البارت الخامس ❤️

1.3K 23 2
                                    

في أقل من ثانية كان امجد يفتح باب غرفة ابنته لا يعرف كيف صعد الدرج كل ما يعرفه ان يري ما أصاب صغيرته وكانت رحمة خلفه بالطبع فقد انخلع قلبها من صراخ نور ..
ليفتح الباب ويري نور تمسك ي يدها وتصرخ ليركض إليها ويقول :
مالك ي حبيبتي حصل ايه ؟؟
نور ببكاء :
وو وقعت من ع السرير ..
ليحتضنها ويقوم بتهدئتها :
ششش بس ي حبيبتي وريني ايدك ..
ليمسك يدها ويري انها تلونت بالازرق لينخلع قلبه ..
امجد : لازم اويديها المستشفي حالا ..
لتوقفه رحمة :
لو سمحت استني انا هشوفها ..
ف رحمة قد اخدت كورس اسعافات أولية نظرا لأنها تعمل مع الاطفال وهم معرضون لمثل هذه الأشياء دائما ..
لتمسك بيدها وتحركها للامام والخلف قليلا بحذر وتراقب رد فعل نور وتعابير وجهها ..
رحمة : متخفش الحمد لله مفيش كسر واللون الأزرق ده بس عشان الخبطة كانت شديدة انا هعملها كمادات مية دافية علي ايديها وإن شاء الله هتبقي زي كويسة ..
لا شك أن امجد اعجب بمعرفتها كثيرا ولكن يريد أن يطمئن أكثر ..
امجد : انتي متأكدة ؟؟!
رحمة : متأكدة والله متقلقش ..
ثم تحمل نور وتضعها علي الفراش وتهبط الي أسفل لتجلب مياه دافئة ..
ظلت رحمة بجانبها تفعل لها الكمادات وأمجد كان معهم أيضا و في الحقيقة الأمر كان يتابع ويتأمل كل حركة تقوم بها رحمة ، نظرة الحنان التي في عينيها ل نور ، يدها التي ترجف دائما  ، طرف حجابها الذي يسقط من حين لآخر وترفعه بضجر ف يبتسم عليها ، ليتنهد بداخله وهو يسمع دقات قلبه تتعالي وهو يعرف جيدا هذه الدقات بل و ... يخاف منها ..
علي الناحية الأخري فلم تكن حالة رحمة تختلف عن حالته كثيرا ، فهي كانت تعلم أنه ينظر لها لذلك كانت يدها ترجف ف هي عندنا تخجل يدها ترجف ودقات قلبها تتعالي وتنفسها يثقل و لكن الغريب أن دائما ما تعلو دقات قلبها في وجوده وتزحف الحمرة الي وجنتها مباشرة ولا تعرف ما السبب أو ... تخاف لأنها تعرف هذا السبب ..
عند أميرة كانت ترتب خزانتها عندما أعلن هاتفها عن قدوم اتصال لتجده رقم مجهول ..
أميرة : السلام عليكم ..
أسر : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. آنسة أميرة معايا ؟
أميرة : ايوة مين حضرتك ؟
أسر : انا أسر المنشاوي من شركة المنشاوي جروب ..
لتتعالي دقات قلبها وترتبك كثيرا ..
أميرة : ا اهلا وسهلا ي فندم ..
أسر : اهلا بيكي .. انا كنت حابب أبلغك انك اتقبلتي معانا ف الشركة وتقدري تيجي تستلمي شغلك من بكرة ..
أميرة بصدمة :
قول و الله ..
ليضحك اسر بشدة ويقول :
والله ي ستي ..
اميرة بتوتر :
انا اسفة بس من فرحتي ..
أسر : ولا يهمك ..
أميرة في نفسها " لا ابوس ايدك مش وقت نحنحة انا ع أخري "
أسر : آنسة أميرة انتي معايا ؟؟
أميرة : ها اه اه معاك ي فندم .. طيب ممكن اعرف المواعيد من الساعة كام ..
أسر : من 9 ل 4 وياريت متتأخريش لأحسن بعيد عنك عندنا مدير ايه ... نسمة ..
أميرة : ايه ده هو مش حضرتك المدير ..
ليضحك ويقول :
لا ي ستي انا نائب رئيس مجلس الإدارة يعني مدير الا سيكا ..
لتضحك أميرة وتقول في نفسها " ودمك خفيف كمان لا كدة كتشير اوي " 
أميرة : احم ماشي ي فندم إن شاء الله مش هتأخر ..
أسر : تمام ... مع السلامة ..
أميرة : مع السلامة ..
لتغلق وتظل تقفز علي الفراش من فرط سعادتها ...
في فيلا امجد المنشاوي ..
كانت نور قد ذهبت في نوم عميق وذهب امجد الي مكتبه ليتابع عمله وظلت رحمة بجانب نور ثم هبطت الي أسفل لتشرب بعض الماء وأثناء خروجها من المطبخ كان امجد يخرج من مكتبه ..
امجد : رحمة ..
لتنتفض رحمة وتنظر له فما كانت تتوقع أن يخرج من مكتبه الان ..
امجد : اسف خضيتك ..
رحمة : احم حصل خير .. حضرتك عايزني ؟؟
امجد : اه انا عارف اني اللي هطلبه مش المفروض اطلبه منك انتي بس انا بجد محتاج فنجان قهوة ونادية مشيت ..
رحمة : حاضر مفيش مشكلة ..
ليبتسم امجد :
شكرا ..
رحمة : العفو ..
ليخرج امجد الي حديقة الفيلا ..
وتذهب رحمة وتعد له القهوة وتخرج تجده يجلس في الحديقة لتذهب له ..
رحمة : اتفضل ..
امجد : متشكر جدا اسف تعبتك معايا ..
رحمة : مفيش تعب ولا حاجة .. بعد اذنك ..
امجد : رحمة ..
لتنظر له رحمة بتساؤل  ..
امجد : ممكن تقعدي محتاج افهمك حاجة ..
لتستغرب رحمة كثيرا فما الذي يريد منها أن تفهمه لتجلس أمامه ..
رحمة : حاجة ايه ؟؟!
امجد : طبعا انتي اكيد عايزة تعرفي مامة نور فين مش كدة ؟
لترتبك رحمة و تقول :
احم بصراحة أنا مستغربة ايه اللي يخلي ام تسيب بنتها وهي ف السن ده ... بس لو مش عايز تحكي بلاش ...
ليتنهد امجد ويبدأ بالسرد ..
امجد : بعد م خلصت جامعة ماما كانت هتموت وتجوزني وأنا بصراحة مكنش ف بالي الموضوع ده كان كل اللي شاغلني ف الوقت ده اني امسك الشركة واكبرها بعد بابا الله يرحمه ،  بس طبعا خالتي فضلت تزن علي امي علشان تجوزني بنتها نرمين ، نيرمين دي عمري م حبيتها ولا استطلتفتها ف حياتي لأنها بني ادمة مش مسؤولة ابدا ، مستهترة ، كل فلوسها رايحة ع ال make up و ال Fashion وال shopping ، حتي جامعتها كانت بتسقط سنين كتير ورا بعض لأنها عمرها م فكرت تهتم بمستقبلها ولا كان ف دماغها اصلا انها تعمل Career لنفسها ، هي دايما كانت بتقرب مني بس انا كنت بصدها ، بس ماما قالتلي بنت خالتك أولي من الغريب والكلام ده وانا محبتش ازعل ماما ، واتجوزنا انا و نرمين ، قولت يمكن بعد الجواز تتغير وتحس بالمسئولية لكن للاسف فضلت زي م هي واكتر كمان لحد م بقت حامل ف نور بعد م ولدت مكنتش بتهتم بيها كانت ممكن تسيبها تعيط وهي قاعدة علي موبايلها ولا ف دماغها وكان بيحصل بنا مشاكل كتير بسبب كدة وكنت مستحملها بس عشان نور ، لحد م ف يوم صحيت ونزلت ملقيتهاش دورت عليها ف الفيلا كلها ملقتهاش خوفت يكون اخدت نور ومشيت جريت ع اوضة نور والحمد لله لقيتها نايمة بعديها بشوية لقيت رسالة منها بتقول انها مش قادرة تستحمل قرف التربية وأنها سافرت المانيا تعيش حياتها هناك ، لو كنت بكره نرمين وبحتقرها ف انا لما قريت رسالتها دي كرهتها واحتقرتها الضعف ، ده أنا حتي كنت مبسوط اني خلصت منها و كنت قادر اجيبها من أخر الدنيا تحت رجلي بس انا مكنتش عايزة اسمع سيرتها ولا اشوفها تاني ، بس كان كل اللي مدايقني نور ، نور اللي ملهاش ذنب إنها تتحرم من أنها تعيش طفولتها زي باقي الاطفال مع امهم بسبب استهتار امها ، اتحرمت من حاجات كتير هي تستحقها ، من ساعتها وانا قررت اني اعوضها عن كل ده ، وأكون ليها اب وام واخ وكل حاجة ولما بتسألني ع مامتها بقولها سافرت وهتيجي تاني برغم اللي عملته بس مقدرش اكره بنت ف امها كفاية اللي هتكتشفه لما تكبر ، مبقتش اثق في حد غير نفسي وابن عمي ، الوحيد اللي قدر يطلع نور من اللي هي فيه ولو شوية ، نور اتأثرت جامد لما بتعدي الايام وبتلاقي أن أمها مبترجعش بقت بتحب تنام كتير ومش عايزة تروح المدرسة عشان بيسألوها ع مامتها وعلطول قاعدة ف اوضتها ، لما شوفتها بتضحك ومبسوطة معاكي مكنتش مصدق أنها رجعت تضحك  تاني وتتعامل عادي مع اي حد عشان كدة كنت مصر اني اجيبك تبقي معاها علطول ..
كانت رحمة منهارة بشدة ، فكيف لطفلة أن تتحمل كل هذا ، كل هذا الحرمان كيف ، وهل يوجد أمهات بهذا الشكل ، ألم تشتاق لصغيرتها يوما ؟؟
رحمة : ازاي ... ازاي يكون في ام بالشكل ده ؟؟
امجد : للأسف في ، متستاهلش يتقال عليها ام اصلا ..
رحمة : عندك حق ..
كان امجد غاضب جدا من كونها منهارة بهذا الشكل ود لو يأخدها في أحضانه ويهدئها ..
امجد : ممكن تهدي وتبطلي عياط ، نور الحمد لله بتتحسن وكله بفضل ربنا اولا ثم بفضلك انتي ..
لتمسح رحمة دموعها :
اسفة بس بجد مقدرتش استحمل ، بس ان شاء الله انا مش هسيبها وهفضل جنبها لحد لما تبقي احسن من كدة بكتير كمان ..
امجد : وأنا واثق من كدة ، بس احنا كلها كام اسبوع ومسافرين ..
لتتذكر رحمة موضوع سفره الذي حاولت أن تنساه لانه يضايقها ولا تعرف السبب ودت أن تقول له ابقي لا ترحل ..
رحمة : هو انتو مش هترجعوا تاني ؟؟
لينظر امجد الي عيونها ويحاول أن يعرف سبب سؤالها ، من أجل نور ام من أجل شيئا اخر ، ولكن لم يستطع أن يحدد ..
امجد : مش عارف بصراحة ..
رحمة : ط طيب ... انا اكيد هتواصل معاها علطول ..
امجد : اكيد طبعا ف اي وقت ، بس انا خايف نور تتأثر بده ..
رحمة ف نفسها " ولما انت خايف ع نور يبقي ايه لازمته السفر "
رحمة : احم إن شاء الله مش هيحصل حاجة وبعدين منعرفش الايام مخبية ايه ؟
لينظر لها بشرود :
عندك حق ... منعرفش الايام مخبية ايه ..
رحمة : طيب انا كنت بفكر اني نور متروحش المدرسة بكرة يعني عشان دراعها وكدة ..
امجد بتفكير :
انتي شايفة كدة ؟؟
فرحت رحمة بداخلها لانه يأخذ رأيها ..
رحمة : اه ..
امجد : خلاص تمام ..
رحمة : ماشي انا هطلع بقي ... تصبح ع خير ..
امجد بإبتسامة بسيطة :
وانتي من اهل الخير ..
وتصعد رحمة ويتناول أمجد كوب القهوة ويرتشف منه ليغمض عينه من لذتها ف رحمة ماهرة جدا في عمل القهوة ، ويبقي يفكر في بعض الاشياء التي بالتأكيد من ضمنهم بل واولهم ...
" رحمة " ...
يتبع ..
دمتم بود ❤️
#روحا_لروحي ❤️
#BY_RAHMA_YOUSSEF ❤️

روحا لروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن