سيدنا موسي 💔

250 33 1
                                    

وُلِد موسى -عليه الصلاة والسلام- في سنةٍ يُقتَل فيها الذكور من بني إسرائيل بأَمرٍ من فرعون ملك مِصر؛ إذ كان يقتل المواليد من الذكور في سنةٍ، ويتركهم أحياء في سنةٍ أخرى، وكان موسى قد وُلِد ولم يعلم أحد بولادته، فاهتدت أمّه من الخوف إلى أن تُلقي رضيعَها في اليمّ؛ وهو على قول المفسِّرين جميعهم نهر النيل، وذلك بعد جَعْله في تابوتٍ، وذلك بأَمرٍ من الله، مع طمئنته لها بأنّه سيُرجعه إليها سالماً مُعافىً، وسار الماء بموسى -عليه السلام- إلى أن وصل إلى أيدي جواري قصر فرعون، فأخذنه إلى امرأة فرعون؛ آسية بنت مُزاحم التي طلبت من زوجها فرعون أن يُبقيَ عليه معها؛ ليتّخذوه ولداً لهم، فينفعهم حين كِبر سِنّهم، وكانت أمّه قد أرسلت أخته؛ لتتبُّع أمره، وأثره، وكان قد رفض المُرضعات جميعهم، فأرشدتهم أخته إلى أمّه؛ لتُرضعَه، وبذلك تحقّق وعد الله -سبحانه- لأمّ موسى بإرجاع ولدها إليها .....

نال نبيّ الله موسى -عليه السلام- مكانةً عظيمةً؛ فهو أحد أُولي العزم من الرُّسل؛ قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا وقد اختاره الله وفضّله على الناس في زمانه؛ باختياره نبيّاً؛ قال -عزّ وجلّ-: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ)،كما أنّ له منزلةً عظيمةً عند الله -تعالى-؛ إذ قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا)، وقد اصطفاه الله -تعالى- من بين الرُّسل؛ بتكليمه إيّاه؛ قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، وقال: (وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًّا)، وقال أيضاً: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ). وكان موسى -عليه السلام- يملك من الحِكمة والعِلم الكثيرَ؛ قال -عزّ وجلّ-: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينوقد بلَّغَ رسالة الله، وكتابه، وأحكامه بكلّ إخلاصٍ، وعَزمٍ، وصَبرٍ؛ قال -تعالى-: (وَكَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ فَخُذها بِقُوَّةٍ وَأمُر قَومَكَ يَأخُذوا بِأَحسَنِها سَأُريكُم دارَ الفاسِقينَ)،وقال أيضاً: (ثُمَّ آتَينا موسَى الكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذي أَحسَنَ وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لَعَلَّهُم بِلِقاءِ رَبِّهِم يُؤمِنونَ) كما رفعَ الله -تعالى- من شأن قوم موسى، واختارهم، وفضَّلَهم على مَن ظلمَهم، ومَنَحهم عِزّةً ورِفعةً؛ قال -تعالى-: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)،ويَسَّر الله له عبداً صالحاً فطمأنه، وزوَّجَه إحدى ابنَتيه؛ قال -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وقال أيضاً: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ)، وأيّد الله نبيّه موسى بالمعجزات، ومنها: إبطال سِحْر السَّحَرة؛ قال -تعالى-: (وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ. فقد تمادى فرعون ومن معه من النّاس على موسى عليه السّلام ووصفوه بأّنّه ساحرٌ يهدف إلى إخراجهم من أرضهم، ولم يؤمنوا بمعجزاته الّتي أعطاها الله له، ولذلك قام فرعون بجمع أمهر السحرة في مصر كي يأتوا بمثل الّذي أتى به موسى عليه السّلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ السحر كان منتشراً في مصر بشكلٍ كبير خلال تلك الفترة، فأتى السحرة بعد وعد فرعون لهم بأن يعطيهم أجراً كبيراً إذا تغلّبوا على موسى. بدأ التحدّي بين موسى عليه السّلام والسّحرة، فألقى السّحرة جميعهم عصيّهم وحبالهم، وقد كانت ممتلئةً بالزّئبق، فخيّل للنّاس أنّ المكان امتلأ بالحيّات والثّعابين، فابتهج بذلك فرعون وجنوده ظنّاً منهم أنّهم قد نجحوا بالتغلّب على موسى، وفي تلك اللحظة أمر الله نبيّه موسى عليه السّلام بأن يلقي عصاه، وما إن ألقاها حتّى تحوّلت إلى حيّةٍ تسعى تتلقّف حيّات السّحرة وتأكلها بسرعة. وبيّن ذلك قوله تعالى: (فلنأتينّك بسحرٍ مثله فاجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانًا سوًى) (قال موعدكم يوم الزّينة وأن يحشر النّاس ضحًى) دهش بذلك فرعون وقومه، وعلموا أنّ سحرهم لا يفعل مثل ما فعل موسى، وأنّ ما جاء به موسى عليه السّلام كان بقدرةٍ من ربّه، فخرّ السّحرة ساجدين لله تعالى، وآمنوا بربّ موسى وهارون مفضّلين ذلك على فرعون وأجره؛ فغضب فرعون من تصرّفهم غضباً شديداً واتّهمهم بأنّهم قد اتّفقوا مع موسى على ذلك، وأنّ موسى عليه السّلام هو كبيرهم الّذي قام بتعليمهم السّحر، وبذلك انقلبت المباراة بين فرعون وموسى والسّحرة، وانتصر فيها موسى عليه السّلام على فرعون وأصحاب الكفر الضّال.

لقاءات ومواقف وقصص الرسل مع الله ربهم وادعيه وأسئلة دينيه  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن