😏الفصل الخامس😏

755 67 124
                                    

الفصل الخامس
اترك الماضي يتركك والعقد التي لا حصر لها لا تصنع منه عيون رافضة للحاضر والمستقبل لا تقدم ولا تؤخر له مشهدًا فهو أصبح كالوفاة بالنسبة لك انظر إلى الولادة الجديدة نعم هي تجرح في بدايتها وفي مكانها فقط ولكن لا تجرح القلب أنت الذي تجرحه بتمسكك بالماضي.
تلك الكلمات ترددت في عقل غزال ليعتصر نفسه ويوافق على خليل في طلبه يأتي اليوم المنتظر ولكن فضل غزال أن يكون بالشركة أولًا ومن بعدها تكون بشكل رسمي في المنزل سر خليل بموافقته وبعث يأتي بوالديه بدون تعريفهم باسمها كان كل الذي يهتم به إبراهيم هو وضع الفتاة المادي وبالفعل ذهب بوالده إلى الشركة ودلفا لغرفة غزال لينظر إليه إبراهيم متسائلًا ما الذي جاء بغزال هنا؟ وبعد الترحيب جلس إبراهيم وسأل غزال قائلًا
-ايه أخبار أولادك يا غزال أظن إن كان عندك زيان وناصر صح أو مال هما مش موجودين هنا ليه؟ دول كانوا لازقين لك دايمًا.
واستطرد بحيرة مصطنعة قائلًا: هو أنت خلفت بنت بعد ما سافرنا؟
قطب خليل جبينه متسائلًا من أين يعرفه حقًا الآن فهمت أنا رأيت غزال من قبل ولكن غزال لم يكن متفاجئًا من سؤال إبراهيم حيث رد عليه بخبث قائلًا: أولادي تمام والاتنين بيشتغلوا معايا هنا بس تلاقي كل واحد وراه مشغوليات وحياته الخاصة.
تأهب إبراهيم لمعرفة بقية حديث غزال ليستطرد غزال بمكر قائلًا: ما هو مش معقول هيكونوا حواليا في المكتب أنت نفسك ابنك بعد عنك وعن والدته ألا ازي الست إيمان؟ ليها وحشه.
كل هذا أثار اندهاش خليل كيف لهم أن يعرفا بعضهم الأخر ولم يتحدثا؟ بالنسبة لوالده الطبيعي أنه تفاجئ لأن خليل لم يذكر اسم وردة أو عائلتها، ولكن غزال يعرف اسمه بالكامل لما لم يسأله عن والده أو والدته طالما يعرفهما جيدًا.
جائت وردة إلى الشركة لأن هذا أخر يوم لامتحاناتها وما إن علمت من السكرتير الخاص بوالدها أنه يجلس مع خليل ووالده حتى انفرجت أساريرها ودلفت بسعادة قائلة
-أنا جيت نورت البيت قصدي الشركة وخلصت أخر امتحان يا عم غزال وفضيت وبقيت المهندسة وردة الزيني.
ثم وجهت أنظارها نحو والد خليل الذي لا يشبه ولده مطلقًا قائلة بخجل: ايه ده هو حضرتك والد خليل أصلك مش شبهه في فرق كبير بينكم.
هز إبراهيم رأسه وقد تأكد أن الفتاة المتقدم لها خليل هي وردة خاصة عندما شاهد مرحها وهي تداعب السلسال في عنقها. السلسال الخاص بماجد هنا اهتز غزال فلم يكن متوقع أنها ستأتي اليوم، هو اختار هذا اليوم خصيصًا لأنه يعلم بتعبها في امتحاناتها وأنها ستعود فورًا إلى المنزل خشي من بطش ابراهيم ولكنها تفاجئ به وهو ينهض يصافحها بمرح قائلًا: أنتِ عنيكي حلوة أوي زى مراتي وفيكي من صفاتها بتشوفي كل حاجة حلوة قدامك وجميلة زيك.
ابتسمت له بسعادة ليضيف قائلًا بمكر: أو يمكن أنا اللي شايفك كده تأثرًا بمراتي ما هي عشرة برضه.
نظر إلى خليل وجده سعيدًا ليستطرد بثقة وغرور قائلًا: طبعًا شايفاني أحلى من خليل صح؟ وكمان مركزي أكبر منه حتى أسألي والدك يعرفني من زمان و يعرف هو مين إبراهيم الورداني.
قطبت جبينها من أن يعلم والدها ولكنها اعتقدت أنها معرفة كمعرفة أي شخص بمحامي بمعنى معاملات قانونية.
اتسعت ابتسامة خليل من ارتياح والده لوردة وتشبيهه لها بوالدته حقًا هي تشبه إيمان في الصفات مما دفع خليل نحو وردة أنها تذكره بها أردف خليل بمرح قائلًا: على فكرة هي مش قصدها إنك مش شبهي تبقى أحلى مني يا متر بلاش شغل تعالب المحامين ده على وردة اعملهم على حد تاني.
ثم نظر إليها بحنان قائلًا: دي غلبانة زي أمها لا بتاعة لف ولا دوران.
هنا شرد إبراهيم في والدتها ليست بهيرة إنما منى التي أخذ يمني نفسه بها في علاقة محرمة ولكنها رفضت لكونه متزوج من ولية نعمتها ولكنه عندما علم بما حدث بينها وبين ماجد هو الذي وشى بها وتسبب في طردها بل وبخ السم في أذن والد زوجته لرفض وردة ولكن عدالة السماء كانت فوق كل شئ عندما قام ماجد بإجباره على فعل شيء ندم عليه كثيرًا كاد ابراهيم أن يكمل خبثه ولكن قاطعه غزال بخبث أكبر قائلًا: طبعًا يا خليل وسبحان الله مراتي بهيرة أنت دخلت قلبها من أول ما شافتك هنا في المكتب زى ما يكون تعرفك من زمان واتربيت على ايدها.
كل هذا رفع هرمون السعادة لدى خليل ليضيف غزال بتأكيد حتى يتلاعب بإبراهيم ويعلمه أن ابنه معهم وأن ما سينوي فعله لا يجدي نفعاً: ويمكن إعجابك ببهيرة هو اللي خلاك تعجب بوردة وتتمسك بيها ما هي البنت بتبقي زي أمها.
هز خليل رأسه بفرحة وتأكيد قائلًا: ده أكيد الحاجة بهيرة ووردة بحسهم عيلتي ولذلك أنا ارتاحت ليكم و حسيت إنكم عيلتي في مصر اللي لازم أكمل حياتي معاهم.
ليستطرد وهو يزم شفتيه بحنق قائلًا: يمكن أكتر من خالتي وابنها اللي بيعزموني علشان مصلحتهم وبس.
كاد غزال أن يرد عليه لكي يثبت لإبراهيم أنه الأقوى و المسيطر على اهتمامات خليل وأنه لا داعي لإفشاء السر ولكن قاطعه إبراهيم قائلًا: بس أنا فاكر بهيرة لما كانت ساعات بتيجي تخدم في الجنينه عند جدك مع غزال هي مش شبه وردة خالص يا خليل.
كاد غزال أن يفتك به مما جعله يزيد في مكره أكثر ويزيد دائرة الشك عند خليل قائلًا: عارف يا خليل وردة دي شبه مين؟ شبه حد أنت تعرفه كويس وكنت بتحبه جدًا.
نظر خليل إليه باستفهام وشك في نفس الوقت لأن الذاكرة بدأت تعود معه إلى الخلف إلى بعض المشاهد قائلًا
-مين يعني يا بابا وبعدين ايه اللي حضرتك بتقوله ده جنينه ايه وخدامين ايه والدة وردة ربة بيت والحاج غزال صاحب الشركة أكيد بتتكلم عن حد تاني.
وجه إبراهيم بصره نحو غزال باستحقار لإخفائه السر وجرأته للموافقة على خليل لتفاجئهم وردة بردها على خليل بكبرياء قائلة: فعلًا بابا حاليًا صاحب شركة بعد ما كان عامل في جنينة مستشفى وقبلها كان مزارع جنينة عند ناس أغنيا بابا مش بيخبي عننا حاجة.
ثم نظرت إلى إبراهيم باستهزاء أتبعتها نظرة فخر بوالدها قائلة: ومش عيب علشان كده سماني وردة لأنه حتى لما بقى صاحب شركة بيزرع الورد في السطح عندنا.
رفع خليل كتفيه بلا مبالاة ونظر إلى إبراهيم بضيق قائلًا: وايه يعني لزمته ايه الكلام ده يا بابا كان ممكن تقوله في وقت تاني أنا كمان سيبت كل حاجة وجيت هنا أبدأ من الصفر ومحبتش أعتمد عليك.
ثم ارتفع برأسه قائلًا: الفقر مش عيب أهم حاجة أصل الإنسان.
و كأنه ضرب خنجر في رأس غزال وجائت الفرصة لإبراهيم مجددًا بعد أن اتخذ قراره لتأجيلها و تكون بالمنزل
تعالى الحقد لدى ابراهيم ورد بحقارة ليفضح الأمر  برمته قائلًا: الحقيقة مش كده وبس الحقيقة أكبر من كده بكتير مش كفايه أصلهم المعدوم الهانم مش بنته الهانم لقيطة بنت زنا.
اتسعت عينيها بذهول كأنها تستمع لإنسان حاقد يكيل اتهامات في سبيل تشويه سمعتها وإيقاف زيجة ابنه ليضيف إبراهيم بإتهام لها قائلًا: وواضح إنها عارفه لذلك وقعتك في شباكها أنت دونًا عن مهندسين الشركة.
دلف في هذه اللحظة زيان بعد ما استمع إلى صوت إبراهيم ليزيد الأمر سوءًا قائلًا: وأبويا كان بيمثل عليك إنه رافضك وهو هيموت يجوزها ليك قبل ما تتم الواحد وعشرين سنة وهي كمان وعلشان كده مراتي قالتلك أبعد عنها أنت أحسن منها.
جحظت وردة بعينيها غير مصدقة لما تسمعه يبدو أنها حقيقة وليس تشويه سمعة فقط لأن زيان هو الأخر يتحدث في نفس الموضوع ليستطرد زيان بحقد قائلًا: كل ده علشان كاتب كله باسمها والبت كانت بتمثل عليك يا حيلتها وهو كان بيخاف يقربها من أي راجل ماعدا أنت الدليل على كده إن لما جيت البيت المفروض كان يمنعها أكتر إنها تيجي هنا بس هو سابها عادي.
نظر خليل إلى وردة بذهول قائلًا: مش معقول اللي أنا بسمعه ده وردة أنتِ تعرفي الكلام ده؟ ردي عليا قولي لا، لأنه أكيد لا مش أنتِ اللي تعملي كده. ده أنا بقول عليكي عبيطة.
صرخ غزال في وجه خليل وإبراهيم وزيان عندما شاهد وردة وهي تنهار غير مستوعبة لكل الاتهامات والأسئلة التي اندفعت مرة واحدة ليقول: أنتم عالم حقيرة واحد عارف الحقيقة الكاملة ونازل تلطيش وواحد حقودي وعينه فارغة كل اللي يهمه الفلوس وبس وطز في سمعة أبوه.
ثم نظر إلى خليل قائلًا: والتالت اسفوخس عليه فكرته راجل للأسف عمال يسأل في البت ويستجوبها ولا كأنه وكيل النيابة. أنت هتعملهم عليا يا خليل تلاقيك متفق مع أبوك القذر تفضحوا البت.
تجمدت وردة وتجمد قلبها فجأة، نعم لابد من التجمد وليس الانهيار حتى لو كان ما يحدث مشهدًا تمثيليًا. لا بد من ردة فعل تقهرهم وردت قائلة: فعلًا يا خليل أنا أكبر ممثلة في حياتك مش هتقدر تشوف فيلم هندي زى اللي شفته دلوقتي. من حقي أعيش زي بقية البنات أتجوز ويبقى ليا أسرة وبيت.
ثم تعالى صوتها وهي تضرب صدرها بعنف قائلة: مش ذنبي اني لقيطة أنت كان ممكن تكون زي وأنا ساعتها اللي هرفض واحد زيك.
استشعر خليل أن وردة تتحدث بدون وعي وما كاد يرد عليها حتى انطلق غزال يصرخ في وجههم بحدة قائلًا: اطلعوااا بره مش عايز أشوف وش حد فيكم هنا يا زباله يا رمم عاملين نفسكم بني أدمين؟
واستطرد بوعيد لإبراهيم قائلًا: وديني يا ابراهيم لأدفعك تمن اللي عملته في البنت ده غالي وأنت يا زيان خلصت حكايتك معايا.
بالفعل هرول زيان خائفًا ومن بعده إبراهيم بكل برود ليتبقى خليل يقف في مقابلتها لترفع رأسها وتلتقي أعينهم وهي تتجرع الألم ولكن تخفيه تحت ستار القوة قائلة: اتفضل اطلع بره أنت كمان ملكش شغل عندنا أنا هفسخ عقدك بنفسي. أصلًا احنا شغلناك لهدف واتحقق لما أبوك قال الحقيقة
وتابعت بكره قائلة: وهبعت لكل الشركات شهاده بتنص إنك مهندس فاسد بره يا ابن المتر. ياللي متفرقش عنه حاجة.
تنهد خليل ولا يعلم ما قاله كان صحيح أم أنه أذنب في حقها بسؤاله توجه نحو الباب وما أن خرج حتى انهارت وردة على الأرضية ليلتقطها غزال ويهرول بها إلى المشفى ليسعفها وما أن ارتاحت حتى سرد عليها غزال كل شئ لتغمض عينيها من الألم تتحسر على حالتها ولكنها لم تصدق أن لها أصلًا قريبًا من تلك العائله ولكي تصدق أخرج غزال ما يكتنزه في صدره وهي الأوراق والتسجيلات قائلًا: دي الورقه اللي أمك سابتها في سلة الورد وده صورة الوصل اللي كتبه أبوكي وده اعتراف بخط ايده إنك بنته وكان ناوى يسجل شهادة باسمك.
ثم ابتلع غصة مريرة بحلقه قائلًا: ومعايا تسجيل بصوته معايا كل الأدله اللي تثبت إنك بنت ماجد.
نظرت إليه وردة بعدم اهتمام وبصوت باكي مختنق بالعبرات قالت
-كل ده ميهمنيش ولا زعلت منك ولا من ماما ولا من زيان حتى أبو خليل اللي قهرني خليل يا بابا ليه يسألني سؤال زى ده؟
و استطردت تسأله قائلة: هو أنا كان شكلي بمثل؟ ولا طيبتي الزايدة شككته فيا طبعًا ما هو مش متعود غير على الخبث.
وتابعت وهي تتعالى شهقاتها وتستطرد بوعيد  قائلة: بس لازم يعرف حقارة أبوه ويعرف قد ايه إنه السبب في كل حاجة حصلت ليا ده إن مكنش عارف.
تحسر غزال على وضع وردة وسألها بقلق قائلًا: يعني مش زعلانة اني مأخدتش ورقة الإعتراف ورفعت بيها قضية وأيدتك باسمه أنا كان ممكن أعملها بسهولة.
صمتت ولم ترد الجواب فهي بحالة لا تقدر على محاسبة أي شخص حتى لو أخطأ بحقها ليحاول استعطافها قائلًا: والله كنت هعملها يا وردتي بس أمك بهيرة الله يسامحها خافت لما تكبرى تسألي وتضيعي منها.
ردت عليه وردة تعتصر نفسها بصعوبة على ما وصلت له بسبب الجميع قائلة: عمري ما أزعل منكم يا بابا أنت مرضتش ليا الفضيحة وأنا صغيرة كمان أكرمتني وفضلتني على أولادك اللي المفروض كانوا ينصفوني.
نظرت في الفراغ تتحسر على حالها قائلة: أنا دلوقتي عرفت ليه هما بيكرهوني وعرفت ليه مش حابين أكون سعيدة طبيعي ما هو أنا مش من لحمهم ولا دمهم.
ذهب زيان إلى ناصر وسرد له ما حدث ليقطب ناصر جبينه ويتذكر زيارة ماجد الأخيرة له في الورشة ويرد قائلًا: أنا كان قلبي حاسس من أخر مرة قابلت فيها ماجد إن وردة تخص حد من العيلة دي بس يا ترى تخص مين؟ وليه كان متلهف يعرف عنها كل حاجة.
شهق قائلًا: معقولة إبراهيم جوز أخته بس ازاي أبوك كان موافق على خليل ولا يكون عديله علشان كده أبوك رفض يجوزك نادين ما هو أصلها كانت غريبة ازاي أبوك يرفض نادين المفروض العكس الست كوثر هي اللي ترفض.
حدق زيان بعينيه في سعادة قائلًا: كده بقي أبوك هيقع بعد ما تقع وردة وهيجي لحد عندي يقولي سامحني يا زيان أنت الكبير برضه أنا يا ابني ما يهمنيش هي بنت مين.
وارتفعت يده يصفق بها قائلًا: هي كده لا هتتجوز ولا هتاخد حقها خصوصًا لو طلعت بنت أي حد من اللي قلت عليهم دول.
كان زيان يشعر بالسعادة بعكس ناصر الذي لا يعلم ما الذي تغير به وجعله رافضًا ما حدث لوردة.
عاد ناصر إلى المنزل نظر إليها وجدها شاردة حمد ربه أنها أتممت عامها الجامعي ولا يعلم أيضًا لما حمد ربه على ذلك ولكنه دائمًا يتذكر ماجد ولهفة كانت تكمن بداخله بسؤاله عليها خاصة عندما علم أنها ابنته. ظلت بمنزلها لا تتحدث مع أحد إلا صديقتها تارا التي علمت بما حدث وصدمت كأنها تحضر فيلمًا سينمائيًا. كيف ينقلب حال وردة بيوم وليلة هكذا. عزمت تارا أمرها على الالتقاء بناصر علها تصل معه إلى طريقة تخرج بها وردة من حالتها هذه. هاتفته لتنفرج أساريره لرؤيتها أعلمها أنه يتناول قهوته بالكافتيريا القريبة من الورشة. لا يريد لها الحضور إلى ورشته حتى لا ينظر لها العمال. ذهبت إليه وألقت التحيه باقتضاب وجلست أمامه بدأ يستدعي عامل الكافتيريا لترفض احتساء أي مشروب معه بتعالي مما أثار ضيقه. ظلت صامتة لبضع من الوقت تنظر إلى الفراغ بشرود ليسألها بتوجس قائلًا: مش كنتي عايزاني في حاجة مهما خير يا تارا.
نظرت له بغضب ليتنحنح قائلًا: أقصد يا أنسة تارا.
ردت عليه باستخفاف قائلة: أنا عرفت من وردة الحقيقة يا ناصر ارتحت أنت وأخوك من اللي حصل صح؟ هي كمان ارتاحت لما عرفت سبب كرهكم ليها.
لم يندهش ناصر فهو يعلم أنها صديقتها المقربة فبرر لها قائلًا: أنا ما عملتش حاجة. أنا عرفت بعد ما الموضوع خلص، وبعدين يفرقوا ايه عنك خليل وأبوه، ما أنتِ كمان رفضاني علشان أصلي الفقير.
سخرت منه تارا قائلة: من عقلك أنت مفكر كده طب كمل بقى إنك كمان مش متعلم واني مينفعش أرتبط بيك.
نفخ ناصر بضيق قائلًا: أنتِ قلتي أهو مش محتاجة أكمل.
ضربت تارا على سطح الطاولة لتخبره قائلة: لااا يا ناصر أنا رفضاك من أول يوم شفت معاملتك لوردة أنت وأخوك الواطي ايه يعني لما تكون مش أختك بس في حاجة اسمها صيانة الأمانة. اللي ملوش خير في أخته اللي بياكل معاها من طبق واحد حتى لو ما كنتش من دمه ميبقاش له خير في حد هتعمل معايا أنا ايه بقي وأنت ماشي دلدول لزيان ومراته؟
صمت ناصر لأنه علم أنها على حق. أنتظرت رد كثيرًا ولكن حوارات عقله لا تنتهي فنهضت بكل قوتها ورحلت ليظل على حالته يراجع نفسه على ما اقترفه في حق المسكينة وردة وسلبيته المطلقة وتبعيته لزيان وعدم إيقافه عن أذية وردة يومًا ناصر يختلف عن زيان لا يمتلك قوة الشر التي يمتلكها بالإضافة إلى تارا التي غزت قلبه. نعم هي رافضة له ولكنها الأن وضحت أسبابها ليس بفقر ولا تعليم. إنما معاملة الزواج معاملة بين الطرفين وهي كانت تذهب إلى منزلهم باستمرار وترى معاملته لشقيقته. نعم كانت تندهش لما يحدث والآن أنتهى اندهاشها تمامًا عندما علمت السبب ولكنها تمنت أن تكون معاملته أفضل من ذلك لاعتبارها يتيمة وابنة منزلهم.
بعد مرور ثلاثة أشهر
كانت تقف على مسافة قصيرة منه امتدت أنامله إليها جيدًا برجاء قائلًا: وردة متزعليش مني أنا مليش ذنب وبعدين أنتِ ماعطتنيش الفرصة اني اتكلم يومها.
ابتسمت بسخرية ونظرت إليه قائلة: كنت هتقول ايه يا خليل هتقول مينفعش تتجوزيني يا وردة؟
أخفض رأسه تبتلع هي ريقها بمرارة قائلة: هتقول زى باباك انك استحملت اني بنت الجنايني لكن مينفعش تتجوز لقيطة؟
أغمض عينيه بمرارة قائلًا: وردة أنا بحبك واللي بيحب بيضحي بحاجات كتير بس كنت اتمنى تسمعيني بدل ما تطرديني.
صرخت بأعلى صوت وقالت: مينفعش علشان أنت أكيد هتطلع سلبي زى اللي رماني ما هو لازم تطلع سلبي زيه.
و اقتربت منه قائلة: مش خالك ماجد برضه وبيقولوا العرق دساس. وكل ولد لخاله.
نكس رأسه أمامها وقال: ايه اللي أنتِ بتقوليه ده؟
رفعت رأسها بشموخ قائلة: اللي سمعته يا خليل البنت اللي ابوك رفضها من تلات شهور مع الاسف الشديد تبقي بنت خالك ماجد.
صمت لأن الموضوع غير مفاجئ فقد سردت له والدته كل شئ مخبأ و لكن لايريد جرحها أكثر بل هي من قامت بجرحه قائلة: ايه هتعمل نفسك مش عارف ده الكلام اللي بابا غزال قاله ليا يومها بس الفرق أنه بيقولوا بإثبات.
ثم عددت على إصبعها قائلة: أولًا بجواب أمي لأبويا وثانيًا بإعتراف ماجد بإيده.
للحب والحنان والعطف وجوه كثيره وأنت وجه قلبي.
إلى جميع اللقطاء في هذه الحياه الذين لا يمتلكون القدرة على كل الألم الذي يتعايشون معه ترون الحياه ممزقة أمامكم إلى أشلاء فالأسى في بدايتكم من الممكن التعايش معه ولكن في محطة الالتقاء بين الحبيب واللقيط تفقدون كل شئ وتقادون إلى الجنون ويمتلأ صدركم بصفعات الخذلان والترك ولكن اسمعوني جيدا قد يكون اختبارًا للحبيب أيصمد ويتمسك أم يترك ويخذل وإن ترك وخذل فهذا أفضل لك. أفضل من ارتباطك بشخص ينظر إليك كواجهة اجتماعية ليس لديك شأن في تكوينها فهي من عند الله.
استكمالًا لما دار بين وردة وخليل وفي خضم ثورتها أصيبت بالدوار رغم تحذير الطبيب لها بعدم الإفراط العصبي منذ أخر مرة يوم ما حدث في المكتب.
هرع نحوها بلهفة قائلًا: مالك يا وردة ايه اللي جرالك أنتِ متلجة كده ليه سامحيني يا حبيبتي أرجوكي، والله ما كنت أعرف إنك بنت خالي.
وتابع بأسف قائلًا: أسف يا حبييبتي
ابتعدت عنه حتى بدأت تستعيد تماسكها وردت قائلة: متخافش مش هيجرالي أكثر من اللي جرالي. في لحظة بعد عشرين سنة عرفت إن أبويا وأمي مش حقيقين.
ثم استطردت بقوة قائلة: ومش بلومهم بالعكس.
ثم استوقفت كلماتها وكاد قلبه أن يتقطع عليها لتتنهد بتعب قائلة: الظاهر إنهم كان نفسهم يخلفوا غير ناصر وزيان بس ظروفهم كانت صعبة وأنا كنت تحقيق لأمنية ليهم وده حظى الحلو.
وتابعت تنظر إليه باشمئزاز قائلة: أحسن بكتير.
نظر إليها يتمنى عدم تصديق ما صار منذ عشرين عامًا وهتف بحنق قائلًا: بجد اللي عمله جدي ده كان أكبر غلطة ايه يعني ما أبوكي وأمك كانوا بيحبوا بعض.
واستطرد يتنهد بألم قائلًا: أه لو كنت أقدر أرجع الزمن و أحلها بنفسي بس للأسف.
ابتسمت وردة بسخرية قائلة: فعلًا للأسف بس مش علشان دورك اللي كان هيحصل. لا، علشان والدك هو السبب في اللي حصل ده كله.
تابعت بحقد قائلة: هو اللي زن على دماغ جدك وطرد أمي.
جحظ بعينيه مما تقوله وردة لمجرد أنها أخبرته أن والده هو المانع الحقيقي لارتباط والدتها ووالدها ما بالكم أن تسرد عليه تحرش والده بوالدتها أثناء عملها بالقصر أو تصبح أكثر شيطانية وتوهمه أنها شقيقته وليست بابنة خاله هذا هو الجنون الذي تحدثت عنه في البداية كل هذه الأخبار لو تعلمها وردة لأخبرته بها، ولكن غزال أشفق أن يعلمها كل هذا. لأنه يعلم جيدًا أنها بمقدار طيبة قلبها يكون مقدار كرامتها ومن صغرها دائما تدافع عنها. حتى مع أعز الناس حتى مع ثومه التي تتعمد استفزازها.
لا تذهب إلى حيث كانت بل اذهب إلى أخر ما وصلت إليه مطولًا واترك الماضي بكل عذابه وشقائه فهو لا يجدي نفعًا معك ومعها هناك تخطيط الهي على قدرك في الدنيا سوف يكون حملًا ثقيلًا عليك لأنه كان جزء من الماضي سيدخل حيز تنفيذ الحطام على حياتك وقد يؤثر بالسلب أو الايجاب ولا تعلم أي منحدر فيهما سيصيبك لكنه لم يتسبب في تقليل قيمتك بين الناس قبل أن تعلم وردة بحقيقتها كانت تعيش كفراشة هادئة ولكن منذ أن علمت تغيرت كثيرًا ستذهب إلى المجتمع تواجهه بصورة أخرى لها لتعلم من ستكون في هذا المجتمع.
بعد ما تركها بطلب و رجاء منها وجدت من يربت على ظهرها لتنتفض بلهفة ظنا منها أنه هو لتتفاجئ بوجود ناصر الذي احتضنها بحنو قائلًا :ايه أخبار مقابلتك معاه أنا مشيت وراكي لما عرفت انك هتقابليه وصدقيني مش مراقبة ده خوف عليكي.
واستطرد يشعر بحقارته قائلًا: عارف اني وحش زي زيان.
ابتسمت له وردة بأسف قائلة: اللي بيني وبين خليل أنتهى وعلى فكرة أنا عارفة انك غير زيان عارفة إنك حنين.
ثم قامت تربت على يده بحنان قائلة: يمكن لو كانت سمحتلك الفرصة مكنتش هتعمل زيه.
سألها ناصر بقلق قائلًا: أنتِ زعلانه يا وردة علشان مش هترتبطي بخليل صح؟ اوعي تقولي لا يا وردة، واوعي تقطعي عليه الطريق.
هزت رأسها بلا مبالاة ليستطرد هو يخبرها بشئ هام قائلًا: حاجة كمان عايز أقولها ماجد أبوكي كان ملهوف يعرف عنوانا.
ابتسمت وردة بسخرية قائلة: باين بدليل انه مادافعش عني و سابني مرمية وفي الأخر جوز أخته بينهش في لحمي ويقول عليا لقيطة.
هز ناصر رأسه بحزن لتصرخ تسأله قائلة: أنا مش لقيطه يا ناصر صح؟
أسرع ناصر باحتضانها قائلًا: أنتِ أختي البشمهندسه وردة ست الكل جلابة الخير سامحيني يا وردة كلام أمي وأبويا صح لولاكي كنا متنا من الجوع.
تشبثت بأحضانه ولأول مرة تشعر بأحضان أخوية ليردف قائلًا بوعد: والله لأعوضك.
هزت وردة رأسها بيأس قائلة: مفيش حاجة تعوض الإهانه يا ناصر أنا انجرحت واللي جرحني خليل شك اني ممكن أكون عارفة وبمثل عليه.
رفعت رأسها تستطرد قائلة: حتى لما عرف الحقيقة كل ده مش هيشفع ليه.
ابتسم لها ناصر وافتخر بكرامتها قائلًا: بعد الأسرار اللي قلتيها النهارده وأنتِ مش مكسوفة صدقيني هو الخسران هو وأهله.
ابتسمت بسعادة ولكنه ترجاها قائلًا: بس أرجوكي لو فكر وحاول ورجعلك سامحيه بس عذبيه في الأول.
هزت وردة رأسها دلالة منها أنها ستحاول أن تفكر في الأمر.
تحت أمر الله نخلق بمستويات مختلفة وتحت أمره يتحدد شقاؤنا وسعادتنا يختطفنا الله بقدرته وحده ليشكلنا ويكتب لنا أقدرانا. منا أقداره طبيعية ومنا أقداره تحمل الكثير من المشاق وردة مرت بأجمل عشرون عامًا من عمرها أما الآن بعد معرفتها الحقيقة شعرت أنها ولدت من جديد وأن العشرون عاما كانوا حلمًا أو في علم الغيب كانت تعشق المطر لأنه يغسلها الآن بغضته وبدأت تعشق الشمس وسطوعها لتحترق من داخلها وتزيد من احتراق قلبها وذلك بسبب عدم رحمة الغير لها تمنت أن يكون غزال خطفها من أهلها أهون عليها من أن يلتقطها تنظر إلى السلسال الذي بعنقها باستياء وتتسائل كيف تساهل والدها الحقيقي بحقها إلى هذه الدرجة كيف لوالدتها أن تكون بتلك السذاجة لتسلم نفسها إليه وتنغمس في المحرمات لتصبح ضحية طالب لا يملك قرار نفسه.
بعد مقابله خليل لها عاد إلى منزله محطم لينظر إلى والدته الشاردة ويتحدث إليها قائلًا
-ماما سرحانة في ايه؟ اوعي تكوني زعلانة مني علشان مش بتكلم معاكي. أنا عارف إن أنا اللي نزلتك مصر وأهملتك.
واستطرد بأسف قائلًا: بس اعذريني.
فاقت من شرودها على لمساته قائلة وهي تربت على يده: أه يا حبيبي أنا عارفة اللي تاعبك وعذراك للدرجة دي بتحبها. هي فعلًا مش بتكذب عليك سيبك من أبوك أنا جمبك.
هبطت في تلك الأثناء من على الدرج شقيقتها كوثر تزفر بغضب قائلة: ويا ترى بقي هنقدمها للناس ونقول ايه اتفضلوا بنت الجنايني خطيبة ابننا ولا بنت أخونا ماجد.
زفر خليل بحنق لتستطرد كوثر بحقد قائلة: ماجد اللي مات ومينفعش نقول إنه كان عنده بنت.
وضع خليل يده على جبهته يفركها من التعب قائلًا: معدتش تفرق نقول هي مين هي اللي مش عايزاني يا خالتي وبعدين بلاش طريقتك دي.
نظرت له باستهزاء ليستطرد يصدمها قائلًا: لأن البيه ابنك أصلًا كان هيتجوزها وطبعًا من وراكي.
جحظت بعينيها قائلة: أنت بتقول ايه أنت مفكر ابني بيضحك عليه زيك أنا ابني رافض الجواز لحد دلوقتي علشان مش عايز يقع على أي بنت.
ثم تابعت بسخرية قائلة: قال ابني قال لو نادين بنت أبوها كنت صدقت.
ابتسم خليل بسخرية قائلًا
-طبعًا ومين يشهد للعروسة بس أحب أعرفك.
أنتبهت إليه جيدًا ليستطرد بثقة قائلًا: إن أنا ماسك على ابنك كلام ورسايل من مرات زيان أخو وردة أنهم بيتفقوا انه يتجوزها.
نظرت له إيمان بذهول قائلة: أنت بتقول ايه يا خليل طب ما ده معناه أن وردة الكل تأمر عليها وأنت بسؤالك ليها كسرت نفسها.
أجابها خليل بحزن قائلًا: كسرت خاطرها بس أنا ضيعتها من ايدي بس غصبن عني الصدمة يا أمي عم غزال غلطان ليه استني لما أبويا يرجع ما كان قالي.
ثم تابع بحسرة قائلًا: النهارده اتحرجت أقولها اني عرفت أنها بنت خالي وسبتها تلطش فيا براحتها.
هتفت شقيقتها بخبث قائلة: وليه متقولش أنه كان مستني تتعلق بالبرنسيسة أكتر أهو تدخل العيلة وشوية شوية نشفق عليها ونخليها باسم عيلتنا.
ثم تعالت سخريتها قائلة: ما هي ظاطت بقي.
نهضت إيمان وهاتفتها بحدة قائلة: ما كفاية بقي حرام عليكي. أنا وأنتِ عارفين ومتأكدين إنها بنت ماجد وردة مش محتاجة شفقة.
ثم ضربت على عنقها قائلة: كفاية إنها لبست سلسلة أمنا مليكة.
شرد خليل قائلًا: كله غلط أبويا أنا يا ماما هو إلى بخ السم في ودان جدي تجاه مني الله يرحمها.
نظرت إليه إيمان بحسرة ليتابع قائلًا: واتسبب في طردها بس بعد ما الفاس وقعت في الراس.
تحسرت إيمان على ما قاله وهتفت بصوت مبحوح قائلة: حاول يا خليل معاها هي أكيد بتحبك وهتنسى اللي حصل ولا أقولك أنا هروح لحد عندها وأعتذرلها بنفسي.
وتابعت وهي تبتسم قائلة: دي بنت الغالي ونفسي أشوفها.
ابتسم خليل ببهتان قائلًا: يا ريت كان ينفع عموما هحاول المشكله ان وردة اتغيرت أوى من يوم اللي حصل بقت واحدة تانية.
واستطرد بفرح قائلًا: وسمعت إنها بقت جد في شغلها. يا ماما دي تفوقت على المهندس القديم اللي كان شغال عندهم زمان لما تبقي مناقصة كمباوند وعايزين مهندس خبرة وإذ فجأة ترسي عليها هي يبقى ايه أنا حقيقي فخور بيها.
تنهدت إيمان بتعب وهزت رأسها بقلة حيلة لا تعرف كيف ترضي ابنها أيضاً تفكر في وردة كيف لها أن تواجه الواقع بعد معرفتها ما حدث من أمور قاسية.
تتذكر إيمان أخر أيام ماجد في المشفي عندما جاء غزال بهاتفه ليريه صور وردة الصغيرة رؤيتها لتلك الصور بعد أن قامت ببعثها على هاتفها لتطبعهم وتحتفظ بهم يجعلها دائمًا متلهفة لرؤيتها وهي فتاة يافعة ولكنها في بعض السنوات وجدت من يقنعها أن هذا أفضل لهم ولعائلتهم لأنها لو بحثت عنها وأعادتها سوف تلتصق بالعائلة فضيحة كبرى ولذلك ما كان عليها إلا إتباع ما يقوله زوجها فكرت بعد ظهور وردة في حياتهم أن تذهب إلى المحكمة وترفع قضيه إثبات النسب لها لأن هذا هو الحق الشرعي لوردة ولكن الجميع سوف ينظر إلىها بتعجب كبير وفي خضم محاولاتها مع غزال لإثبات ذلك جائها الرد من وردة أنها لا تريد ذلك مع الأسف الشديد هي على حق هذا الرد جعل إيمان تبصق على زيجتها بهذا المحامي المحنك أو كما يقال عليه الداهية تذكرت سرد الوالد لمميزات إبراهيم وتأثيره عليها للارتباط به ولكن ما حدث أنه رماها في أحضان داهية ومات ومات شقيقها من بعده لتصبح وحيدة رغم وجود شقيقتها لأنها لعينة مثله.
بعد اتفاق وردة مع ناصر أن يكون هو نائب عنها في الشركه تذمر غزال من هذا القرار المفاجئ وشعر ناصر بهذا التذمر ليجلس معه جلسه أبوية يردف قائلًا: أنا عارف يا بابا إنك مش راضي عن القرار اللي وردة قالته وخايف مني بس صدقني كده أحسن.
واستطرد بخبث قائلًا: على الأقل زيان يخف عننا شويه.
زفر غزال بحنق قائلًا: يا ناصر أنا عارف إنك مش غبي زيه بس هي ماشية غلط يعني عملتك النائب بتاعها تقدر تقولي هي فين؟
وتابع بضيق: واللي عملته ده صح؟
ابتسم ناصر قائلًا: ايه يعني يا بابا وردة شاطرة وذكية، وعرفت تاخد حقها تالت ومتلت.
واستطرد بفخر قائلًا: وراحت تكبر الشغل وكان لازم كده علشان شغل الكومباوند وفتحت مصنع علشان مواد البناء يعني خلت الشغل كله يبقى من عندنا ومنتحوجش لحد وبكره تبقى سيدة أعمال شاطرة.
هز غزال رأسه بتفهم ولكنه ترجي ناصر قائلًا: عينك عليها يا ناصر إبراهيم منع جوازة خليل ووردة ووردة كبرت دماغها من خليل بس خليل هيفضل وراها.
ثم استطرد بخوف قائلًا: وده في حد ذاته خطر عليها من إبراهيم.
هز ناصر رأسه بطاعة وتفهم الوضع جيدًا وطمأن والده.
كانت فكرة المصنع هي فكرة ناصر وذلك لكي يبعث خليل إليها يطاردها وينتهي الأمر باستكمال حكاية عشقهم.
حان الوقت لسرد ما حدث بين ماجد وزهير بعد خروج غزال من القصر حاملًا وردة بسلة الورد ويتم سرد هذه القصة على لسان إيمان والدة خليل من المؤكد أنها لم ولن تنسى هذا الحوار طيلة حياتها نظرت إلى خليل ولا تعلم من أين تبدأ. تبدأ منذ لحظة دلوف منى للعمل لديهم وهي كالأميرات نعم كالأميرات حيث فتن ماجد بجمالها ووقع في حبها هي جميلة ولكن أنتزع منها الحق في العيش في رخاء خاصة بعد موت والدها ولو كان حيًا لبقت ملكة متوجة ولكنها زجت بالشارع بعد موته وهضمت كل حقوقها من قبل زوجة والدها صغر سنها وعدم خبرتها في الحياة جعلها تتنازل عن شرفها له لأنها تعشقه لترمى من جديد في الشارع وينتزع حقها مرة أخرى.
جلست إيمان وتنهدت مطولًا ولكنها فضلت أن تسرد على خليل منذ بداية عرض والدها عليه الزواج من ابنة شريكه بالساحل
فلاش باك
جلس الزهيري وجلس أمامه ماجد ويبدو عليه أنه أصبح ممزقًا ومتعب من الداخل ليتذمر الزهيرى قائلًا بابتسامة سمجة وهو ينفث دخان سيجاره: مبروك يا ماجد بنت السنباطي وافقت عليك أخيرًا كنت مرعوب الصراحه لا البنت تعترض.
واستطرد بزهو قائلًا: وخصوصًا إن البنت دكتورة ووحيدة أبوها.
كلماته كادت أن تقتل ماجد ليقوم إبراهيم ببخ السم قائلًا: جوازة العمر إن شاء الله أيوه كده يا زهيري باشا أهي دي الجوازات ولا بلاش البنت مال وجمال وحسب ونسب.
وتابع وهو يغيظ ماجد قائلًا: وتليق بماجد على فكرة.
نظر إليه ماجد باشمئزاز ورد عليه باستهزاء قائلًا: أيوه زى ما أنت لايق بإيمان إيمان أختي الرقيقة اللي كانت الضحكة مش بتفارقها وأنت ما شاء الله بجشعك خليتها تكره نفسها.
ثم أشار نحو الطفل خليل قائلًا: ولولا خليل كانت اطلقت منك.
تذمر الزهيري قائلًا: ماله إبراهيم يا ماجد أصل وحسب ونسب ومحامي قد الدنيا ولولا هو كان فاتنا فايتين بالحيط.
وتابع يذكر ماجد قائلًا: كفاية انه هو اللي نبهني لموضوع الزفتة منى.
أنتفض ماجد واعترض قائلًا: لا هو مش نبهك علشان خايف عليك ولا على اسم العيله علشان اللي كان ناوى يعمله مع منى. عارف كان ناوى يعمل ايه؟
أنتبه الزهيري جيدًا ليردف ماجد قائلًا: كان ناوى يغتصبها.
أطلق ماجد تلك الكلمات وأراد بهم قتل إبراهيم لكي يصغر في عيني الزهيري وإيمان ثم سرعان ما ذهب إلى غرفته وأخرج من درج مكتبه صور التقطها لإبراهيم وهو يحاول الاعتداء على منى وبهذا تجمعت كل الحفر التي نصبها إبراهيم لمنى ليقع هو بها ويسقط من نظر الزهيري للأبد ولكن الزهيري هو الزهيري لم ولن يتغير صمم أكثر على زواج ابنه من ابنة السنباطي رغم تأكيد ماجد له أن ابنته موجودة وسيتم استرجاعها إلا أنه رفض وجودها تمامًا ليعود خليل بعد عشرين عامًا ويتعلق بها ويكون عاملًا أساسيًا لظهورها في هذه العائلة من جديد كيف لابن الجاني أن يقتص لابنة المجني عليها وهل المجني عليها وردة ستسمح له بذلك؟

منايا يا مليكتي🤣 (ورقي)😉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن