البارت الثالث
غادرت وتين مكتبه، تسير برواق المشفى يعتريها الحرج الشديد مما صار، قلبها هدر دقات خجله، فلم تكن تتوقع أنه يتقن اللغة العربية!، تتسأل ترى ما الذي يختلج عقله عنها الأن!، أجابت على ذاتها قائلة:-
- هذا واضح وتين أتسألين!، يظنك وقحه، وٌبًلَا تربيه مؤكدًا، انتِ لا يجدر بكِ العودة ألي هنا مطلقًا، ألا تملكين دماء لكي تريه وجهك مره ثانيه..
لكزتها جوريه قائلة:-
- انت تستحقين ما حدث وتين!، لا أعرف ما يحدث لكِ عند رؤيته، حتى تتفوهي بكل ما قولته، وعيناكِ التي لم تتزحزح مثقال ذره عن وجه الطبيب، لقد اخبرتك أن تتوقفي، لكنك لا تنصتين لأحد سوا عقلك الخرب هذا والذي يضعك في العديد من المواقف المحرجة..
تأففت وتين قائلة:-
- يكفي جوريه انتِ تزيدينها علي، يا الهي أنا أموت حرجًا أّلَآنِ
ابتسمت جوريه قائلة:-
- حسنًا تناسي ما حدث، من المؤكد أنكِ لست الفتاة الاولى التي تغازله وان هناك الكثير قبلك فعلنا و اعتاد هذا نظرًا لَنِشُـأتٌـهّ، وللأمانة هو يستحق فالطبيب رجل وسيم للغاية!.
- حقًا هل هذا رأيك جوريه أنه وسيم للغاية!، من المؤكد أعجبك تغازله بعينيكِ!.
كان هذا صوت تيم الذي هتف بنكران ساخر، فقد آتى لتوه عندما استشعر تأخرهن، ليصدم بجملة جورية الاخيرة والتي تتنعت فيها بجمال الطبيب ..
جف حلق جورية وابتلعت باقي حديثها بوجل وتيبس جسدها ولم تستدر، ومن المؤكد لن تفعل هذا ما جال بعقلها
هو وكل تلك التساؤلات قائلة:-
-يا ألهي لقد أستمع لها، متى أتى هو!، وماذا سيظن الأن خاصةٍ بعد ما قالته الغبيه وتين!، يا ألهي ماذا عليها ان تقول، انا لا أقصد، لا أنا لا أراه جميلًا أبدًا، بل أنا لا ارى رجلًا سواك وانت هو الغبي الذي لا يدرك هذا، كلا بالطبع لن تقول أيًا من هذا، ستصمت فقط ولن تستدير، أياكِ جورية ان تستديري، لكن جسدها الغبي لم يذعن لها واستدار، ليقابل جمرتين مشتعلتين تشكلا في حدقتين،
ووجه ارتسم الوجوم على ملامحه، يقضم شفتيه بغيظ، جعلها كل هذا تشرد فيما يعنيه يا ترى!، هل يغار أم ماذا؟
كاد قلبها أن يهدر دقاته سعادة حينما لاحت تلك الفكرة مخيلتها لكن عقلها هدر بها أن تتوقف عن أيهام ذاتها بذلك هو لم ولن يمتلك مشاعر لها!.انتشلها من جحافل افكارها هدره بها قائلًا:-
- لما لم تجيبي جورية!.
تحدثت عنها وتين قائلة:-
- ماذا أخي هي تبدي رأيها به، ومن المؤكد أن يعجبها تغزُل طبيب وسيم بعينيها وجمالها الغربي كما قال.
لكزتها جوريه تومئ برأسها بالرفض، بينما هو تضاعف غضبه وكتم كمده عنهما الأن، حقًا ود لو يفتك بها وقطع لسانها الذي تنعت في وصف غيره،
لكنه انتبه لذاته متسألًا لما يغار الأن!، ألا اقنع ذاته مسبقًا أنه لا يملك أي مشاعر لها، لما تلك الغصة اعتملت قلبه أذا
ولما ينفر ان تمتلك مشاعر لغيره او حتى تنتبه لجمال رجل أخر وتتنعت به!، لما يغضبه هذا!، ألا يراها غير مناسبه له!، اذا لما يهتم!، عليه التوقف عن هذا، هي حرة مادام اتخذ قراره بعدم رغبته بها..
لينهي الأمر بالتحرك مبتعدًا عنهما، قائلًا:-
- هيا ألحقنا بي لقد تأخرت عن موعد هام
تحركنا خلفه وجوريه ترمق وتين بنظرات حنق وضيق، تؤنبها على فعلتها، لكن بداخلها شعرت بسعادة تلاشت مع ابتعاده..
بينما وتين بادلتها نظراتها ببسمه، ثم صعدا السيارة وقادها تيم بملامح واجمه وفكر شارد حتى أوصلها ألي منزلها ثم عاد ب وتين ألي المنزل وغادر..
ولجت وتين ألي المنزل، وجدث سيلا جالسه بالبهو، تقدمت منها قائلة:-
- سيلا أسفه لقد تأخرت على موعدنا مجددًا ونسيته كليًا، بسبب موعدي مع الطبيب الامريكي وذهبت لرؤيته ونسيت كليًا اخبارك من فرط توتري، لا تغضبي مني اسفه!.
رمقتها سيلا ببسمه قائلة:-
- يا سخيفة، هل سأغضب منك لأجل هذا، فلتطيبِ أولًا وحينها لن أتركك، والان اخبريني كيف كان فحصك وبما اخبرك الطبيب؟.
اختضبت وجنتي وتين وهي تتذكر ما حدث وهتفت قائلة :-
- لا تذكرينني سيلا بما حدث، كدت أموت حرجًا اليوم، أتعلمين أنني تفاجئت بتغير الطبيب العجوز أمس وتولى حالتي حفيده الوسيم والذي قد سحرتني عيناه بشدة وتنعت بجماله وأنا لا أدرك أتقانه للعربية..
شهقت سيلا، ثم هتفت بحماس وهي تجذب ذراعها اليمني متوجه حيث الأريكة قائلة:-
- احكي لي ما حدث بالتفصيل وتين..
اومئت لها وتين وسردت كلها ما حدث، حتى اتهامها له بمغازلة صديقتها..
قهقهت سيلا بشدة وهي تتخيل ما حدث قائلة:-
- انتِ جبارة وتين تتغزلين به وتتهميه بمغازلة صديقتك
ـ اصمتي سيلا!.
هكذا هدرت بها وتين بحرج قائلة:-
-لم اكن ادرك أتقنه للعربية، كما أنني اردت اثارة غيرة تيم على جورية..
توقفت سيلا عن الضحك وليس الابتسام واردفت قائلة:-
- حسنًا لا تهتمي وتناسي الموقف المحرج هذا
هتفت وتين قائلة بضيق:-
- وكيف أتنسى سيلا وأنا يجدر بي مقابلته بالغد، ومؤكدًا لن أفعل، لن استطيع مقابلته وأريه وجهي وعيناي تقابل عيناه مجددًا..
اردفت سيلا باعتراض قائلة:-
- وتين هذا طبييك الذي عانى عمي كثيرًا لتحديد موعد معه من أجل جراحتك، لذا ستذهبين وتنهين فحوصك وتجرين تلك الجراحة فهمتِ عليكِ ان تطيبي!، هذا البيت وساكنيه لن يحتملوا فقدك !..
ثم أضافت بمزاح قائلة:-
- واذا كنتِ لا تريدينه أن يري عينايكِ، ببساطه أرتدي نظارة سوداء عزيزتي..
قالت هذا ببسمه واسعه وهي تبتعد عنها،..
بينما كان تيم جالس بسيارته موقفًا أياها قي أحدى تلك المناطق الخاوية التي تذهب اليه للبقاء وحيدًا والتعمق بالتفكير، وكان هو كذلك غريق بين جحافل قلبه وعقله النقضين لبعضهما، أحدهم يأمروه بالأذعن لعشقها والاخر يخبره أنها لا تناسبه،..
أنت تقرأ
وتين قلبي والعشق
Romanceفتاه مريضة على وشك الموت، تسعى لتحقيق احلامها بأسعاد عائلتها قبل الموت، رافضه الخضوع للجراحه خوفًا من الموت على اخدى الطاولات البارده، ليأتي هو ويجمع العشق بينهما....