حبي له فاقكم

1.4K 89 15
                                    


اشجار الصفصاف تملؤ المكان مزدهرة بالخضرة، انه فصل الربيع، انه يذكرني بيوم ميلادي

كما انه يذكرني بأرواحهم التي ترقد تحت هذه الأتربة، او ربما هم الآن يلقون علي بنظرات استنفار و كره من بين تلك الغيوم

هناك تماما، في النعيم

جلست قرب الضريحين الكبيرين اللذان يزينهما بالخط الأسود اسميهما

مررت اصابعي هناك لأشعر بألم لاذع يعتصر قلبي، و لكن هذا غير مهم، بل لا اهمية له، فقط ربما يحرم على النجاسة من امثالي لمس مثل هذه الأسماء الطاهرة

او حتى التواجد هنا بالقرب منها، لأنها لا تستحق

نظرت لأولها و الذي كان لوالدتي، ابتسمت اعبر عن مقدار الحب لها، و لكن ليس بالمقدار الذي يسكنه لحبيبي

"امي" غمغمت ممسكا بتراب قبرها "لقد اشتقت..." شيء ما اوقفني، ربما هو اشتياقي لها "اشتقت لكي و لتربيتاتك" تجهم اصاب وجهي لتتقوس شفتاي معبرتا عن مقدار الحزن هنا بين ثنايا الفراغ الذي يستوطنني "و لكن.." ابتسامة حلت محلها قبل ان اكمل "لا تقلقي فحبيبي يربت دوما على رأسي و يملؤني حبا اكثر مما كنت تفعلينه سابقا"

حدقت لقبر والدي قبل ان اتقدم نحوه ايضا" و انت ابي" امسكت بكفتي بعضا من تراب قبره كذلك و كأني سأستنشق بين حبيباته عطر ابي "اشتقت لصوتك الرزين و لابتسامتك"

كان هذا ابي العزيز من دللني "و لكن لا تقلق فحبيبي يمتلك ابتسامة ساحرة ايضا و صوتا حادا كالسكين الذي مرره يومها على رقبتك"

هل هذا كان شاعريا حتى؟؟، بالطبع لم يكن

"ارقدا بسلام هناك" لم املك غيرها "فأنا لن اتى للنعيم الذي تسكنانه فأمثالي قعر الجحيم من يحتظنهم"

ابتعدت قليلا اعطي علامة المسيح لهما محاولا دعوة الرب، الرب، كم هذا مثير للسخرية بنظري، فأنا لم اعد اعبد او أامن بغير رب هوسي

استدرت معطيا ضهري لأرواحهما، نظرت للسماء و انى ربما قد ارى دموع والدتي، انها تكرهني الآن، انا متأكد

و نظرت الخيبة و الغضب على وجه ابي، من سيكون سعيدا عندما يعلم ان ابنه المدلل يهيم عشقا بقاتله.



يتبع......


⭐⭐👈
🗨🗨👈

🤗🤗🤗🤗😘😘😘😘😍😍😍😍

الهوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن