الحادى عشر

2.6K 47 15
                                    

ذهب يوسف للتدريب اليومى فمتبقى ايام على ميعاد البطولة التى يسعى للحصول عليها
عندما وصل له رسالة من رقم مجهول على هاتفه لم يتخيل ما يقراء ولم يصدقه ولكن ليرى.

عاد من التدريب لم يصعد لغرفتها ولم يسأل عنها ولكنه طلب من سيده ادخال الطعام لها
مر باقى اليوم فى هدوء إلى أن أسدل الليل ستاره وقررت أن تفعل ما اتفقت مع زين عليه.

كانت الساعة الثالثة فجرا يوم الثلاثاء الموافق الواحد وعشرون من شهر مارس عندما حملت ملك حقيبتها ووضعت هاتفها فى جيب بنطالها وفتحت باب حجرتها بهدوء وترقب لتذهب الى تلك الحجرة الشرقية فتحت بابها ودخلتها ثم أغلقت خلفها الباب من الداخل، فتحت شباك الحجرة وقررت النزول منه لقد كان البروزات التجميلية فى حائط هذا القصر تساعدها على التشبث إلى أن نزلت على الأرض ثم نظرت للباب الخلفي لحديقة القصر تحركت بهدوء إلى أن وصلت لهذا الباب وفتحته وفرت هاربة.

لم تغلق هذا الباب ورائها فلم تريد تلك الضجة التى ستصدر عن غلقه توقظ أحدا
وبمجرد خروجها جرت باقصى سرعة لديها لتخرج من هذا المجتمع الذى يحتوى  على عدة قصور  وصلت للطريق الذى ستنتظر فيه هذا الحبيب الذى ستهرب معه.

كانت الساعة الان الثالثة وربع و الميعاد المتفق عليه فى الثالثة ونصف، نظرت حولها وهى خائفه تريد أن تمر تلك الدقائق سريعا ليطمئن قلبها .

تذكرت والدتها وكلماتها فى تلك الرسالة التى تركتها لها قبل أن تموت عندما قالت لها(أنها كانت ستخون روحها أن بقيت مع زوجها)
وها هى الان تقرر أخطاء الماضى الذى كانت ستدفع ثمنه، انتبهت للوقت لتجد الان الساعة الرابعه الا خمسة عشر دقيقه اى أن حبيبها تأخر على ميعادهم أخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت به لتجد هاتفه مغلق.

شعرت بالتوتر حاولت الاتصال به أكثر من عشرون مرة ولكن كان الرد واحد فهاتفه مغلق، ابتلعت غصة فى حلقها عندما انتبهت لحالها الان هل سيخون حبيبها عهده معها هل ستهون عليه؟

ماذا تفعل الان ،ماذا لو اكتشف زوجها أنها هربت من المؤكد سيصل إليها الان ،ولكن ماذا اذا عادت لقصر ابيها سيكون غضبه أقل فهى تركت بيته لتذهب لابيها وليس للهروب ،لتنفض تلك الأفكار من عقلها من المؤكد أن حبيبها لن يخونها ابدا من المؤكد أنه سيأتى لها الان مسكت هاتفها وحاولت الاتصال به مجددا ولكن كان هاتفه مازال مغلق.

بدأت دموعها بالنزول ماذا اذا حاولت أن تعود قصر زوجها كما غادرت لا احد سيكتشف محاولة هروبها ولكن ماذا اذا جاء حبيبها الآن ولم يجدها ،يالله أنها حقا ستموت من الخوف والقلق ذذش
خلعت حقيبتها ووضعتها أرضا وجلست عليها كانت تمسك هاتفها فى يدها وتنظر له عندما سمعت صوت احتكاك شديد لعجلات إحدى السيارات التى تقف أمامها لتنظر على أمل أن تكون سيارة حبيبها.

توقف حولها الزمان ومن المؤكد أن قلبها أيضا توقف عن العمل عندما وجدت أن تلك السيارة التى تقف أمامها ليس إلا سيارة زوجها وهذا الذى ينزل من تلك السيارة من المؤكد أنه زوجها.

بلعت غصة فى حلقها من هيئته المرعبة كان الغضب البادى على وجهه كفيل بجعلها تموت رعباً لتكمل مابدأت وتترك حقيبتها أرضا وتجرى بأقصى سرعه لديها بعيدا عنه ولكنها تسمع صوت خطواته خلفها تعلو صوت أنفاسها كانت تحاول أن تهرب بحياتها لتقرر فجأه أن تعبر الطريق وبدلا من أن تنظر للطريق.

نظرت لوجه زوجها الذى يجرى ورائها التى تحولت نظراته من غضب لخوف وتحذير من أن تعبر الطريق ثم تنظر يسارها لتجد حافله كبيره تقترب منها باقصى سرعه وقبل أن تصطدم بها وجدت تلك اليد القويه تسحبها بعيدا عنها لتصتطدم بعضلات صدره القويه ياليته تركها لتصتطدم بتلك الحافله فمن المؤكد أنها ستكون أكثر رحمه منه الان .
وجدت هذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه وعيناه التى تحولت نظراتها لخوف بدلا من الغضب هم أقرب شئ لوجهها الان لتبتعد وتحاول أن تفك يدها من بين أصابعه
ملك: سيبنى ابعد عنى انا عايزه ارجع من مكان ماجيت
لم يرد عليها ولم يتفوه بكلمه وانما سحبها خلفه كشاه فى طريقه للذبح كانت خطواتها متعثره وصوت أنفاسها يفوق صوت احتكاك عجل السيارات  التى تسير بسرعه عاليه على هذا الطريق ،وصل بها للسياره ليفتح بابها ويلقيها بعنف داخل السياره .
لتنظر له وهو يلف ليركب بجانبها وتلعن هذا اليوم الذى ركبت فيه القطار لتأتى لهذه البلد الملعونه ياليتها نست أمر تلك الرساله التى تركتها لها امها  ....
كانت تشعر بالهلع ولكنها انتفضت عندما وجدته يلكم مقود السياره بغضب وتأكدت أن اللكمه التاليه ستكون فى وجهها.
تذكرت الان كلامه فى هذا اليوم الذى اكتشف فيه محاولة هروبها من جدها وقتما كانت سجينة الجد
حيث قال لها (بعد جوازنا  مش هيكون فى فرصه ولو حصل ولاقيتى فرصه للهروب وهربتى دا لو عرفتى يعنى فانا بقولك انى ساعتها هجيبك وهقتلك لانى انا مش سالم الحديدى انا يوسف الراضى ياملك)
وضعت يدها على فمها ونظرت له بخوف هل حقا سيقتلها الان
وصلت السياره أمام باب القصر ليترجل منها ويغلق بابه بعنف وغضب ثم لف ليفتح باب السياره لها
كانت تنظر له بتوجس و رعب ولم تنزل من السياره
إلى أن تكلم بصوت مرتفع زلزل كيانها ولربما جدارن القصر
يوسف: انزلى مستنيه ايه

خافت أكثر من مظهره لتهز رأسها بالنفي ليمسكها من شعرها ويسحبها بعنف فتصرخ بقوه وهلع إلى أن وصل لباب القصر وفتحه وهو ممسك بيده الأخرى ملك من شعرها
دخل القصر وتكلم باعلى صوت له ثم دفع ملك بعيدا عنه
يوسف: سيده، سيده
انتفضت سيده وبعد الخادمات
سيده: نعم يابنى
يوسف: انتى وكل الخدم اجازه مدفوعه الاجر لغايه لما انا اتصل بيكم
سيده: اللى تشوفه يابنى
لقد كانت ترتعد خوفا فمظهره أقل ما يقال عنه مخيف
يوسف: حسين، انت ياحسين
جاء السائق حسين سريعا على الرغم من أن الجميع كان نائم إلا أنهم استيقظوا الان
حسين: نعم يافندم
يوسف: وصل سيده والبنات كل واحده لبيتها ومترجعش القصر غير لما اطلب منك ومتقلقيش مرتبك هيكون زى ماهو
كانت تنظر له بعيون مرتعبة وهى تراه يصرف الجميع من القصر هل سيقتلها الان، ماذا سيفعل بها  لدرجة أنه لا يريد أحدا فى القصر
اقترب منها وشدها من كتفها اتجاهه
يوسف: محدش هيرحمك منى ولا فى حد هينقذك من اللى هعمله فيكى.
تتبع

العهد Where stories live. Discover now