بارد متملك

108 12 11
                                    

_أفكاري يا أفكاري تلعب تمرح في الوادي تبحر تمشي في سمائي أفكاري يا أفكاري
أتذكر قولي في الفصل السابق أنني لن أتفاجئ بعد الآن أو أستعجب لكنني أسحب ما قلته فهذا أغرب ما قد أراه، ذلك المصباح يطفو في السماء بينما يرقص التانجو مع عدة مصابيح صغيرة متجمعة على هيئة  مصباح كبير!
مهلا أنا في هذا العالم مجددا لكن أين المركب؟ تسائلت  فنظرت للأسفل بحذر شديد لأجدني أطفو أنا أيضا ! 
فزعت لأني ما إن أدركت ذلك سقطت في المياه عندها أمسك بي المصباح أقصد بنك الأفكار وقال لي: حذاري من الأفكار لأنها تتحقق في عالمنا فما إن  يفكر أحدهم في أنه يغرق حتى يبدء بالغرق!

أنصت له في إهتمام ثم قلت له :إذن إن فكرت في أن لي جناحين سأطير؟
تركني وابتسم قائلا:أنت كذلك بالفعل، وبما أننا مستيقظان لنبدء رحلتنا الجديدة معا!

ضحكت من أعماق قلبي بمشاعر مختلطة بينا أحلق وأشاهد الشفق الأزرق اللامع ينعكس في المياه الصفراء النقية عندها قلت للمصباح: لماذا لا يتغير لون الماء أو السماء عندما أفكر في ذلك 
قهقه: لأنها من الثوابت لا تتغير فنحن لم ندخل العالم نفسه بعد لازلنا في أرض الأحلام الواعية، سأشرح لك، أحيانا ينام بعض الكتاب بينما يفكرون في كتابتهم وعندها يأتون لهنا حيث تتحق أفكارهم  التي كانوا يفكرون بها قبل النوم وتتحول لمسرحية يشاهدونها ويحركون بها الأشخاص لكنهم ليسوا واعين لكونهم يحلمون  بشكل كامل لذا يلتزمون برؤية ما كانوا يفكرون فيه حتى يتم النوم دورته الأولى وبعدها قد يتمكنون من الوصول الى بحر الأفكار الحقيقي حيث يكونون المتحكمين بالعالم الذي يرونه بالكامل وعندها سيمكنهم تغير لون السماء أو التحول الى خفافيش وهكذا
صمت بينما يطالع وجهي  الذي يطالعه  وبقينا صامتين لبرهة حيث يحاول جزئ مني فهم ما يحدث والاخر يحاول استيعاب ما أفهم أحاول ألا أترك شعوري بالغباء يتملكني لن أفعل على الأقل ليس أمام المصباح!

الذي أخذ يقهقه ويكركر بشده في ضحكه  بينما يضيئ هنا طالعته بصدمه وقلت لا تجرؤ على قول أنك تسمع أفكاري!
همس وسط ضحكاته لن أجرؤ على قولها، مع أنها حقيقة
صرخت وأردت ركله لذا تخيلته ذلك ورسمت رسمه رائعة لوالدة المصباح العملاق تعد البيض المحروق وتحاول تزغيطه كالبط ليأكل فزادت ضحكاته حتى صار يبكي مادة صفراء لامعة وقال:خيالك واسع جدا، لكن حمدا لله لن يتحقق
قلت له بشر بينما أتخيل دخول المصباح الأب يحمل دواء مقرف الطعم ويمسك بفمه بقوة محاولا إدخال الملعقة المقززة فيه
هنا ربت على كتفي وقال بينما يمسح دموعه بيده الأخرى: لن يعمل هذا معي، أفكارك المضحكة لن تتحق لأنك
هتفت:لأنني ماذا
صمت ولم يجب وحاول تغيير الموضوع، ظللت ألح عليه حتى جف حلقي وتخيلت كأسا به ماء وجدت الكأس لكن بماء أصفر لامع، إستنتجت أن هذا لون الماء هنا وشربته لكني بصقته أسعل بقوة حين سمعت أنينا لعدة أشخاص نظرت له فأماء لي ويبدو أن مهمتنا قد بدأت!
 

بنك الأفكارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن