلامها بأسعاد عائلتها قبل الموت، رافضه الخضوع للجراحه خوفًا من الموت على اخدى الطاولات البارده، ليأتي هو ويجمع العشق بينهما....