المقدمة
هل تعلمين كم من الحب الذى أكنه في قلبي لك ؟ اسألي عني ورد الحدائق حاكيته أحلى الكلام عنك وعن طيبة قلبك، أريدك يا منايا يا مليكتي بحلال الله ولا يهمني اي شئ آخر مقابل الظفر بكي والله يشهد على وعودى وتأكدي أني أميرك وخليلك.الفصل الاول
أيها الشاب احذر أن تقع فريسة للشيطان عزيزتي الفتاة إياكِ أن تقعي فريسة لكلمة حب فليس هو الحب الحلال.
الحب الحلال يخلد في أنفسنا حتى لحظة ظهوره الحقيقة بنصره على الشيطان وتعسير خطواته، إياكم والحبكة الشيطانية التي تزين الخطيئة وتدنس ثوب العفة.
تلك الحبكة تفقد كل عزيز فينا وتحولنا إلى شياطين. أنت سيجرفك الشيطان يومًا ما ولكن الشيطان ليس له سلطان على الإنسان المؤمن.
الله يعطيك مبادئه وقوانينه وأنت لك مطلق الحرية في توجيهها وإذا استعملت تلك الحرية بإحكام وضبط النفس سوف تنجو من خطوات الشيطان.
كان يقف في حديقة الفيلا التي يعمل بها يتمم على أخر الأعمال ليلة العيد حتى يسرع لجلب كافة المشتريات لأولاده الصبية حتى يرضيهم في العيد. أنتبه إلى صوت بكاء طفل ليتلفت حوله ويجد سلة الورد الذي قطفه بيديه بعد استئذان صاحب الفيلا ليجلبهم إلى زوجته لعمل مربى الورد التي يعشقها، لفت أنتباه اهتزاز تلك السلة فهرع نحوها وما أن نظر إليها حتى جحظت عيناه من هول ما شاهده شاهد طفلة.
نعم طفله لارتدائها قرط صغير بأذنيها، تفحص غزال الطفلة بعناية قائلًا بذهول: هو ايه ده معقول البنت دي مين اللي حطها في سلة الورد واشمعنا هنا لا تكون مخطوفة!
ثم صمت لبرهة يقطب جبينه يتساءل: بس اشمعنا اللي خطفها رماها هنا بالذات؟
حملها ليسكنها بين أحضانه ولكن لفت أنظاره ذلك المظروف الموضوع في طيات ملابسها وسرعان ما فتحه و شهق مما هو مكتوب فيه،
(أسفة يا بنتي إني رميتك في قلب الفيلا اللي حملت فيها من أبوكِ. أيوه أنت حفيدة صاحب الفيلا دي سامحيني معرفتش أطلع لك شهادة ميلاد كل اللي عملته خرمت مكان الحلق علشان يعرفوا أنك بنت ومحدش يحاول يعريكي. كفاية حقيقتك العريانة أمك منى)
أغمض غزال عينيه بمرارة فهو تذكرها جيدًا. تذكر منى الخادمة وتذكر كيف كانت علاقتها بماجد وتذكر أيضا لما تم طردها،
وسرعان ما حملها ودلف إلى الفيلا وأوضح لهم الأمر جميعًا لينظر إليه جدها وجدتها باستنكار ويرفضوها نظر إليهما باحتقار قائلًا: ازاي؟ دي حفيدتكم! تهون عليكم تترمي في ملجأ. ذنبها ايه إن ابنكم طلع واحد خاين ده بدل ما تدوروا على أمها وتجوزوها ليه؟
استمع إلى ضحكاتهم الساخرة ليلعنهم في سره ويحملهم الذنب قائلًا: لا بجد حرام.
زفر جد الطفلة بحنق قائلًا: والله لو صعبانة علىك خدها أنت ربيها وسط أولادك أنت برضه معندكش بنات.
واستطرد يعايره قائلًا: ومراتك لولا فلوس الحمل والولادة كان فاتها خلفت.
نظر إليه غزال باحتقار قائلًا: فعلًا والله لولا قلة الفلوس. معلش أصل الغلبان مش بيشبع غلب الحاجات بتهون على الغني اللي زيكم بس هتروحوا من ربنا فين.
واستطرد بتذكر قائلًا: أنا كمان استغربت يوم ما اطردت من عندكم.
وما أن هم بأخذها ليرحل بها حتى استوقفه جدها قائلًا: استنى عندك حسك عينك حد يعرف حاجة عن البنت دي مفهوم يا إما تخسرها هي وأولادك ومراتك.
هز غزال رأسه بضيق ليتابع الجد حقارته قائلًا: وتنسى أنك كنت بتشتغل عندنا في يوم.
نظر إليه غزال بحزن قائلًا: متخافش يا بيه أنا أساسًا يحرم علىا أكل عيشي من عندكم حتى لو هاكل عيش حاف كفاية إنكم رامين لحمكم يتنهش فيه.
أخذها غزال وذهب إلى منزله وما أن دلف وجد ولدىه متربصين له ينتظرون مقتنيات العيد. جلس ووضع سلة الزهور على ساقيه وحمد ربه أنها لا تصدر صوت ونظر إليهما قائلًا: ايه يا ولاد عاملين ايه كل سنة وأنتم طيبين. رمضان خلص أهو وبكره العيد نقضي العيد كله مع بعض مش زى السنين اللي فاتت.
زفر ابنه الأكبر زيان ذو الخمسة عشر عامًا بحنق قائلًا: عيد ايه بقي أمي رجعت من عند الست اللي بتخدمها رجليها متعورة وراحت تخيطها في المستوصف، وأنت شكلك مجبتش اللي قلتلك عليه،
أنتفض غزال قائلًا: اتعورت ومقولتش ليه من أول ما دخلت؟ أما أنت عيل مصلحجي بصحيح عيد ايه و هباب ايه اللي بتفكر فيه؟
ليركض نحو باب الشقة قائلًا: ده تعبها عليكم بالدنيا.
استوقفه الابن الثاني ناصر ذو الأربعة عشر عامًا قائلًا: أنتوا ايه نوعكم ايه بالظبط بالذمة أنتوا أب وأم أنتوا؟ من يوم ما خلفتونا شغالين عند العالم لما الواحد نفسيته تعبت.
وضع غزال يده على صدره بحسرة قائلًا: أنا مش أب يا بني؟ كتر خيرك وهو الواحد بيتمرمط ليه؟ مش علشان خاطركم؟
و هنا تذكر غزال ما يفعله صاحب القصر تجاه ولده وما يفعله غزال على النقيض ليكمل حواره قائلًا: كفاية اني معيشكم بشرف ومعلمكم الصح والغلط.
أطاح الابن الأكبر الطاولة الصغيرة بقدمه قائلًا بعنف: أنت مسمي اللي احنا فيه ده عيشه؟ ده أنت فاضل تروح تشتري لينا مقبرة.
ليستطرد بحقد قائلًا: ده أنت فرحت لما مجبتش مجموع ثانوي علشان متصرفش.
هز غزال رأسه بحزن قائلًا: أنت شايف كده يا ابني خلاص اللي تشوفه مع إني كان نفسي أشوفك مهندس قد الدنيا.
لوى زيان شفتيه ليتابع غزال حديثه قائلًا: بس أنت اللي فاشل و ملموم على شلة ضايعة.
دافع ناصر عن شقيقه قائلًا: أنت اللي مش مهتم بينا ولا بتصرف علىنا تقدر تقولي هتعمل معايا ايه وأنا مش بروح المدرسة بسبب ظروف البلد.
ليستطرد وهو يضرب يديه في بعض قائلًا: وأنت ولا على بالك مقدرتش توديني درس.
تنهد غزال بتعب قائلًا: حاضر يا ناصر هشوف لك قرشين قريب وهوديك دروس وعلى الله تفلح.
وتابع وهو ينظر إلى زيان باحتقار قائلًا: علشان ميبقاش حجتك القرش اللي كاسر ضهرى بيه أنت وأخوك.
تطاول الابن الأكبر مجددًا عليه بالحديث قائلًا: ايه كاسرين ضهرك؟ أنت اللي كاسر ضهرنا وذللنا في قلب الحته والاسم شغال جنايني في فيلا كبيرة وعند ناس أغنيا.
اتسعت عيني غزال من توبيخ زيان والصدمة ليست من هذا فقط بل من متابعة زيان حديثه وهو يدعو على والده قائلًا: يا شيخ يا ريتك ميت.
هنا فتحت الباب زوجته وصرخت قائلة وهي تتعكز برجلها وتذهب نحو ابنها زيان تصفعه بكل ما أوتيت من قوة رغم الألم الذي تشعر به قائلة: اخرس يا ولا هو ده اللي اتفقنا عليه ربنا يخليه فوق راسي وراسكم العمر كله يا ظلمة يا مفترين.
و أخذت تهزه بغضب قائلة: ده احنا ربيناكم على الحلال.
كادوا أن يردوا عليها لولا أن لفت أنتباهم صوت الطفلة وبكائها تلتفت بهيرة إلى السلة التي يحملها زوجها قائلة: ايه ده يا غزال ايه اللي بيعيط في سلة الورد ده ولا ده التلفزيون.
ثم ضربت على صدرها قائلة: يا مصيبتي اتجوزت علىا يا غزال! يبقى عنده حق الواد يدعي علىك.
أنتفض غزال من اتهامها وكاد أن يجيبها ولكنه وقع في حيرة عندما نظر إلى أولاده المتربصين المنتظرين جوابه ليبتلع ريقه قائلًا: هو أنا لاقي أكل علشان أتجوز جرى ايه يا بهيرة هتبقي أنت والزمن علىا؟ حرام علىكي دي بنت لقيتها في سلة الورد وأنا،
ثم صمت فجأة يعلم أن أبنائه لن يهدئ لهم بال لو عرفوا أنها حفيدة صاحب القصر وسيقومون بافتعال فضيحة له ومن الممكن أن تتأذى الطفلة ما أن أنتهى تفكيره وتوصل إلى حديث لإقناعهم وكاد أن يرد تفاجئ بتعاطف زوجته والتقاطها السلة وفتحها وأخذ الطفلة منها تهدهدها ولكنه أنتفض خشية أن ترى الورقة خوفه على الفتاة جعله مضطرب متناسيًا أنه قام بدس الورقة في محفظته بجوار قلبه التقطت زوجته الطفلة بحنان وقبلتها قائلة: قلت لي بنت يا غزال ياااه كان نفسي في بنت من زمان بس مش راضية أعملها علشان المصاريف.
واستطردت وهي تعيد النظر إليها قائلة بسعادة: قد ايه ربنا كريم عيد علىا بأحلى بنت.
ثم تعكزت على قدميها وحملتها ببطء متوجهة إلى غرفتها وفتحت خزأنتها وأخرجت منه لبس طفلة رضيعة اشترته يومًا لفتاة تمناها قلبها قامت بتبديل الملابس لها وهي تتأمل ملامحها الجميلة قائلة: ربنا بعتك ليا يا جميلة. قد ايه أنت حلوة أوي مين بس اللي يقدر يرمي الجمال ده؟ واستطردت بشرود قائلة: يا ترى أمك ولا أبوك ولا حد خطفك ورماكي؟
بالخارج قام ناصر بمواجهة ولداه قائلًا: حلو أوي الاستعباط ده أيًا كان البت اللي دخلت مع أمي جوه دي مين البت دي تتبعت قسم الشرطة احنا مش ناقصين بلاوى.
استكمل الحديث زيان قائلًا: والله يسلم فمك يا واد يا ناصر ده بدل ما تدخل علىنا بكيس لحمة ولا فراخ.
وتابع وهو ينظر بخبث إلى والده قائلًا: داخل علىنا بعيلة والله أعلم يمكن تكون عملتها من ورا أمي.
أنتفض غزال بغضب قائلًا: قوموا من وشي عيال تقصر العمر. ايه خلاص ربنا شال من قلوبكم الرحمة؟
وتابع ليبرر قائلًا: دي عيلة لقيتها مرمية في سلة الورد ومأخدتش بالي إلا بعد ما نزلت من الميكروباص.
زفر زيان بحنق قائلًا: أنا وأخويا معندناش رحمة. ارتحت يا أبا وبعدين مغلطش ناصر لما قالك سلمها لقسم الشرطة يحطها في ملجأ.
ليكمل باستهزاء قائلًا: والله ده يمكن تعيش هناك أحسن من عيشتنا.
جحظ غزال بعينيه وخشي بالفعل أن يعطيها لأحد الملاجئ لأنه من الممكن أن يصل إليها جدها ويقتلها ولكن نظر إلى ناصر وهو يشد من أزر أخاه قائلًا: مش محتاج تفكيرك الكبير ده أنت شايف أمي ملهوفة عليها ازاي والبت محتاجة رعاية واحنا صبيان.
وتابع وهو يلوي ثغره بضيق قائلًا: وأمنا هضطر تسيب الشغل بسببها.
نظر إليهما غزال باستحقار قائلًا: عمومًا أمكم مش ملزمة تشتغل خصوصًا بعد اللي حصلها النهارده والبت دي اعتبروها أختكم لأني هسجلها على اسمي.
زفر الاثنان ليتابع غزال بإصرار قائلًا: ورزقي ورزقنا من عند ربنا.
هز ناصر رأسه باستنكار قائلًا: محسسني فعلًا إنها بنتك. ده احنا لو كنا مكانها محدش كان هياخدنا ولا يسأل عننا مش عارف أنت بتكرهنا ليه.
تم استطرد بحقد قائلًا: بس يلا كفاية الكره اللي في قلبنا من ناحيتك.
استكمل الحديث زيان بحنق قائلًا: أنت هتعتبرها بنتك بس احنا عمرنا ما نعتبرها أختنا ومستني لما تكبر وهقولها وهفضحها وأنت هتبقى السبب.
واستطرد بسخرية قائلًا: وهتطفش زى أمها ما طفشانة الله اعلم مين اللي رماها.
تركهم فوق جمرة من النار ودلف إلى زوجته ليشاهد مشهد يوحي بأنها بالفعل طفلته المولودة منذ ساعات حيث قامت بتنظيفها وهندمتها جيداً وجد زوجته مبتسمة ابتسامة ساحرة لم يشهدها منذ زمن نظرت إليه قائلة: جميلة أوي يا غزال أنا سمعتك وأنت بتكلم الأولاد بره بصراحة عين العقل في اللي هتعمله معاها ذنبها ايه تتربى في ملجأ؟
وتابعت وهي تحتضنها بخوف: دول بيعذبوهم هناك.
كان شاردًا في حديثها ولكنه أنتبه إلى شجار أولاده بالخارج فقام بإغلاق الباب بإحكام وأخذها إلى نهاية الغرفة قائلًا بصوت منخفض: أنت لو تعرفي دي مين هتتصدمي دي حفيدة الباشا فاكرة البت الخدامة اللي اتطردت من ست شهور .
هزت رأسها تستمع إليه ليفاجئها قائلًا: اتطردت علشان غلطت مع ابنه.
شهقت بهيرة ووضعت يدها على فمها قائلة: أنت بتقول ايه يا غزال؟ معقولة رمى حفيدته في الشارع طب لو عرف إنها معاك ده ممكن يطردك أنت كمان؟
توقفت لبرهه وقطبت جبينها قائلة: إنما أنت عرفت منين؟
تنهد غزال بتعب قائلًا: ما هو طردني واللي كان كان.
جلس يتنهد بتعب ويسرد عليها ما حدث معه قائلًا: أنا كنت واقف في الجنينه لا بيا ولا علىا لقيت البت بتعيط فتحت سبت الورد لقيتها ولقيت ورقة كتبتها أمها.
تخيلت بهيرة الموقف وتألمت قائلة: يا عيني يا بنتي منه لله أبوكي ولا جدك ازاي يجيلهم قلب يعيشوا وحتة منهم مرمية.
واستطردت بضيق قائلة: بس هي يا غزال طالما رمتها في الجنينة يبقى كانت عايزة أبوها ياخدها.
زفر غزال بحنق قائلًا: والنتيجة ايه يا بهيرة؟ النتيجة إن لما دخلت بيها وبالورقة قالي اعمل نفسك مشوفتهاش وارميها في أي مكان .
وتابع بسخرية قائلًا: ولما اعترضت قالي ملكش عيش وسطنا.
عضت بهيرة على شفتيها بتفكير قائلة: اسمعنى يا غزال البت دي مش راجعة ليهم تاني على جثتي لو رجعت.
واستطردت بشغف قائلة: البت الممرضة اللي خيطت رجلي قالتلي تعالي هنا تشتغلي في المستشفى بيعطوا مرتبات حلوة.
ضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم لتوضح له قائلة: نشتغل هناك وهحطها في حضانة المستشفى للعاملين وأنت هكلمهم يشغلوك جنايني في المستشفى ايه رأيك؟
وتابعت وهي تنظر إلى باب غرفتها بضيق قائلة: وأهو نجيب فلوس للمقاطيع اللي بره.
تعجب غزال من القدر أنه في نفس اليوم الذي وجد فيه هذه الطفلة وقطع رزقه بسببها هو نفس اليوم الذي رزق فيه بعمل جديد هو وزوجته فردد قائلًا: يا سبحان الله.
اليوم اللي ألاقي فيه البنت دي وتيجي فرصة إن أرجعها لأهلها وأهلها يرفضوها ويقطعوا عيشي ربنا يرزقني ويعوضك.
ربتت بهيرة على يده وابتسمت قائلة: لا ومتنساش يشاء ربنا إن وأنا بنضف للست الحيزبونه اللي بروح لها الازاز يدخل رجلي وأروح أعمل غرز في رجلي، ويتقطع عيشي بس يتفتح من ناحية تانية.
ابتسم بسخرية قائلًا: يلا البت دي شكلها وش السعد علشان يبقى يرفضها جدها .
واستطرد كأنه يتمنى ذلك قائلًا: ومين عالم يمكن ربنا يعطيه على قد نيته السوء وربنا بيجازيني خير عليها.
ابتسمت بهيرة قائلة: طب يلا تلات أيام العيد يعدوا وعلى طول على مكتب الصحة تقيدها علشان يا أخويا تاخد تطميعاتها.
وتابعت بلهفة قائلة: وايه رأىك يا أخويا نسميها أمنية؟
هز رأسه رافضًا لهذا الاسم وابتسامة بدت على وجهه قائلًا: لاااا هي أه أمنية ليكي بس هي بالنسبة ليا وردة أحلي وردة كأني قطفها من بستاني.
وتابع وعينيها تلمع بالدموع من تأثير تذكر مني قائلًا: كفاية إن اللي حطتها حطتها في بستاني كأنها كانت حاسة إنها ليا.
ثم استطرد وهو يداعب الطفلة قائلًا: شوفي بقي هي محتاجة ايه؟ لبن لبس حاجات لزوم الحموم بتاعها الحمد لله انه قبضنا من أول اليوم ونسي أنه ياخدهم مني.
ابتسمت بهيرة وهي تشير نحو الخزانة قائلة: في الدولاب ده في هدوم يا ما كنت جيباها أيام ما كنت حامل في الواد ناصر ولما خلفته بقي نفسي أجيب لغاية ما أجيب البنت.
وتابعت بسعادة قائلة: بس ربنا أراد أن ده كله يبقى لوردة.
لم أكن يومًا أتوقع أن يطوف بها المطاف إلى هذه النهاية البشعة. هي ليست بفتاة قوية لتقتص حقها مني هي فقط أنجبت طفلة مني وتركتها لي وأنا تركتها ضعيفة منكسرة ترى أين ذهبت بها وأي ملجأ استقبلها؟ وكم من المشاق ستنصب عليها عندما تكبر وتعلم أنها رميت بالملجأ؟ أخذ يعاتب نفسه على انجرافه بمشاعره نحو والدتها. والدتها التي من يراها يشعر أنها فتاة عادية ولكنها كانت بالنسبة له غير عادية كان يتمنى أن يهبط إلى الأسفل وينتزعها من يد عامل الحديقة ويعلنها حفيدة لهذه العائلة ولكنه تذكر أنه لا يملك القوة على ذلك هو لم يمتلك القوة على فعل أي شئ امتلكها فقط عندما اختلى بالفتاة وأضاع عذريتها وكل شئ تمتلكه من شرف لو نظرنا إلى تلك الفعلة بمنطقية نجد أنها فعلة أطفال. نعم فهي بالسابعة عشر وهو بالتاسعة عشر كيف لأب وأم أن يكونوا بتلك الأعمار مع الأسف هذا كان حال ماجد والد وردة.
بعد مرور خمس سنوات من ذكرى هذا اليوم أصبح بالرابعة والعشرين تخرج من جامعته وعمل بشركة المقاولات لدى والده. أخذ والده يلح عليه بأمر الزواج فهو يريد أن يرى أحفاده ولكنه كان رافضًا لهذا الموضوع كان متيقنًا أنه سيجد طفلته يومًا ما كان يذهب إلى الملاجئ ويبحث عن البنات التي قيدت في هذا اليوم وهو يعلم جيدًا أنه بدون فائدة وفي يوم من الأيام تفاجئ بوجود ناصر ابن غزال يعمل في ورشة الميكانيكا التي يتعامل مع أصحابها في تصليح سياراته هو يعرف ناصر جيدًا ويميل للتحدث معه أكثر من زيان،
تقدم ماجد من ناصر وابتسامة تعلو وجهه وأعطاه حفنة من النقود نظير عمله فنظر إليه ناصر بسخرية قائلًا: ايه اللي بتعمله ده يا ماجد؟ ولا تحب أقولك يا ماجد باشا زى ما كنا بنقول لأبوك؟
صمت ماجد لا يعلم كيف يرد عليه ليستطرد ناصر بحقد قائلًا: عمومًا خيرك سابق رغم أنكم قطعتوا عيش أبويا.
خجل ماجد من الموقف وتنحنح قائلًا: معلش يا ناصر أنا عارف إن أنا السبب في كل اللي حصل ده.
قطب ناصر جبينه ليوضح له ماجد قائلًا: بس أنا مهما كان كنت عيل ومقدرتش أقول لأبويا لا في حاجة.
زفر ناصر بحنق فهو لا يفهم ما يقصده ماجد: هو كان يوم شؤم أساسًا من ساعة ما لقى بنت الحرام وكل أمورنا دخلت في بعض.
وتابع بعصبية قائلًا: ساب الشغل وأمي دخل في رجليها ازاز وسابت الشغل هي كمان.
عقد ماجد ما بين حاجبيه وتحدث مع نفسه كيف له أن ينعتها بابنة الحرام أيعقل أن غزال لم يبح بسرها لهم ولكن معنى هذا أن ناصر يعلم أين هي فسأل ناصر بتوجس قائلًا: مين بنت الحرام اللي بتقول عليها دي؟ أصل أنا يومها مكنتش في الفيلا.
صمت ماجد ليتذكر منذ قليل حينما اتهم نفسه أنه المتسبب في طرد غزال ليسرع بالتعلىل قائلًا: أنت عارف اني بحب أقضي العيد في شرم مع اصحابي وبابا مكنش راضي وعم غزال شافني وأنا بهرب ومرضاش يقوله، وبابا عرف علشان كده رجعت ملقتش عم غزال.
ظهر على وجه ناصر الوجوم قائلًا: بت لقاها في الميكروباص بعد ما نزل والله أعلم يمكن غلط مع واحدة، بس هي في الأول وفي الأخر بنت حرام.
وتابع يتنهد بنيران تشتعل في صدره قائلًا: أه أنا كل اما ببص ليها بتحرق.
اتسعت عينا ماجد وتلهف لمعرفة أين هي خاصة بعد ما أعلمه ناصر أنه يراها وتسرع قائلًا: أنت بتشوفها فين؟
قطب ناصر جبينه قائلًا: يعني ايه بشوفها فين؟ في بيتنا طبعًا مش بقولك من يوم ما دخل علىنا بيها وراح منه لله كتبها باسمه.
واستطرد يجز على أسنانه قائلًا: ولما جينا نتكلم قالنا يعني هتاخد الورث.
تنهد ماجد بسعادة ولكن هيهات يبدو أن السعادة لن تكون نصيبه يومًا ما بسبب ما اقترفه من ذنب فسرعان ما هاتفه والده بسبب أمور في العمل.
رد عليه ماجد يأتيه صوت والده القاتم والغضب يحتل كلماته قائلًا: ما لسه بدرى يا ماجد كل ده بتصلح عربيتك ايه نسيت إن النهارده هنروح نخطبلك دقايق وتكون عندي.
كاد ماجد أن يعترض ولكن قاطعه والده قائلًا: أنا حددت ميعاد مع أبوها.
ما أن أنهى اتصاله والتفتت لم يجد ناصر بحث عنه في داخل الورشة لم يجده سأل عنه صاحب الورشة أجابه أنه لا يعرف له عنوان. أغمض ماجد عينيه بحزن فما أن وصل إلى بداية الخيط حتى انعقد مرة أخرى يريد أن يراها وينتشلها مما هي فيه ويهرب بها نعم يهرب بها من ظلم والده ويسافر بها إلى أي مكان إما أن يجد والدتها يومًا ما ويعوضها وإما أن يبحث عن امرأة تحتضنها أه وأه من خيبات الزمان التي نقع بها بسبب أخطائنا أه وأه من ظلم الأباء لأبنائهم بدلًا من أن يضعونهم على الطريق الصحيح ويجعلونهم يعترفون بأخطائهم يساعدونهم على زيادة تلك الأخطاء. ماذا يفعل ماجد الآن؟ لا يريد الارتباط بأي فتاة معذبًا بذنب فتاة أخرى وطفلته وضعت في خانة اللقطاء نعم هي ليست بلقيطة اليوم. هي في خانة عامل الحديقة ولكن نظرة ناصر كفيلة وتوحي أنه سيتم فضحها يومًا ما.
أنت تقرأ
منايا يا مليكتي🤣 (ورقي)😉
Romanceهل تعلمين كم من الحب الذى اكنه في قلبي لك ؟...اسالي عني ورد الحدائق ...حاكيته احلا الكلام عنك وعن طيبه قلبك ...اريدك يا منايا يا مليكتي بحلال الله...ولا يهمني اي شئ آخر مقابل الظفر بكي ...والله يشهد علي وعودى وتأكدي أني أميرك وخليلك.