Graduation| 02

1.1K 142 106
                                    

رغمَ صِداماتِنا الغَفيرَة مَا نشَبت عَن ثُغورِنا أيَّةُ كلمةٍ مُفيدَة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رغمَ صِداماتِنا الغَفيرَة مَا نشَبت عَن ثُغورِنا أيَّةُ كلمةٍ مُفيدَة. تَوالَت الأيَّام عَلى ذاتِ الوَتيرة، وحينَما تتعثَّر بحصَّة الأستاذِ بارك تسقط مِنها دقائِقها ثمَّ تقومُ وهِي تعرُج، أي أنَّها تمرُّ ببطءٍ مُستفزِّ مِثلَ شخصيَّته، لا صَلاح فيها سِوى مَظهرهُ الخارِجيّ، وصوته العَميق، العَينُ تَهوى دون إذنٍ مِن القَلب أحيانًا والأُذن خائنةٌ كَبيرة، رغمَ مَقتي لكلِّ سِماته، لا أنكِر أنَّه رجلٌ وَسيم، وأثيره موسيقيّ. كُنت معجبةً بِه في إحدَى بِقاعِ الماضِي كأيِّ فتاةٍ جمعَتها بِه الحَتميَّة، وما وَشت له ملامِحي عَن انجِرافِي إليه. لو عُدت بالزَّمنِ إلى ما قَبل غدرِه بورَقتي لصَفعتُني!

اجتَزنا اليَوم آخر امتِحانٍ في مادَّة الأدَب، وعَلى أعقابِ إعلانِ النَّتيجَة سنتخرَّج أخيرًا، رجَوتُ مِن أعماقِ قَلبي أن يُقيِّمَني بعدل، مُتغاضِيًا عن وقاحَتي معَه مُنذ شهر مُنصرِم، لقد بذلتُ جُهدًا جمًّا في المُذاكَرة، وثِقَتي بِما بذَرتُه بينَ السُّطورِ عظيمَة. حتَّى وإن رسَبت في مادَّة الأدَب فنَجاحِي مَضمون، لكِنِّي أطمَح إلى الامتِياز لا مُجرَّد العُبور.

وصَلتُ إلى المَنزِل في أطرافِ المَساء، بعدَما تسكَّعت برفقةِ صديقيَّ في مَقهانا المُفضَّل. تناوَلتُ العَشاء ثُمَّ خلَدتُ إلى غُرفَتي؛ أفضِّل السُّكونَ ليلًا على مُسامَرة أفرادِ عائلَتي في غُرفَة الجُلوس، إذ أعودُ مُرهقةً مِن الدِّراسَة، في مِزاجٍ لا يسمَح لِي بتبادُل الأحاديثِ معَ أحَد. استَلقيتُ عَلى سَريري، وتفقَّدتُ الإنستغرام. تراسَلتُ معَ صَديقيَّ في مَجموعةٍ مُخصَّصةٍ لَنا، وبينَما أنا عَلى وشكِ النَّوم، قاطَعتني زُوي الَّتي بعَثت رابِطًا لمَقطعٍ مُضحك، صادَفها كالعادَة.

-لماذا تَخيَّلتُك إيلويز؟

ما هِي إلَّا ثوانٍ مَعدودات حتَّى علَّق لوكاس.

-بَطني تُؤلِمُني، أراهِن أنَّها قادرةٌ عَلى فِعلها بعدَ التخرُّج...

أحيانًا أهمِل الرَّسائِل؛ النَّوم أولَى، غيرَ أنَّ ما حبرته زُوي وردُّ لوكاس أشعرَاني بالفُضول، فأثبتُّ وجودِي بنقرة، وولَجتُ مقطَع الفيديو، امتلأت الشَّاشَة برجلٍ يسأل بالإنجليزيَّة:

Manners| آدابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن