التاسع

1.9K 79 18
                                    

سمينة ولكن
الحلقة التاسعة

يمرون عبر الأضلع لا الطرق .... لا تجمعنا المواقف بل القلوب تبحث عمن يسحقها تلك القلوب الحمقاء تجوف جوفها لأجل رحالة غذائهم ثمار الألباب

صُعقت ليلي مما سمعته هل بعد كل هذا ويتزوجان، بعد كل ما حاكته من مكائد يجتمعان . فقالت
  _ بجد والله طيب كويس أنك هتتجوزها مهو بردو عيب بعد كل التلزيق دا ومترضاش بيك
تلك الخبيثة أصابته في جُرحه ، لو لم يكن يدرك نواياها لتراجع عن قراره ، فقرر ملاعبتها علي طريقتها الخاصة
   _ الحب يا لي لي الحب خلاني انسي كل حاجة حتي القرف اللي شوفته معاكِ نسيته أنا هعوز أية تاني وحبيبتي معايا .
وكأنها لعبة ينهزم  فيها ما يطعن بالسكن ويتألم ويظفر من يتحمل الطعنة ويبتسم
   _ طلقني يا عامر أنا عاوزة أطلق
أبتسم ثم ارتفع ذراعه يضمها بشدة ثم قبل وجنتيها بحنان لم تعهده
   _ لي لي احنا متجوزناش أصلًا علشان نطلق بس ممكن نتجوز النهاردة ونحتفل بالتغير الجديد .

لم تدر هل حن قلبه ام هي أكذوبة الإنتقام أيا يكن مايحدث قلبها يصرخ غيرة علي حبيب لم تدرِ بحبه طوال سنوات ، أرادت لو تصرخ وتنتزعها من حضنه تريده لها لا أن تتقاسمه مع أخري .
ارتبكت وقرعت طبول قلبها ،لا تأبه هل كذب ام حقيقة طالما نالت حبه وقربه .
لاحت إبتسامته المغناطيسية وأخرجها من ضمته الحنون
    _ باي يا ميرو هاجي تاني اطمن علي علي .
رنت كلماته كناقوص لإستعادة وعيها هو مازال يرقض خلف حبه بل ويتزوجها ، إذا لم يريد الإقتراب
    _ عامر لم أنت هتتجوزها رجعتلي لية
    _ يمكن علشان حسيت انك مظلومة لي لي انت ملكيش زنب في كل دا أنتِ مغلولة علي امرك أنا عارف ياروحي علشان كدا أنا قررت اتجوزها علشان كل الناس تعرف هي قد أية شريرة وخطافة رجالة
أكاذيب...أكاذيب لو قيلت لرضيع لسخر من هذا الهراء ام هي فحديثه كالفردوس لها .
__________
جثت علي الأرض تبكي هل يتنازل عن حبه بتلك السهولة، هل نسي وعده لها ، الآن يتركها ويرحل حتي قبل أن يرجع حق صبيها ، غريبة هي الحياة تنتزع منك أقرب القلوب وتبدلها بقلوب كارهة أعتم من الأجداث ، بالأمس كانت ليلي الصديقة المخلصة واليوم صارت غريمة شمطاء ، لم تكتفِ بصدمة واحدة بل صدمتها برجل كانت تظنه إحتواء .
فاقت من نحيبها علي يد تنتشلها من الأرض
   _ عارف انت شيفاني ازاي بس لازم تسمعيني اسمعيني مرة واحدة ولو مأقنعتكيش مش هتشوفي وشي تاني وعد
نظرت له بسخط ثم قالت
    _ أسمع أية اسمع أنك إستغلتني وإستغليت ثقتي فيك علشان تخلي صاحبة عمري تنتقم مني بتعملوا فيا كدا لية ليية عملت فيكوا أية دنا عريتلك جروحي وقولتلك عن معاملة أبويا وأمي اللي راحت وجوزي اللي خاني وانت كنت عارف اللي عملته صحبتي حتي انت جيت عليا لية يا احمد لية
فرت دمعة تبعها وابل دموع وشهقات طفولية
    _ أنا مريض نفسي سنين المرض بيتملك مني لما قررت اروح للدكتور واتعالج قابلت ليلي هناك هي اللي جتلي واتعرفت عليا قربت مني في وقت كنت بتمني مراتي ترجع فيه حكتلي انك ....
بلع لسانه وشُلت حنجرته حتي أكملت له ميرال ما كان يود البوح به
   _ قالت اني مش كويسة وخطفت جوزها وبعلقه بيا صح قالت إني كنت بحب اخد كل حاجة لنفسي
وسُع بؤبؤ عينه في زهول كيف عرفت كل هذا
    _ متستغربش ياحمد  أنا خلاص فهمت كل حاجة
    _ ليلي مريضة هستيريا ياميرال أنا لسه عارف كدا ليلي كنت بتضحك عليا أنا مضطر احكيلك كل حاجة
فلاش بالك
   _ أنا زهقانة بجد ياحمد أنا كل مرة باجي هنا بفضل مستنية فوق التلت ساعات
   _ أنا بيتي قريب من هنا اصلا بس باجي بدري علشانك
   _ بجد طيب تعالي نقعد هناك لحد ما الوقت يجي
حمحم في حرج
    _ ليلي أنا عايش لوحدي وأنت ِ ست لوحدك  هتيجي إزاي
ضحكت  متلحفة في ثوب العفة
    _ احمد أنت أخويا إزاي تقول كدا
     _ طيب تعالي ياستي البيت خمس دقايق من هنا
ذهبا للبيت سويا إحداهما يحيك خدعة والأخر يلعن نفسه علي موافقته
    _ أدخلي يا ليلو
دخلت وإبتسامتها بعرض وجهها تتطلع للبيت بخبث
   _ فين المطبخ علشان اعمل حاجة نشربها
   _ علي إيدك الشمال بعد الليفنج
كان يحدثها وهو يشير إلي المكان البعيد نسبيًا
وبعد خمس دقائق عادت ليلي حاملة كأسان من القهوة
   _ مش لاقية صنية بصراحة
أبتسم أحمد علي طلقائيتها المتنكرة وتناول القهوة في عُجالة . مرت ثلاث دقائق وبدأت الرؤية تتشوش
   _ ليلي أنا مش شايف دايخ أوي
إبتسمت ليلي وإتسعت إبتسامتها حينما فقد وعيه كاملًا وبدأت يداه تعبث بتنورتها
   _ هو دا اللي المفروض يحصل
وبعد ساعة من إنتهاء مفعول المخدر ، إستيقظ أحمد علي نحيب ليلي المتكورة أسفل النافذة تغطي جسدها السمين   ، هرع مما رآه واتجاه لها وتقاسيم وجهه تكاد تبكي كحال قلبه
  _ حصل أية أنا عملت كدا إزاي
   _ كنت بحاول أفهمك أنه مينفعش واني ست متجوزة أنت اللي صممت لية عملت فيا كدا ياأحمد لية أنا اعتبرتك أخويا
جلس علي ركبتيه وتساقطت عبرات عيناه ثم قال
  _ حقك عليا أنا والله ماكنتش في وعي أنا آسف هعملك اي حاجة تطلبيها والله اي حاجة يا ليلي
صرخت به بشدة قائلة
   _ تعملي أية مش كفايا جوزي وصحبتي كمان انت منكوا لله منكوا لله
وجهت في باله فكرة كي يتخلص من ذنبه
  _ أنا ممكن أنتقملك منهم بس تسامحيني
رفعت عيناها المغرورقتين بالأدمع ثم إبتسمت وهزت رأسها هزات متلاحقة
قام من مجلسه يخرج خارج الغرفة حتي وقعت عيناه علي الفراش الملطخ بالدماء أراد سؤالها ولكن تراجع حتي لا يزيد الطين بلة
باك
تنهال الدموع من عيناها بغزارة أَتصل قذارتها لهذا الحد
  _ صدقيني أنا فعلا كنت بنتقملها علشان اعوضها كنت فاكرك فعلا ظلماها لكن هي اللي طلعت كدابة صدقيني أنا حبيتك بجد يا ميرال حبيتك وانت تخينة قبل ماتكونِ رفيعة .
خرج الطبيب ووجه حديثه لها
   _ للأسف إبنك تم الإعتداء الكامل عليه طبعا الكشف تم والولد متخدر علشان ميأثرش علي نفسيته لكن لازم متابعة مع طبيب نفسي علشان ميطلعش يكرر نفس اللي حصله في أطفال تانية
كادت تتعثر حتي أمسكتها يده وحدثها بشدة
   _ المدام مكانتش فاضية لابنها وسيباه للجيران يعملوا فيه كل دا ضيعتي مستقبل الولد
   _ أنت مالك بتحاسبني وكأنك أبوه لية دا ابني أنا
    _ ابنك ولما هو ابنك سيبتيه لية وجريتي ورا صحبتك والبيه دا لية يا ميرال
تدخل الطبيب النفسي الذي كان يمر بالصدفة
  _ كفايا بقي كفايا انتوا في مستشفي أناا متعاطف معاكوا بس ومش عاوز اخد ااي إجراء قانوني لكن كدا انتوا بتعقدوا الموضوع
ثم وجه حديثه لها
   _ لازم اباشر حالتك يامدام أنتِ نص العلاج وكمان الأستاذ
ثم استأنف حديثه
أنا روحت للولد اللي اعتدي عليه وكلمته بصورة خاصة وبطريقة ما أعترف بكل حاجة بعد رفض شديد
تنهد الطيب ذو الثلاثون عام وقال
   _ زي ماتوقعت الطفل دا حد كان بيعتدي عليه ولازم يتعالج وقبل اي إعتراض  انتوا مش هتكسبوا حاجة من سجنه لكن هتكسبوا كتير لما يتعالج ومحدش يتأذي زي ابنكوا  تاني
رحل الطبيب دون انتظار رد منهم
  ___________

  _وائل ياوئل انت ياولد مش بنادي عليك
  _ بابا مبقاش يجي لية ياماما
سقطت الملعقة الخشبية التي كانت تستخدمها في تقليب الطعام الموضوع علي فوهة النار في المطبخ متوسط الحجم 
  _ ا ابوك ابوك أية بس أنا عاوزاك تعتبره مات الراجل دا مبيحبكش
انهار الفتي وصرخ
  _ مبيحبنيش ولا خايفة عليا منه هاا
توسعت عيناها وتأخرت حروفها
   _ وهخاف عليك منه ليه هو ابوك هياكلك
   _ لا هيتحرش بيا بس متقلقيش هو عملها وخلاص واقولك كمان أنا عملت في علي زي ماعمل جوزك فيا
صرخت وجلست تصك صدرها حتي أحمر وتخافتت أنفاسها.......
عارفة اني اتاخرت جدا حقكوا عليا وباذن الله بليل هنزل جزء وبكرا جزء وتبقي خلصت وانتظروني بكرة بإذن الله في رواية  "زوج عمتي"   

  
          
    

سمينة ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن