الحلقة الأولى

3.2K 110 15
                                    

تبعث الشمس أشعتها الصفراء تتسلل من ثغرات نافذة غرفتها الواسعة ، لتداعب وجهها إلا أنها سقطت علي فراش بارد خالي، تخرج من مرحاضها والماء يتساقط من جسدها الرخو ، علها تشعر ببرودة المكيف ، لكنها محاولة أخرى بائت بالفشل ، إرتدت ملابسها الكبيرة ودنت من حائط يفترش اسفله بالزجاج المهشم كقلبها المدمي ، جثت بصعوبة والتقطت إحدى الصور التي تجمعها مع زوجها ، هطلت دموعها حسرة ليس علي من سحق كرامتها تحت قدميه بل علي نفسها لتقديم عمرها قربان قربه

  - مش عارفة الومك ولا الوم نفسي ، الومك أزاي وانت اتعودت أطبطب وأشيل مكانك وأستخصر في نفسي علشان اكبرك واكبر فلوسك وفي الأخر طلعت انا المهملة
أنهت كلمتها الاخيرة بصوت يعلوه المذلة والخذلان ،ثم التقطت صورة أخرى يبرز فيها إمتشاق جسدها يالها من صورة قديمة من قبل الزواج ومشقة الإنجاب ، صرخت وكأنها تحدثه

  - مين فينا اللي يزعل ويشوف حياته أنا ولا أنت مين اللي سهر وتعب وفي الأخر طلع وحش أنااا ولا أنت مين اللي عمره راح يا هيثم مين

دخلت فتاتها الصغيرة هالعة مما رأت أمس من أنهيار وصراخ أمها لم تعهد أمها إلا صامدة
حدثتها الصغيرة بحروف تخشي الخروج
  -ماما هو بابا قالك أية خلاكي تكسري الأوضة كدا ياماما
نيران تاكل بقلبها كيف لها بشرح ماحدث لفتاة بالكاد أكملت الخامسة ، حاولت تهدئة نفسها وتهذيب نبرة صوتها الغاضبة
    - مفيش ياحبيبتي بابا مدايق شوية وهيجي بكره ونتصالح ونفسح مريومة الحلوة كتير اوي
كانت تدرك كذبها فزوجها لن تخطو قدمه منزلها مجددًا
خرجت الفتاة بسذاجة طفولتها تلهو مبتسمة وتركت أمها بدوامة ذكريات تعصف بعقلها

تسوق فتاة الثامنة عشر سيارتها الجديدة في طريق تزهو عن الزحام لتري سيارة تقف في منتصف الطريق فستشفت أن سائقها يحتاج للمعاونة ، ترجلت من سيارتها ووصلت للسيارة الأخرى متحدثة بهدوء
  - انا شايفة ان العربية عطلانة لو تحبِ انا ممكن أساعدك
نظرت لها سيدة أربعينية بإعجاب وهتفت
  - ياحبيبتي انا فعلا كنت سايقة والعربية اتعطلت بيا ، ربنا بعتك ليا ممكن بس توصليني لأقرب مكان واخد تاكس
  - لا يا طنط متقوليش كدا تحبي تروحي فين وانا هوديكِ تعالي معايا ولما توصلي ابعتي حد يصلح العربية
اطاعتها المرأة الأربعينية واثناء الطريق هتفت
  - بس شكلك صغيرة لسه يا...  مقولتليش اسمك أية
اجابتها بتهذيب
  - اسمي ميرال يا طنط .. ايوة انا فعلا مش كبيرة عندي ١٧ سنة انا بيتي قريب بس بصراحة دي عربية بابا وخوفت امشي من طريق فيه كامين لأني موصلتش للسن القانوني للسواقة
  - بس ماشاء الله بتسوقي كويس جدًا
تبسمت ميرال
   - ايوة خالو علمني أسوق من سنتين وبقيت شاطرة جدا
فاقت ميرال من ذكرياتها ثم قالت في حزن

كنتِ السبب في جوازتي منه ياطنط إعتماد اصريتي اتجوزه وانتِ عارفة ان ابنك غدار بس مش هظلمك وانتِ هتعرفي منين اني هتخن وابنك يعايرني كدا لا ويقرر يتجوز عليا في نفس العمارة
شردت مجددًا بشاكلة أمس

سمينة ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن