الخاتمه

598 26 8
                                    

الخاتمة
حفل لأجل المالكة الجديدة لقصر الزهيري أيضًا من أجل التعاون والشراكة مع شركة بناء أبراج وقصور فخمة على الطراز القديم الذي يبهر عيونها نظر إليها والدها نظرة دومًا ينظرها لأنه يعتبرها سر النجاح لأنها تعطي أفكار جديدة وغير مطروحة تدفع العمل إلى الأمام هنا أنتهت غايته بنجاحها اعتبرها كيانه وعقله المفكر منذ صغرها كان صائبًا عندما أبعدها عن تهور تلك العائلة خاصة من بطش إبراهيم الذي دومًا كان يفرد أضلاعه على الجميع حتى على الزهيري نفسه ويتسلط عليه بجبروته ونفوذه بعدها عن كل ذلك ليرسخ المحبة في قلبها.
كانت تقف في ركن بعيد مع عمتها يتجادلان في أمر ما استصعب غزال فهمه حتى تركتها إيمان.
ذهبت إليه لزيارته في السجن نظر إليها بشوق ولهفة وود احتضانها ولكنه رجل قانون ويعلم القوانين: وحشتيني أوى يا إيمان كنت عارف اني مش ههون عليكي وهتيجي تشوفيني شفتي يا إيمان بنت غزال عملت فيا ايه اشترت القصر.
ابتسمت إيمان بتشفي: ما تشوفش وحش يا إبراهيم بس أنا مش جاية أطمن عليك أنا جايه أشمت فيك وأقولك أخيرًا الحق رجع لأصحابه وحق منى بالذات.
نظر إليها بغضب: منى مين يا إيمان؟ الخدامة بتاعتك؟ اللي كنتي بتغيرى منها وعايزة تمشيها لمجرد إنها عيلة وصغيرة وعجبتني؟ قبل ما تحاسبيني حاسبي نفسك.
رمقته باستياء قائلة: حاسبت نفسي كتير يا إبراهيم وعارفة إن ربنا حسابه كبير أنا روحت لبابا علشان يطردها بسبب قذارتك معاها بس منعت نفسي لما ماجد بكى وقالي إنه بيعشقها.
جز على أسنانه بغضب ود أن يعيد هذه الأيام: محدش ضيع ماجد وضيعها إلا أنتِ عرفتي ليه كنت ببعدك عن ابنك في التربية لأنك واحدة متساهلة نسيتي انك ممكن تضيعي بسبب صديقي في الجامعة لولا أنا لحقتك.
شهقت إيمان بصدمة كيف له بعد تلك السنوات يذكرها
-بتعايرني يا إبراهيم؟ أنت مفكر إن اللي فيه خليل ده بسببك؟ أنت مين يا إبراهيم أنت ولا حاجة. مجرد شخص استغلني وعرف بحبي قمت ملفق كلام لبابا إن اللي بحبه بيلف عليا ومش بتاع جواز وطبعا بلاش ننسى حوار إنه فقير لا، الحوار ده مهم لبابا أنت لعبتها صح ومش مكفي اللي عملته إذ فجأة هاشم بقي كويس في نظرك ومناسب لكوثر علشانها كبرت في السن وطبعًا تلفيق لهاشم أنه ماشي من كوثر. كنت بستغرب ليه مقولتش اسم هاشم لبابا في الأول بس عرفت أنت بترسم لايه قدام، وده علمني أعلم عليك. أولًا أول ما عرفت إن هاشم هيطلق كوثر عملت اتصالاتي وخليت حد يبعتلك عقد العمل بره مصر علشان أهرب ودلوقتي أنا لعبتها صح وجبت حق وردة وأنا اللي ساعدتها تكسب المزاد وأنا اللي رفعت قضية النسب قلتلك زمان بلاش تستهون بيا أنا ضعيفة بس مسيرى هاخد حقي أنا كده ارتاحت لما جيت وشوفتك واتاكدت إنك لسه حقير وأنا ميشرفنيش أبقى مرات الحقير طلقني يا إبراهيم.
نظر إليها باستحقار قائلًا: أنتِ طالق.
شعرت بالنشوة والسعادة كانت تريد سماعها منذ زمن، ولكن حان الوقت للحصول على هذا اللقب الذي اعتبرته يزيدها شرفًا أكثر من أن تكون حرم إبراهيم الورداني خرجت من السجن لتجد وردة تنتظرها وتحتضنها كمن تحتضن والدتها لتبكي الأم بين ذراعيها.
في الحفل كانت تقف بهيرة بجوار تارا تملي عليها بعض النصائح لكي تتعايش مع ناصر: اسمعي يا تارا الواد ناصر ده قلبي بس كان زيان بقى مقسيه عليا شويه والحمد لله الاتنين حالهم انعدل عايزاكي تبقي حنينة معاه تاخدي عقله.
ضحكت تارا بخفة: لا تقلقي كله بما يرضي الله. أنا مش هخليه زعلان مني أبدًا بس بلاش طبيخ أنا مش بعرف يا أنطي بهيرة بصي هنسكن معاكي والبركة فيكي.
مصمصت بهيرة شفتيها: أنطي! أنطي مين يا بنت النبي عربي يا حيلة أبوكي وأمك أدي أول غلطة أنا اسمي ماما فهماني ده الواد خليل بيقولي يا ماما هتقولي أنتِ طنطا.
تعالت ضحكات تارا قائلة: داكور ماما أحبك يا بهورتي فعلًا خليل عنده حق لما قال عليكي بهيرة بهارات. ايه الحما العسل دي يا أخواتي ربنا يباركلنا فيكي.
ضربها ناصر بخفة في ذراعيها: صوتك ما يعلاش كده الناس كلها بصت عليكي دلوقتي وأنا مش بحب كده يا توتي متخلينيش أزعل وأعجل بالفرح زي زيان ونادين.
تدخلت بهيرة قائلة: لهو أنت هتصبر لغاية ما تخلص ده أنا ما صدقت إن أخوك فرحه قرب وقلت أنت وراه ووراكم وردة إن شاء الله هفرح بيك امتي؟
نظر إلى تارا لترد عوضًا عنه: قريب إن شاء الله السنه دي فاضل عليها تلات شهور أنا هظبط الناقص على بال ما ناصر يخلص فرحنا بعد أخر يوم في امتحاناته والسنة الجاية هتبقى معايا أنا.
كانت ترتدي الجلباب الأبيض والحجاب الأبيض وتجوب العنبر ذهابًا وإيابًا عقب إصدار الحكم عليها بثلاث سنوات والذي اعتبره الجميع مخفف أما عنها اعتبرته ثقيلًا جائها مأمور السجن يستدعيها لزيارة انفرجت أساريرها ولكنها توقفت في المنتصف وتسائلت من الذي يهمه أمرها لكي يأتي لزيارتها وهنا توقفت فجأة لحظة رؤيته وانفرجت شفتيها بدهشة ولا تنكر كم السعادة التي تدفقت بداخلها لتجده ينظر إليها بشماتة قائلًا: الجلبية البيضا هتاكل منك حته يا ثومه بس تصدقي انهم بيظلموا اللون ده لما يلبسوه لأمثالك. أنتِ أمثالكم ليهم السواد. مبروك عليكي التلات سنين.
أولته ظهرها وضربت على باب السجن قائلة: متجيش هنا تاني يا زيان مش عايزة أفتكر اني اتجوزتك في يوم سيبني في حالي أنت أخدت حقك وزيادة، سبني يمكن لما أخرج ربنا يهديني. لو فضلت تجيلي هشيل في قلبي سواد أكتر ويمكن اخرج أحطكم في دماغي.
بالفعل هي أصابت التفكير أحيانًا التلذذ بمأسي الأخرين حتى لو كنا على حق تجعلهم يضمرون حقد أكثر ويتجهون إلى الانتقام والغدر بنا.
أنتظر عودتهم بفارغ الصبر وما أن وجدها تصف السيارة حتى ارتاح قلبه ظل واقفًا بالزاوية إلى أن صعدت إيمان إلى غرفتها وبينما هي تمر بالممر بين الغرف حتى جذبها من معصمها لتشهق جاحظة ليضع يده على شفتيها قائلًا: تعالي عندنا مشوار مهم.
في السيارة لاحظت وردة أنهم يبتعدون عن المدينة فنظرت إليه قائلة: أنت موديني على فين يا خليل؟
توقف قليلًا والتفتت إليها وابتسم قائلًا: في حد حلو زيك نفسه يشوفك.
عقدت ما بين حاجبيها في اندهاش قائلة: يشوفني أنا؟
هز رأسه بالإيجاب لتمط شفتيها باندهاش قائلة: بس أنا كده شوفت كل العيلة إلا إذا بقى تكون ماما لسه عايشة أو السيد ماجد.
ابتسم بضيق قائلًا: على فكرة مينفعش تقولي على أبوكي السيد ماجد. أما احنا رايحين لمين؟ رايحين للست اللي كانت هتبقي مرات أبوكي في يوم من الأيام.
شهقت وردة وصرخت به في غضب قائلة: أنت بتقول ايه؟ مرات أبويا مين أنا مش راحة معاك في حته فاهم؟
أمسك ذراعيها ليهدئها بحزم قائلًا: معدش ينفع ترفضي احنا قربنا ولازم تسمعي حاجات هتخليكِ تبطلي تقولي عليه السيد ماجد.ارحميه يا وردة واسمعي اللي الست دي هتقوله.
صمتت بعد حديثه ليتخذ من صمتها وسيلة لتكملة طريقه وبالفعل أكمله حتى وصل إلى منزل السيدة منال التي فتحت لهم بنفسها وتسمرت أمامهم عندما رأت وردة. تنحنح خليل حتى أنتبهت وأدلفتهم وأحسنت استقبالهم وأنتظرت وردة لتخرج عن صمتها وبالفعل خرجت ولكن بعجرفة قائلًا: خير؟ حضرتك عايزاني في ايه يا مرات أبويا؟ مش حضرتك كنتي هتبقي مرات السيد ماجد بس غريبة هتعوزي بنت غريمتك في ايه.
جز خليل على أسنانه قائلًا: وردة.
ولكن منال أشارت له أن يتوقف والتفتت إلى وردة وابتسمت لها قائلة: عايزة أقولك إن كان نفسي ماجد يعيش ونروح ناخدك من غزال ونربيكي سوا ويبقى ليكي أخوات مننا بس القدر كان جميل لغزال مش لينا.
جحظت وردة بعينيها غير مصدقة لما تلفظه منال: مش فاهمة أنتِ عرفتي منين إن هو كان عنده بنت اللي أعرفه إنك بنت الحسب والنسب اللي كان لازم تتجوزيه بموجب قوانين الزهيري.
تنهدت منال بتعب قائلة: تفتكري أنا هتكلم كده من فراغ أو همثل عليكي مثلًا لا يا وردة دي الحقيقة زي ما ماجد حكى لي الحقيقة وقالي أنه عمره ما هينسى منى.
ارتعشت وردة من كلماتها وأغمضت عينيها لتتدفق عبراتها قائلة بحسرة: أهو راح ليها أنا عارفة اني قاسية بس صدقيني غصب عني أنا بنت خطيئة مش قادرة أستوعب إنه كان عايزني في حياته وكان بيحبني.
ربتت منال على رجلها بحنان قائلة: متعذبيش نفسك وبلاش تعذبيهم هما كمان أبوكي كان شاب صغير افتقر للتوجيه وهي الله يرحمها كانت صغيرة وساذجة وطبعًا لا أب ولا أم. تعرفي يا وردة مامتك كانت صعبانة عليا. ما بالك بقي باللي عندها أم وأب وتغلط. أنا لولا ماجد كان فاتني ضايعة لغاية دلوقتي.
ابتسمت وردة بسخرية قائلة: يعني جت على حظى أنا يحصل معايا كده؟ تعرفي ايه اللي قهرني بجد إن شوفت صورته وأنا مش عايزاها وهي اللي هموت على صورة منها مش لاقية.
هنا نهضت منال وتوجهت نحو غرفتها ووردة تنظر إليها باندهاش وتسأل خليل بعينيها الذي رفع أكتافه بعدم معرفة حتى خرجت لهم منال تحمل صندوق وجلست تفتحه بعناية وأخرجت منه الورقة والصورة التي تتمناها وردة وبعض الحلي قائلة بحب: الصندوق رغم جوازي من عز فضل موجود احترامًا لصاحبه. لأن صاحبه هو السبب في جوازي من عز. أنا وعز كنا نعرف بعض من قبل خطوبتي لماجد ومش أي معرفة دي وصلت للي أنتِ فهماه عمري ما هنسي كلمة ماجد ليا: يا منال مينفعش تفضلي عايشة حياة السهولة واللامبالاة اللي أنتِ عايشاها دي.
وبعد ما كنت هرفضه وافقت عليه حتى بعد محاولات عز إننا نرجع لبعض رفضته علشان العهد اللي أخدته على نفسي تجاه ماجد بس القدر كان له رأي إني نصيب عز مش ماجد. ماجد كان نقطة فوقان ليا كأي بنت كانت عايشة حياة انحلال و كان ممكن تغلط أكتر. دي ورقة مكتوب في بدايتها يا منايا يا مليكتي و بداية الخطاب وردة بنتي خدي كمليه أنتِ يا وردة.
(وردة بنتي وحبيبتي ومنايا ومليكتي يا أجمل هدية هدتهالي منى اللي عمر حبها ما هيخرج من قلبي مش لأن مفيش حد حلو زيها لا لأنها الطفلة اللي ظلمتها بحبي ليها. سامحيني يا وردة لو الورقة دي وصلت ليكي يبقى معناه إني مت ومقدرتش أصلح غلطي معاكي. بس صدقيني غصب عني. لو بايدي أرجع الزمن لورا وأحميها من نفسي. أنا هعافر لغايه ما يبقى مصيرك أحسن منها.)
انهارت وردة في البكاء وانفطر قلبها لتمد منال يدها إلى صورة مني والتي نظرت إليها وردة بتمعن لتجد أنه يوجد ملامح منها هنا تأكدت لما منال تسمرت عند رؤيتها حتى إبراهيم الوغد تسمر مثلها مؤكد عاد به الزمان إلى الوراء وتذكر قذارته مع والدتها.
وضعت منال الصندوق على فخذي وردة وقبلتها من جبينها قائلة: كده حقك رجع تالت ومتلت دي شبكتى بس حرمتها على نفسي من يوم ما مات ماجد وأخدت عهد على نفسي لازم أوصلك بس في نفس الوقت معرفش حاجة عن غزال وقطعت علاقتي بإبراهيم الورداني لأن دي أمانة ماجد. الدهب ده حقك فيه سلسلة مكتوب عليها منى يومها أنا ضحكت ولما ماجد أحرج اعتذر ليا وقالي هبدلها قلتله لا دي بتاعت وردة. شفتي قد ايه ماجد حب وفضل يحب منى طول عمره. أتمنى تترحمي عليها وتزوريه زي ما أنا دايمًا بزوره.
انخرطت منال هي الأخرى في البكاء حتى رمت وردة بنفسها في أحضانها وطلبت منها ومن خليل أن تذهب لتزور ماجد أما زيارة مني كانت صعبة واستهلكت وقت طويل في البحث عنها لأنها دفنت بمقابر الصدقة.
عادا إلى القصر وأخذت تزفر طوال الطريق قائلة: بس الست منال دي ايه يا خليل حلوة حلاوة دي كأنها لسه بنت امبارح بابا ده كان حظه مش حلو لا له نصيب في ماما ولا في غيرها مش زي ناس كانت بتعاكس من أول يوم وما خفي كان أعظم.
نظر لها قائلًا بمكر: أنا كنت مؤدب على فكرة وبعدين ما خفي كان أعظم يعني ايه هو أنتِ كنتي بتراقبيني بره الشركة ولا ايه؟
ضحكت بخفة قائلة: مالك أخدت الموضوع جد كده ليه؟
تنهد بهدوء وأطرب أذنها قائلًا: أنا أسير هواكي منذ اللحظة الأولي.
نظرت إليه باندهاش قائلة: لا وبتشعر كمان ايه الجمال ده كله.
رفع أكتافه بتفاخر لتستطرد وهي تبتسم قائلة: أنت حلو أوى يا خليل.
نظر إليها بشغف: وحشتيني يا وردتي ووحشني كلامك الحلو .بقولك ايه احنا هنوصل دلوقتي وبما إنها حفلة هجيب المأذون وبعد بكره الفرح أنا مش قادر أصبر بدل ما أعمل حاجة غلط.
قهقهت وردة قائلة: متقدرش تعمل كده يا ليلو عارف ليه لأنك بتحبني أوي واللي بيحب حد بيخاف عليه من نفسه وإن كان على المأذون ابعت هاته أنا معنديش مانع.
اقتربا من القصر وصف سيارته واحتضنها بعناية كاد أن يخرجها من أحضانه ولكنه عدل عن ذلك وارتشف قبلة من رحيق شفتيها يصبر بها نفسه حتى يأتي من يعقد قرانهم.
وبالفعل جاء من يعقد قرآنهما وقرآن زيان ونادين وتارا وناصر ليقام حفل زفاف زيان ونادين وخليل ووردة.
كان زيان واقفًا يراقص حوريته قائلًا: ليه ما أصرتيش على شقة جديدة يا نادين أنا غيرت فيها كتير بس حاسس إنها طابقة على مراوحي هي ماما أثرت عليكي صح لو كده قولي؟
هزت رأسها تنفي ذلك وابتسمت بسعاده قائلة
-دي شقتي من الأول يا زيان وكان نفسي أتجوز فيها أعتقد ده حقي أحس إني أول واحدة دخلت حياتك وأخر واحدة صدقني أنت هتنسى كل حاجة.
احتضنها جيدًا قائلًا: مش عارف لو مكنتش وردة جابتك الشركة عندي كنت هعمل ايه أكيد كنت هضيع ويمكن كنت رجعت للصفر تاني الحمد لله على وجود وردة.
أغمضت نادين عينيها تحمد ربها وتحدثت قائلة: شفت بقي وردة مهمة قد ايه.
هز رأسه وهو ينظر إلى وردة وهي بفستانها الأبيض الذي يتناسب مع نقاء قلبها: شفت أجمل وردة دخلت بعبيرها عيلتنا غيرت كل حاجة للأحلى بس للأسف الواحد لازم يحصل معاه حاجة تهزه علشان يعرف قيمة الكنز اللي في ايده.
ربتت على ظهره بحنان بالغ قائلًا: أنت مفيش منك في طيبة القلب يا زيان أنت بس اللي مكنتش واخد بالك بس صدقني أنت أحن قلب عندك أم تتاقل بالدهب أنا خلاص اعتبرتها أمي.
نعم هي اعتبرتها والدتها وبهيرة قامت بتعويضها في فترة زمنية قصيرة بهيرة نبع الحنان يتدفق من كل خلايا جسدها يا لها من سيدة تنحني لها القلوب والجباه.
على الجانب الأخر دلفت إلى القصر بمنتهى العنجهية لتحضر عرس ابنتها ليستوقفها غزال في المنتصف قائلًا بشدة: على فين العزم يا كوثر مش صاحبه القصر ده طردتك قبل كده؟ وبعدين القصر فيه فرحين محدش من أصحاب الفرح يعرفك علشان يوجهلك دعوة.
شهقت كوثر وذهلت من جرأة غزال لتزدرد ريقها قائلة: دي بنتي يا غزال مهما كان اللي حصل حصل وأنا من حقي أشوفها مش كفاية متجوزة واحد دون المستوى. أنتوا ايه كفرة؟
ارتفع حاجبيه بغيظ قائلًا: متغيرتيش يا كوثر لسه زى ما أنتِ اللي يسمع كلامك من الأول تصعبي عليه بس للأسف كبريائك منعك تكملي تصنعك أنا ابني سيد الرجاله.
لوت شفتيها بسخرية قائلًا: سيد الرجاله! أنت نسيت أنت عملت فيه ايه زمان؟ حرمته منها، علشان مين؟ علشان ثروة اللي أنت عامل نفسك فدائي وبتربيها المفروض يتبرى منك.
كاد أن يرد عليها ولكنه استمع إلى ذلك الصوت الأجش من خلفه قائلًا: طالما أبويا قال عليا سيد الرجاله أبقي سيدهم على الأقل اتربيت حلال مش اتربيت أكل حقي غيرى قبل ما تعايري غيرك روحي شوفي اسم النبي حارسه وصاينه واللي عمله فيا أبويا زمان شئ يخليني أفتخر بيه كراجل حافظ على بنت مش من صلبه بس كانت أمانة.
صرخت كوثر في وجههم قائلة: مش عايزة مواعظ ولا حكم أنا عايزة أشوف بنتي.
ظهرت نادين من خلفهم قائلة: ملوش لزوم هتشوفي ايه اني مبسوطة مثلًا أنا في قمة سعادتي لأني ارتبطت بالإنسان اللي قلبي حبه. وبعدين زعلانة على السنين اللي فاتوا كان ممكن بلاش تهديدك ليهم زمان وكنتي احترمتي رغبتي وجوزتيني ليه.
لا تجد رد لكل هذه الكلمات اللاذعة لتنظر إليهم باستحقار وترحل وهي تشتعل من الغيظ. نظر غزال إلى زيان بعين أمرة يطلب منه أن يأخذ عروسه لينسيها ما مرت به ليتوجه هو إلى الحديقة التي أسرت قلبه
نجحت رغبات هذا الغزال وتحققت أهدافه جميعها والتي كانت من أولوياته تلك الطفلة التي التقطها حتى من قبل وصية أبيها كل شئ تم وبقي تحت سيطرته أيضًا هي تحققت لها أشياء لم تكن في حسبانها مثل لقائها بالسيدة التي كانت ستتزوج بوالدها ومصارحتها بما كان يكن لها من حب ولوالدتها بالإضافة إلى حب شقيقة والدها والتي أصبحت والدة زوجها، أما عن الشقيقة الأخرى فقد نالت جزائها أصبح أي حلم لها سيتحقق قريبا.
كان غزال شاردًا ليجد يد تربت عليه برفق قائلة: ماجد مجاش؟
سألت مربي ابنتها فنظر غزال لها يربت على يديها: متخافيش هو مش هيقدر يعيش من غيرك.
تنهدت منى بتعب ترد بتثاقل: كنت متأكدة إنه مش هيسيبني أنا عايزة أطمن على بنتي إإبراهيم مش هيسيبها في حالها.
نظر غزال ليجد ماجد ينظر إليهم بتركيز لتعتصر عينيها تنظر بعيدًا ليقطع حديثهم وردة وهي تأخذ غزال بعيدًا عنهم ليستكمل العرس.
أما عن ماجد فذهب إلى موضع نظر منى قائلًا
-وحشتيني يا منى. ليه سيبتيني ومشيتي ده أنا جيت مخصوص علشانك، وليه دلوقتي بتبعدي عني. أنتِ لسه زعلانة. أنا قلتلك هتعيش أحسن مننا.
نظرت إليه منى: مكنتش عايزة أسيبها يا ماجد بس قدري كان كده. كان نفسي أربيها بايدي ومحدش يربيها غيري ويكون ليها أخوات بس مقدرتش.
ربت على يدها: أنتِ مش شوفتيها دلوقتي؟ شايفة قد ايه هي مبسوطة؟شايفه قد ايه غزال وبهيرة واخواتها وجوزها حواليها؟ تعالي يا منى نرجع وجودنا ملوش لزمه.
أومأت برأسها بقلة حيلة: حاضر يا ماجد هنرجع لأني اطمنت خلاص. اطمنت لما رجعت مليكة هنا. لأن هنا أنا جبتها علشان تفضل هنا في المكان اللي اتولد فيه حبنا.
تنهد ماجد: مبقتش مليكة يا منى دي وردة وردة غزال هي مليكتي مليكة ماجد وأنتِ كنتي ومازلتي منايا يا منى. اتمنيت ملمسش غيرك وأمنينتي اتحققت.
ابتسمت منى بفرحة: للدرجة دي يا ماجد لسه بتحبني؟ للدرجة دي كنت لسه باقي على واحدة سلمت نفسها ليك وغلطت معاك أنت فعلًا ملاك مكنش ينفع تكمل على الأرض.
احتضنها لكي يختفي بها قائلًا: وأكتر يا منى أنتِ حب عمرى.
بعد مرور سبعة أشهر وصدور الحكم على هارون بالسجن خمس سنوات ذهب هاشم ليزوره تطلع هارون إليه قائلًا: ياااه يا والدي لسه بتفتكر تزورني ده أنا قربت على السنة حتى يوم الحكم مكلفتش خاطرك تيجي ولا حتى تقوم لي محامي معلش حقك.
تنهد هاشم قائلًا: مكنتش قادر أجي يا هارون أنا صعبان عليا أشوف ابني في المنظر ده. ابني اللي كان لازم يبقى سندي وضهري وضهر أخته بتحسر لما بشوف ناصر وزيان.
ابتسم هارون بسخرية لاذعة قائلًا: زيان! زيان مين لا مؤاخذة على الأقل أنا عمري ما أذيت نادين إلا علشان مصلحتها هتساويني بيه أنت لسه مصدقه. بكره يرميها وهتندم.
زفر هاشم بحنق قائلًا: لا معلش هو مش زيك تلعب ببنات الناس وتغلط معاهم وترميهم. على الأقل أيام ثومه التزم بالحكم اللي حكمه أبوه عليه  وأمه بصحيح عرفت تربي.
تضايق هارون قائلًا: أنت هتتكلم زيهم؟ ولما هي الأم الأساس في التربية أنت دورك كان فين؟ كنت مكبر دماغك عارف ليه؟ لأنك عمرك ما حبتها دايمًا كنت بتميل للي أقل منها.
هنا أنتفض هاشم وقام من على كرسيه ينظر إلى هارون باحتقار: أنا غلطان اني جيت يا رب يوم ما تطلع من السجن أكون مت وارتحت.
دعا على نفسه من أجل هذا الحقير وما أن خرج من السجن حتى وجدها أمامه تنظر إليه باهتمام لم يجده في عينيها من قبل ولكن مع كل ذلك قطب جبينه قائلًا: أنتِ كنتي جايه تزوري حبيب القلب صح؟ طول عمرك بتحبيه مهما يعمل فيكي.
هزت رأسها تمنع اتهامه لها قائلة: لا يا هاشم كنت جاية أزور هارون كوثر تعبانه وكنت جاية أطمن عليه وأبلغها.
أنتزعها من أرضها بدون وجه رحمه و جز على أسنانه بغضب قائلًا
-أنتِ هتبقي قويه امتي؟ أنتِ عبيطة يا إيمان جاية تصدقي كوثر بعد اللي عملته فيكي، كوثر زي القرده فوقي لنفسك وفكري فيها ولو لمرة واحدة.
تألمت من قبضته ونظرت إليه قائلة: كلكم عودتوني أفكر فيكم حتى أنت يا هاشم لما هربت من البلد مع إبراهيم فكرت فيك لأني كنت عارفة إن بطلاقك من كوثر إبراهيم كان هيلفقلك تهمة.
نفض يده عنها وزفر بحنق قائلًا: أنا كنت راضي في سبيل إنك تكوني ليا بس القدر دايمًا في عناد معايا حتى دلوقتي مش حاسة بيا ولا بترفقي بحالتي.
شهقت إيمان جاحظة ووضعت يدها على شفتيها تهتف بذهول قائلة: هاشم أنت لسه بتحبني؟
ابتسم بسخرية ورد قائلًا: سؤال غبي أنا مش بحبك وبس أنا كمان هطلب ايدك من خليل ومتأكد أنه هيوافق بس أقسم بالله لو رفضتي مش هيحصلك طيب.
قهقهت إيمان وتعالت ضحكاتها قائلة: كمان بالقوة الجبرية لا يا عم احنا منقدرش نرفض طلبك. هو أينعم كوثر ممكن تقتلني بس أنا مالي بقى أنا كمان عايزة أعيش وأعوض سنين حرماني.
ابتسم هاشم بسعادة لم يعهدها منذ زمن ورد عليها قائلًا بحب: هو ده الصح يا إيمان هما لما قهرونا زمان مفكروش لا بمشاعرنا ولا حاسين بايه. آن الأوان نرد ليهم جمايلهم علينا.
هزت رأسها توافقه الرأي وبينما هما في سعادتهم الجديدة أتاه اتصالا من زيان يبشره قائلًا: هتبقى جدو يا عمو هاشم أنا فرحان أوي لأن هبقي أب. ربنا عوضني شفت أنا وعدتك ووعد الحر دين عليه نادين دي جوه عيني.
استطاع زيان بهذا الخبر أن يعدل من مزاج هاشم. بالإضافة إلى قبول إيمان الزواج منه كانت تقف خلفه نادين تستند برأسها على ظهره قائلة: متتصورش فرحانة قد ايه يا زيان اني حامل كنت خايفة يكون التأخير ده مني علشان يعني أنت كنت هتخلف قبل كده بس الحمد لله.
التفت إليها قائلة: ممكن يا نادو يا حبيبتي متجبيش سيرة اني كنت هخلف قبل كده؟ لأني بصراحة مش فاكر ولا عايز أفتكر أنا اتجوزتك أنتِ بس وهخلف منك أنتِ بس.
ابتسمت نادين بفرحة قائلة: بحبك أوي يا زيان الكلام اللي بتقوله ده بيخليني طايرة من الفرح كونك بتعتبرني أول واحدة في حياتك بيعطيني ثقة في نفسي.
احتضنها زيان: مش قد حبي ليكي يا نادو لو يرجع الزمن لورا مع شوية صراحة من والدك وبابا هستناكي وهأجل أي خطوة غلط أخدتها في حياتي.
دفنت رأسها في صدره: قولي بقى يا زيان نفسك في ولد ولا في بنت؟ أنا بصراحة نفسي في ولد وبصراحة كده عايزاه زي شخصية عمو غزال راجل قيادي وطيب.
تعالت ضحكاته: أنا عايز بنت وأسميها زينة علشان تبقى زينة زيان الزيني.
ياله من اسم موسيقي تمناه زيان وقد كان.
جاء يوم العرس المنتظر عرس ناصر وتارا و صادف هذا اليوم مجيء أول حفيدين للعائلة وهما
-الطفل ورد خليل الورداني
والطفله زينة زيان الزيني
أنغام موسيقى عزفت في عرس ناصر لتتعالى ضحكاته قائلًا: هي مالها مطرت ورد وزينة كده ليه وكمان يوم فرحي طول عمري مرزق أنا بقى لما أتجوز إن شاء الله هسمي نور علشان يبقى عندنا ورد وزينة ونور.
منايا يا مليكتي
أنت مُلْكّٖي وَ مَلَكّـي وَ مَمْلَكتي

منايا يا مليكتي🤣 (ورقي)😉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن