سمينة ولكن
العاشركل الطرق تؤدي إلي الحقيقة وإن طال الزمان .
هلع الصبي من تخافت نبضات أمه وصار يصرخ حتي تلتم الناس ويساعدوه . وهذا ماحدث بالفعل ونقلت أمه للمشفي في العاجل ، خرج الطبيب متوسط الطول وسيم الملامح وهو يقول بأسف
- عندها إنهيار عصبي
بكي الصبي وصار جرحه جرحان الأول حسرة علي نفسه والثاني علي مافعله بأمه .اقتربت منه جارته التي بعمر أمه تضمه بحنان وكأن حنانها اخترق روحه يحارب آلامه .
- متعيطش يا حبيبي اهدي ماما هتبقي كويسة والله قول يارب دا ربنا عمره ماكسف حد ابداكان يود الدعاء ولكن خجلة من الله منعه أو ربما شيطانه صور له هذا . كانت أصابع القدر تحركهم حتي إن تلك هي نفسها المستشفي التي يوجد بها الطبيب النفسي وميرال ، مر الطبيب فوجد علي في أحضان السيدة الثلاثينية فناداه وأقترب منه
- تعالي يا تامر معايا
ذهب علي معه في مكتبه . كثير من الأوهام جالت بخاطره عند سماع غلقة الباب . أَيفعل مافعله والده من خمس سنوات ذالك مع حدث عقب صدور نفس الصوت الآن . شعر به الطبيب فلم يقربه أو يبتسم له بل جلس بعيدًا يقول
- متفكرش كتير أنا جايبك هنا علشان اتكلم معاك مش أكتر انت زي أخويا الصغيركان بمقدوره أن يقول ابني ولكن إن قالها سوف يخاف الطفل بعد أن لوث أبوه آصرة الأبوة في ذهن ابنه
استأنف الطبيب ذو الأربعين كلامه
- متخفش ياتامر أنا عارف إنك خايف من كل الناس بس متخفش أنا مش هأذيك . باباك اكيد مكانش في وعيه
صرخ المراهق بقوة قائلًا
- مكانش في وعيه تمن مرات مكانش في وعيه لما كان بيبعت امي مخصوص تجيب حاجات ويعمل كدا انتوا السبب مش حاسين بيا لية أنا بموت أنا بقيت ابويا اللي بكرهه بقيت بعمل في واحد بريئ اللي اتعمل فيا انا بكره نفسي وبكره ابويا بكرهكوا كلكوا زي ماربنا بيكرهني انتو عاوزين مني اية عاوزني عاوزين تدمروني صح هتسجن خلاص هتسجن علشان علي طب مانا كمان حصل فيا زيه اشمعني هو أمه وقرايبه معاه وانا محدش جمبي اشمعنيتنهد الطبيب ثم اقترب منه يضمه بحنان أبوي وعلم أن جرحه لن يندمل بسهولة
- ممكن تثق فيا يا تامر صدقني أنا علقي صاحبك وهقف جمبك وهحميكنظر له لعينات تغرورقان بالأدمع
- بجد يا دكتور هتقف جمبي
- اسمي بابا إسماعيل ياعلي خليك واثق فيا ياحبيبي احنا هنبقي اخوات وصحاب وكل حاجة وهفضل معاك لحد ماتكبر وتتجوز كمانضحك علي ضحك كالبكاء
- اتجوز هو اللي زي بيتجوز يا ...
- طبعا بيتجوز وهيتعالج وتبقي احسن واحد في الدنيا ياتامر وبعدين قولها قول ياعلي بابا
انفجرت أعيون الصبي تنبثق منها الدموع خلف جدار كالدماء . كفكف اسماعيل أعين الصبي بحنو وهو يقول :
- يابني أنا صحيح مشوفتكش غير مرتين لكن قلبي اتفتحلك وقررت اساعدك ولو تحب أنا ممكن ارفع قضية علي ابوك وبتحاسب علي أفعاله ، شعر الصبي بصعة تصيب رأسه ؛هو لا يريد افتضاح أمره
- لا لا كدا كل الناس هتعرف لاء أنا مش عاوز اشوفه تاني ماما زمان طردته واتطلقت منه وهددته لو رجع هتفضحه بس كنت صغير ومش فاهم لحد لما جيه وهي مش موجودة وحصل زي ماحكتلك
ارجع إسماعيل رأسه للخلف متذكر ماحدث يوم قص عليه الفتي حكايته
أنت تقرأ
سمينة ولكن
Romanceيكفي هراء ، حب الروح إن شاخ الجسد يبقي طول الأمد وحب الأجساد كريحانة يمتلئ الجو بعطرها وبعدما تزبل تدعسها الأحذية ومن منا لا يخطئ ومنا من لا يغفر 💔