مرحباً
يا لِلُطفي أُلقي عليكَ تحيةً
ردها بأهلاً أو بأحسَنِ مِنها
هل لي بسؤالٍ؟
لما تأتِني كُلَ يومٍتُلقي السلام واردهُ لَك بالإستسلامْ
لا أنساكَ إلا في الساعات القليلة التي أنشغلُ بِها
مع من هُم حولي
يذهبون ال(هُم) وتبقى أنت
تذهبُ وتعوُد ترسُمُ لي أبتسامةً جميلة
لا تصِل لعيناك
تذهب لتأتي لي بأوراقٍ
مُمَزقة مبللة،
الحِبرُ أخذ مجراه على طولِ الورقة
يَخِطُ قصتنا بصورةٍ مُبهمة، كما هي عليه
تُأشِرُ بأصبعك نحوَ كلماتٍ متناثِرة
نَجَتْ مِن عاصفةِ المطَر
تُحدِقُ نحوها وهي تطير لا تُبالي ، فأنتَ تملكها
أركُضُ بلا تفكير نحوها
ألتقِطُ كلمةً لتتكون جملةً كامِلة
تحثني على البحثِ أكثَر
بعضها كمِثلك حقيرةٌ
اتلمسها فتبقى مُحَملقةً بي
لا تُعطيني ما أُريده ، تنظُر ببرودٍ
وأُلاطِفها بِودٍ ، لكنها لاتفعل ، أترُكها
أجري لغيرها ، فتضحكُ الأُخرياتُ لي
لتتلاشى الإبتساماتُ مِن بَعدها وينقطِعُ رنينُها
تَفرُ هاربةً بِجلدها وتحدِقُ برعبٍ فوقي
أرفعُ رأسي لأرى دائرةً سوداء واسعة
كبيرةٌ جداً لا يُعرفُ لها بدايةً ولا نِهاية
أدركتُ إنه النِسيان ،
'آفةُ النسيان'
وإن الكلمات لم تتلاشى ، بل أُبتِلعت هي وضحكاتِها
وأدركتُ أن لا صَوت لَك فقد أُبتِلعَ أيضاً
أنفُك ، شفتاكَ ، عيناك ، بُنيَّةُ جسدُك
جميعها أصبحتْ مشوشة ، شبهُ معدومةٍ
إبتسامتُكَ ، أُبتُلِعَت بالفعل
وتجمَدَت هناك قبل أن تحتل كامل وجهك ،
أضمك مِن بعيدٍ
قدماي ثقيلتان لا أستطيعُ الحراك من بقعتي
أجهشُ باكِيةً لا طاقةَ لي
لم يبتلعكم النسيانُ انتم فقط
هو على وشك إبتلاعي أيضاً التكورُ علي
مني وخلالي وإلي
يُنسيني نفسي ومن أنا
ذاتي ، روحي ، عقلي ، أنت
يريد اللعين أخذ كل هذا مني .| ٢٨ آذار |