🙃الفصل الثاني🙃

1.2K 82 83
                                    

الفصل الثاني
فلاش باك
كان وردة تجلس على ركبتيها تستمع إلى الأنشودة في التلفاز: يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد.
لينظر إلى زوجته مبتسمًا متذكرًا تلك الليلة التي أتى فيها بوردة إلى المنزل ليمتلئ المكان بهجة منذ قدومها حيث أن هذا اليوم يختلف عن نظيره منذ خمس سنوات الآن هو يجلس مرتاح البال والخاطر وليس منشغل بعمله وزوجته في المطبخ ورائحة الطعام الشهي تتصاعد إلى كل الغرف، تصاعد رنين هاتفه برقم مجهول ليجيب قائلًا: ألو أيوه مين معايا؟

لتتسع حدقتا عيناه عندما استمع لصوت ماجد بعد كل هذه السنوات يرد عليه بصوت ضعيف قائلًا: ألو عم غزال أنا ماجد بالله عليك ما تقفل السكة في وشي.
بالفعل كأنه شعر بغزال وأصبعه يمتد إلى مفتاح غلق المكالمه ليستطرد ماجد بضياع قائلًا: أنا بدور عليك بقالي فترة وما صدقت اني ألاقي ناصر وعطاني رقمك.
تنهد غزال و زفر بحنق غير مبالى بصوت ماجد الضعيف ليرد بجدية قائلًا: أيوه عايزايه يا ماجد وليه تاخد الرقم من ناصر.
و زاد من عصبيته وأفرط فيها مع ماجد فهو لم ينسى سلبيته وضعفه أمام والده: أنا مفيش بيني وبينك حاجة علشان تبقى مهتم توصل ليا بالطريقة دي أنا كنت مجرد جنايني عندكم.
هنا شهقت بهيرة ووضعت يدها على صدرها وأسرعت بإنتزاع الطفلة من على ركبتيه وأخذتها في أحضانها ودلفت بها إلى الغرفة كمن يهرب من شئ.
رد عليه ماجد بصوت ضعيف قائلًا: أنا عارف إني غلطت بس أنت كنت أحن عليها مني وحافظت عليها وربتها.
ضحك غزال بسخرية حيث ظن أن ماجد يمثل عليه دور الضحية وصلت إلى ماجد ضحكاته فتحامل على نفسه قائلًا: أنا كنت بدور عليك علشان أرجعها وأعترف بيها دي بنتي.
صمت غزال لا يطيق الرد على ماجد يشعر أنه يتلاعب لعلمه بوجود الفتاة يريد رميها بإحدى الملاجئ حتى لا تكبر وتكون وصمة عار له.
اعتصر ماجد صمت غزال بقلبه وردد ببكاء قائلًا: ده أنا ماجد يا عم غزال ده أنت اللي مربيني اه غلطت رغم أنك حذرتني بس الشيطان كان أقوى مني.
زفر غزال لما يتفوه بها ماجد ليشعر ماجد بالخزي و العار الذي دائمًا ما يشعر به عندما يتحدث مع غزال ليرد قائلًا: ده أنا خفت أقولك لأسقط من نظرك.
تنهد غزال مطولًا وردد قائلًا: أيوه يا ماجد مكنتش أعرف سبب طردهم ليها فكرت إنهم زي أي أهل خافوا لا ابنهم يغلط فطردوها.
توقف لبرهة يتذكر ما حدث والصدمة التي احتلت قلبه ليستطرد قائلًا: إنما أكتشف إنها كانت حامل ده كان أكبر صدمة فيك.
إنتحب ماجد قائلًا: الحمد لله ربنا أخد حقها مننا كلنا أبويا وأمي اتوفوا في حادثة وهما رايحين يجوزوني بنت الحسب والنسب.
ثم نظر إلى الخراطيم التي تخرج من أنحاء جسده ليردف بحسرة قائلًا: وأنا ما بين الحياة والموت.
صدم غزال وتلهف على ماجد قائلًا: البقاء لله يا ابني متقولش كده إن شاء الله تقوم بالسلامة وتربي بنتك.
فرحة زارت قلب ماجد رغم أنه يعلم أنها لم تتم أما غزال كان يتحدث وقلبه يفرط من الحزن قائلًا: أنت أكيد عارف انها عندي وأنا مش هعزها عليك يا ابني.
ابتسم ماجد بإمتنان قائلًا: ده العشم برضه يا عم غزال المهم عندي دلوقتي إني عايز أشوفك وأشوف صورة منها قبل ما أموت.
جحظ غزال بعينيه وتسائل فيما بينه عن ما أوصل ماجد إلى هذه الدرجة يكفيه صورة فقط منها، ليستمع إلى ماجد وهو يقول: أنا عارف إنه صعب تسافر بيها.
كاد غزال أن يخبره أنه سيأتي بها معه ولكنه انتبه لبهيرة التي تقف بوجوم أمامه تهز رأسها بالرفض أن يأخذها إلى أي مكان فتنهد قائلًا: أنت كمان متعرفش ان بهيرة أصلًا مش هتسبها ليا ولا لأي حد.
تنهد ماجد بإرتياح لوجود امرأة تحتوي طفلته ولكن دق ناقوس الخطر برأسه عندما استمع إلى كلمات غزال وهو يقول: دي بتخاف عليها من زيان وناصر اللي هما يعتبروا أخواتها في السجلات.
هز ماجد رأسه بحذر فهو يعلم كل هذا من ناصر ورد بتفهم قائلًا: كنت متأكد إنها مش هتهون عليك أنت بجد عملت فيها معروف كبير.
ثم تعالت شهقاته قائلًا بحسرة: مش فيها هي بس عملت اللي أهلي كان المفروض يعملوه الله يسامحهم.
تمتم غزال قائلًا: الله يرحمهم يا ابني ادعيلهم بالرحمة هما كان ليهم تفكيرهم المهم ابعتلي عنوان المستشفى اللي أنت فيها.
انفرجت أسارير ماجد لقبول غزال طلبه ليستطرد غزال قائلًا: وأنا هحاول أوصل عندك بكره.
أعطاه ماجد العنوان ورد عليه قائلًا: توصل بالسلامة أمانة عليك تصورها قبل ما تمشي علشان أشوف بقى شكلها ايه.
ليعتصر عيناه ويكمل قائلًا: يمكن تكون دي آخر صورة تشوفها عيني قبل ما أموت.
أغلق غزال الهاتف وقام بالتقاط بعض الصور لوردة ويا ليته أخذها معه لترى والدها من المؤكد أن ذاكرتها لم تكن لتحفر هذا المشهد ولكن كان يكفي ماجد أن تكون هي آخر ما شاهده عيناه قبل وفاته فحتى تلك الرؤية الأولى والأخيرة لها، حرم منها.
ذهب غزال إلى ماجد بالمشفى ودلف إليه في الحجرة المخصصة له بعد أن أخبره الطبيب أنه أصيب بنزيف في المخ وتم تحديد العملية ولكن ماجد كان مصرًا على مقابلة غزال قبل دخول العمليات ربت غزال على يد ماجد كمن يربت على ابنه ولما لا وهو الذي قام بتربيته ولكن يبدو أن فقدان أهله للنازع الأخلاقي جعله ينجرف نحو ملذاته كان بيده الجهاز الذي يوضع به حقن المحاليل لكنه لم ينشغل بها وانتبه جيدًا إلى صور وردة التي بهاتف غزال وضع أصابعه على ملامح وجهها يتأملها جيدًا.
ليغمض غزال عينيه بألم قائلًا: عارف يا ماجد أبوك الله يرحمه كان قاسي أوى قسى عليها وعليك ودلوقتي تفتكر في فرصة لتعويض القسوة دي؟
ابتسم ماجد ابتسامة مريرة وقال: معاك حق هو كان قاسي وأنا ظالم.
ثم استطرد وهو يتذكر أحداث هذا اليوم قائلًا: كان لازم أجي وراك وأخذها منك وأروح أدور على أمها و نتجوز وأشتغل وأنحت في الصخر علشان وردة.
ليختنق بعبراته فجأة عندما لمح طيفها يمر من أمامه وهي تلوح له يبدو أنها اشتاقت له وأنه آن موعد الرحيل حيث علم بإنتحارها ليلة أمس وهذا ما دفعه إلى عدم التركيز في قيادة السيارة ودفع به إلى الموت كأنه كان ينتقم من نفسه ومن والديه لأنهم المتسببين بموتها حيث علم أنها أنتظرت مختبئة خارج الحديقة وذهلت عندما وجدت غزال يخرج بها لتتأكد أن ابنتها ضاعت مثلها مشت في الطرقات وهي شاردة إلى أن اتخذت قرارها ووقفت أمام سيارة دفع رباعية لتدهسها كل هذا علمه ماجد من خلال فيديو أُرسِل له من رقم مجهول وكأن هذا الرقم يريد من هذه الرسالة أن يجعله ينساها ويتقبل الأمر الواقع ويواصل حياته وها هي جائت الآن لتمنعه من مواصلة حياته وتخطف كل شئ فيه.
عاد غزال إلى منزله بعد يوم كامل يشبه الشيخ الكبير في هيئته وحمله الهموم نظرت إليه بهيرة بقلق وسألته بتوجس قائلة: حمد الله على سلامتك يا غزال.
لم يشأ أن يجيب عليها فقد نفذت طاقته لتتكاثر الأسئلة على لسانها قائلة: ايه اتأخرت كده ليه هو كان لازم يعني تبات بره؟ أنت عمرك ما اتعودت على كده وبعدين أنت متبهدل كده ليه؟
نظر إليها بغيظ لأنها تتحدث أمامهم ليستهزأ زيان قائلًا: يا مرحب يا مرحب طب مش كنت تاخدني معاك نبلبط في مية شرم الشيخ أنا والواد ناصر.
ارتفع غيظ غزال من سخرية زيان ليزيد زيان من استهزائه قائلًا: وعلى الأقل كنا نتعرف على أبو السنيورة.
زفر غزال بحنق واستمر صمته ليسأله ناصر قائلًا: هو عرف منين إن البنت معاك، ومكانه فين الراجل الزبالة ده، وايه اللي صحى ضميره فجأة؟
تنهد غزال بتعب من كثرة الأسئلة وتلاحقها ليعقد ناصر ما بين حاجبيه قائلًا: وايه اللي خلاك تصدق انها بنته ما خوفتش يعني زي عادتك؟
كانت تلك هي الأسئلة التي كان يرفض غزال العودة إلى منزله بسببها ومع صمته المرير ابتسم زيان بسخرية قائلًا: بجد احنا كده عرفنا كل حاجة.
قطب غزال جبينه ليردف زيان قائلًا: أنت من ساعة ما جيت مفيش كلام ولا حلول للغز اللي ما صدقنا نخلص من صاحبته امتى بقى هتاخدها ترجعها؟
وضع غزال يده على رأسه بتعب وصرخ قائلًا: بسسسسس ايه مفيش رحمة مش شايفيني راجع هلكان من مشوار سفر؟
تفاجئ الجميع من صرخاته ليكمل قائلًا بغضب: وبعدين فهموني هي تعبتكم في ايه خمس سنين هااا؟ ده كله رزقها.
هز زيان رأسه بتصميم قائلًا: مش عايزينها مش طايقينها مش أختنا ولا عمرها هتكون أختنا وبعدين ايه بتتكلم في ايه تاني؟
نظر إليه غزال بإشمئزاز ليستطرد زيان بضيق قائلًا: مش روحت تشوف اللي رماها كنت خدها ليه.
رد غزال عليه بمرارة قائلًا: ايه هاخدها أدفنها معاه؟ ما خلاص مات واندفن مع الأسف مات قبل ما يعترف بيها في السجلات.
علامات الاندهاش والصدمة بدت على وجوههم عدا بهيرة التي تراقص قلبها نعم تراقص رغم أن الحديث عن الموت يشق قلبها ولكنها لا تريد من أحد أن يقاسمها في وردة وما أن رآهم غزال بتلك الحالة حتى ابتسم بنصر قائلًا: يعني نصيبها تفضل مربوطة بأساميكم.
وضع زيان يده على رأسه قائلًا: كمان! هتفضل مربوطة بينا العمر كله ليه احنا ذنبنا ايه؟ أنت فاكرنا ملائكة وطبعًا مصاريف مصاريف صح؟
هز غزال رأسه باصرار ليردف زيان بحسرة قائلًا: دي لما بتتعب بتجيبوا الدكتور لحد هنا.
نظر غزال إلى بهيرة وجدها مسرورة نعم ذكره لوفاة ماجد يدمي القلب ولكنها ارتاحت لأن وردة ستظل بأحضانها فابتسم غزال قائلًا لها: شكلك دعيتي من جوه قلبك يا بهيرة بصراحة وضعه كان يقطع القلب وكنت ناوى يقوم بالسلامة وأعطيها له.
شهقت بهيرة كأنها حقيقة أمامها ليستطرد غزال بحزن قائلًا: بس قدره بقى وعلى فكرة أبوها كتب لها شيك باسمي قبل وفاته بساعات وشاهد على ده محامي .
ثم استطرد وهو ينظر إلى أولاده باستهزاء قائلًا: يعني اطمنوا وردة من هنا ورايح هتعيش وتعيشنا كلنا بفلوسها.
اختفى الاختناق لدى ناصر وزيان عندما رأوا الشيك يلوح به غزال بالرغم أنه لم يظهره بالقرب من عيونهم حتى لا يروا اسم الأب كل هذا لا يهم بهيرة التي احتضنت وردة جيدًا وبعناية قائلة: أيوه دعيت من كل قلبي وردة تفضل معايا العمر كله.
هز غزال رأسه ليأس حيث أنه يوجهها مرارًا وتكرارًا ألا تدعوا على أحد لتهز رأسها تنفي ما يظنه قائلة: بس صدقني مدعيتش عليه ده كله تدبير ربنا يمكن لو كان أخدها مننا مكنش يعرف يعيشها زينا.
نظر إلى أولاده المتلهفين إلى الإمساك بالشيك ليحدثهم بخبث قائلًا: في حاجة هقولكم عليها طبعُا كلكم مفكرين ان الشيك هيتصرف وهجيب الفلوس بقى ونلعب بيها كلنا صح؟ لا يا حيلتها أنت وهو.
نهضت بهيرة واقترحت قائلة: ايه رأيك يا غزال تفتح بيه شركة مقاولات صغيرة.
هز غزال رأسه بتأييد الفكرة لتكمل حديثها قائلة: ابن مدير المستشفى اللي بتشتغل فيها كنت سمعته بيقول إنه نفسه يشتغل مهندس في شركة مقاولات.
ابتسم غزال قائلًا: تمام يا بهيرة أصرف بس الشيك و أكلمهم ولو خير أبدأ المشروع أنا أخد المقاولة وهو ينفذها.
صفقت بهيرة بيدها لينظر غزال إلى وردة ويلاعبها قائلًا: ورزقي ورزقه على الله ورزق وردة كمان.
بداية المشوار عزيمة ومنتصفه جهد أما النهاية، فتكون إما مبشرة أو مزعجة كل بدايتنا تتلخص في العزيمة الأولى هل توجد أم لا؟
التعثرات التي نجدها في البدايات ما هي إلا مواقف إما نكمل من بعدها أو نقف نتحسر عليها كل الأباء والأمهات يتمنون لأولادهم عيشة هنيئة ولكن وفقًا لقوانينهم منهم من يتخذ سلاح الأخلاق ركيزة، ومنهم من يتخطى هذا السلاح في سبيل تأمين سبل العيش المرفهة يخلفون ورائهم أبناء يضيعون تحت مسمى العشق ليعيشوا العشق بقسوته لأنه بدون توجيه لا يزرعون الحب بداخلهم مثل ما يفعل غيرهم ولكن الذين يزرعون الحب بداخل أبنائهم ويربونهم على القيم والمبادئ والأخلاق بعضهم يواجهون أفة كبيرة ألا وهي الفقر ترى ما هي الخطوة التي ستحدث بعد ما كتب ماجد أمواله لوردة لتعيش مع غزال وبهيرة وناصر وزيان؟ هل سيتغير ناصر وزيان أم سيظلون على حالتهم البغيضة؟
باك
أخذت ثومه تتبرم منذ لقاء والدة زوجها ومعايرتها لها أنه لولاها كانت قد باتت بالشوارع وأصبح طفلها لقيطًا مثل وردة عزمت أمرها على الذهاب إلى هارون شقيق نادين الذي كانت تعرفه قبل معرفتها بزيان كصديق تمنى كثيرا المساس والفتك بها ولكنها في كل مرة كانت ترفض وتخشى منه ولما علم برغبة زيان في الارتباط بشقيقته وضع ثومه في طريقهم للتفريق بينهم مقابل حفنة من المال بالرغم من علمه أنها مرفوضة من قبل غزال بدون ذكر أسباب ومع ذلك تحدثت ثومه مع زيان بدون إخباره أنه شقيق نادين أيضًا زيان يعلم أن لنادين شقيق ولكنها منفصلة عنه بعد طلاق والدتها من والدها واختيارها العيش مع والدها عرضت عليه فكرة تراقصت في مخيلتها وكان رد زيان كالآتي: تفتكرى يا ثومه أبويا ممكن يوافق عليه ولا هيعصلج ويقول لسه صغيرة؟
مصمصت ثومه شفتيها ليستطرد زيان قائلًا: وبعدين الراجل ده أهله كويسين يعني؟ أصل أبويا أكيد هيسأل عليه.
ابتسمت ثومه بخبث ولم تشأ أن تسرد له الحقيقة حتى يتسنى لها أن تعلم لما غزال لم يوافق على نادين ورفضها وبشدة حيث أن الشخص الذي تتحدث عنه ثومه هو هارون شقيق نادين فأردفت بكذب قائلة: اطمن ده أبوه وأمه أولاد ناس أوى وعايشين بره كمان هو بس اللي مش بتاع جواز بيحب يسرح بالبنات.
ثم غمزته بوقاحة قائلة: ووردة حلوة وهتعجبه.
لوى شفتيه بامتعاض قائلًا: لا بقولك ايه حوار حلوة وتعجبه ده ميأكلش معايا، ده لازم يتجوزها ويلحس مخها ويخليها تكتب له كل اللي تملكه.
وتابع بشر قائلًا: واحنا ناخد النص.
هزت ثومه رأسها متفهمة ولكن اعترض زيان قائلًا: لا نص ايه أحنا ناخده كله وهو كفاية عليه حلاوتها لما يزهق منها يطلقها.
ثم أردف بخبث قائلًا: مش بتقولي مش محتاج وبعدين لازم ناخد عليه ورقة الأول.
أطاعته ثومه وذهبت إلى هارون
رحب بها هارون قائلًا: يا مرحب يا مرحب ايه القمر ده يا ثومه؟
يا بنت اللذين هو الحمل مغيركيش لسه حلوة.
تعالت ضحكتها الرقيعه ليغمزها بوقاحة قائلًا: ايه أنتِ غيرتي رأيك ولا ايه مش بتحبي الحلال؟
رفعت ثومه كتفيها بغرور قائلة: كان نفسي الحلال ده يبقى معاك بس أنت اللي غاوى حرام مش عارفة واستفدت ايه ليلة واحدة مش كفاية ليك.
ثم ذكرته بما فعلته من أجله قائلة: أنا عملت اللي عليا زمان ونجحت إني أفرق بين زيان ونادين عليك أنت بقي ترد الجميل ايه رأيك في ألف ليلة وليلة؟
تعالت ضحكاته قائلًا: ألف ليلة وليلة! ليه أنتِ فاكراني هارون الرشيد يا ثومه ودي مين بقي الملكة اللي هتستحمل معايا ألف ليلة وليلة؟
نظرت له بتفاخر ليرمقها بازدراء قائلًا: أكيد مش أنتِ.
مطت ثومه شفتيها ليتابع حديثه قائلًا: أنتِ خلاص روحتى لصاحب نصيبك وأنا مليش في المستعمل أنا بحب الورق السوليفان.
ثم رفع أكتافه بلا مبالاه قائلًا: ومليش في الجواز المهم أنت جاية ليه؟
رفعت حاجبيها بغيظ قائلة: بس أنا جايلك في الحلال والحلال اللي جيباه المرة دي يستحق بت زى القمر وردة وهي وردة فعلا.
ليجحظ هارون بعينه وهي تستطرد قائلة: أخت جوزي زيان تقدر تقول مش أخته.
عقد ما بين حاجبيه ليستدرجها قائلًا: بس ازاي أخته ومش أخته ؟
وبعدين يا ثومه من امتى وأنت بتشتغلي خاطبة؟
ثم ضحك بسخرية قائلًا: ولما هي قمر يا ستي ليه مش متجوزة ولا اتخطبت لحد دلوقتي ليه؟
ابتسمت ثومه بسخرية قائلة: هقولك البت دي لاقاها حمايا في سلة الورد في الأتوبيس كانت لسه حتة لحمة حمرا.
تركزت كافة حواسه معها وهي تسرد بقيه حوارها قائلة: حمايا وحماتي أخدوها ربوها و بقوا يقطعوا من قوت جوزى وأخوه علشانها.
استهزأ قائلًا: مش حماكي ده عنده شركة مقاولات وجوزك وأخوه بيشتغلوا معاه.
هزت رأسها ليسألها قائلًا: ايه حكاية الجنايني دي أنتِ يا بت يا ثومه بتاخدي حبوب هلوسة؟
واستطرد بخبث قائلًا: ولا سي زيان بيسيقكي من اللي بيشرب منه وبعدين أنا مالى بالفيلم الهندي ده كله؟
زفرت ثومه بحنق ليتابع هو قائلًا: أنا اللي عليا لو محتاجة فلوس أجبلك غير كده مليش فيه وبعدين لا أهلي هيوافقوا عليها ولا عم غزال بتاعك ده؟
لوت شفتيها بامتعاض قائلة: مش عايزة فلوس.
اندهش لما تتلفظه لتمكر هي قائلة: رغم ان جايلك علشان تجبلي الفلوس لما تتجوز البت دي وتخليها تكتب لك كل حاجه باسمك أصل كل الهلومة دي بإسمها.
تحدث باستهجان قائلًا: ولما الهلومة دي باسمها جريتي اتجوزتيه ليه؟
اوعي تقوليلي إنك عملتي كده علشاني!
لوت شفتيها بضيق ليتابع هو قائلًا: أصل اللي زيك ميعرفش يعمل حاجة لله في لله، وبعدين ايه اللي يخليها تكتب لي وهي عارفة إن معايا وبعدين يا بنتي أبوها مش هيوافق.
ابتسمت بخبث قائلة: مشروع جديد تحط فلوسها على فلوسك وبعدين تطلقها وترميها بعد طبعًا ما تكون استمتعت بيها.
رفع حاجبيه باندهاش من تخطيطها يحاول أن يفهمها أن هذا دون جدوى ولكنه تفاجئ من السبب الثاني لطلبها عندما قالت: أنا أخد الفلوس منك بس مش مساعدة لا، حقي. حاجة كمان أنا نفسي تترفض علشان أفهم ايه سر رفض غزال لنادين أختك بنت الحسب والنسب.
ثم أخرجت من حقيبتها صورة لوردة والتي ما أن شاهدها تاه وشرد في ملامحها الجميلة وأخذ يفكر فيما قالته ثومه عنها ولكن تبقى السؤال هل سيطاوع ثومه فيما رسمته أم سيكون جيدًا ويغير من نفسه أم سيقلب الأوضاع ويطيح بالجميع في مقابل ما يسعي له، وترى من يكون ذلك الشخص البغيض الذي تحدثت معه ثومه وهل هو بغيض إلى هذا الحد معروف الكائنات مثله إذا أرادوا ثومه أو غيرها سيأخذونها مهما حدث.
وضعت الطعام على المائدة وأنتظرت وصوله من السفر حيث كان غزال في مأمورية تابعة لشركة المقاولات هذا أمر اعتادت عليه منذ سنوات ولكن هذه المرة خفق قلبها لعدة مرات متتالية فهي تعلم أنه ضعيف في القياده نظرًا لضعف نظره والسكر الذي أصابه منذ سنوات وهذا يقلقها أكثر عليه وفي غضون ساعة منذ لحظة اتصاله بها يعلمها أنه على وصول كانت في قمة قلقها وجائت وردة من الجامعة ولم تجده فقط وجدت نظرات القلق في أعين بهيرة لتتجه نحوها قائلة: اهدي يا ماما أنا هاتصل بيه ونطمن.
وبالفعل قامت وردة بمهاتفته ليرد عليها زيان والتي تفاجئت من وجوده مع والدها خاصة بعد إخبارها أنه تم طرد شقيقها من العمل أنتفضت وهو يتحدث لها باستهزاء قائلًا: أهلًا يا ست وردة طبعا مستغربة إني برد عليكي معلش ما أنتِ مسكينة برده ومش عارفة اللي فيها.
خشت وردة أن يكون أصاب والدها مكروه ليتابع زيان حديثه قائلًا: متعرفيش أن يوم ما الأب بيقول أه بيدور على رجالة.
هتفت وردة برعب وخوف قائلة: طب وماله أنت عارف يا زيان إن كل ده مش بيهمني أنا اللي يهمني دلوقتي بابا فين واتأخر ليه.
وتابعت يتعالى خوفها قائلة: اوعى تقول جرى له حاجة علشان خاطرى.
هنا شهقت بهيرة من الحوار ووضعت يدها على صدرها كانت تعلم أن هذا القلق خلفه شيء وبالفعل تعرض غزال لحادث سير وما كان عليه إلا أن يتصل بزيان خوفًا على بهيرة ووردة.
هرعت وردة إلى المستشفى بعد أن أخذت العنوان من زيان وما إن وصلت إلى غرفته حتى استوقفها زيان قائلًا: استني هنا رايحة فين؟ هي وكالة من غير بواب؟
ترجته وردة كثيرًا ليقترب منها بخبث قائلًا: لو خايفة عليه وعايزة تدخليله تدخلي تتوسطي لينا يرجعنا الشغل يا إما أنت حرة.
أزاحته وردة ودلفت تركض إلى غزال وتحتضنه ليربت على ظهرها بحنو قائلًا: متخافيش يا وردة يا حبيبتي أنتِ عارفه بقي أبوكي عضمة كبيرة والسكر خلاني مش مركز.
أخذت تقبله من رأسه وتحمد ربها أنه بخير ليردف بضحكة قائلًا: كله من مربي الورد بتاعت أمك أنا هجيب سواق للسفريات دي.
مسحت وردة دموعها وابتسمت بخفوت قائلة: سواق ايه يا بابا ده أنت عندك رجلين ما شاء الله عليهم وبعدين ملكش بركة إلا هما.
اندهش غزال من تلميحها خاصة عندما ترجته قائلة: رجعهم يا بابا الشغل أكيد اللي حصل المرة اللي فاتت غلطة مش مقصوده.
علم غزال أن زيان أثر على وردة لتتفوه بهذا الحديث فرد بإصرار قائلًا: ملكيش دعوة بالكلام ده يا وردة دي حاجة بيني وبين اخواتك سيبيني أربيهم.
تنهدت وردة بقلة حيلة ليشير غزال نحو الباب بضيق قائلًا: مش معنى إني اتصلت بالزفت اللي بره أبقى محتاجله.
هزت رأسها بتفهم ثم سألته بتوجس قائلة: عملت ايه مع البشمهندس ابن صاحب المستشفى؟
ثم تابعت بخزي قائلة: يا ترى قبل اعتذارك عن اللي عملوه فيه زيان وناصر ولا لسه معصلج يارب يكون قبله.
تنهد غزال بتعب قائلًا: قبله ومقبلوش.
عقدت وردة ما بين حاجبيها ليوضح لها غزال قائلًا: هو قالي سواء كان عملوا كده أو معملوش أنا كنت حابب أستقل بنفسي علشان أولادي بدأوا يكبروا ولازم يكون في شغل باسمي.
دلف في تلك اللحظة زيان وابتسم بشماتة قائلًا: متتصورش أنا فرحان قد ايه أهو ريح واستريح يا عم ده كان عينيه في الشركة.
نظر له غزال بغيظ ليكمل زيان قائلًا: وسبب شكلنا معاه أنه عايز يحسس الكل إنه الآمر الناهي.
زفرت وردة بحنق قائلة: طيب يا بابا شوف مهندس غيره أو هو يشوفلك أكيد معارفه كتير.
ثم تابعت قائلة: وبعدين أنت زمان كنت السبب في وقفته على رجليه دي ولا ايه؟
ابتسم غزال لذكاء وردة بعد وقوعه في الحيرة لتيسير أمور العمل ورد عليها قائلًا: تفتكري ممكن يرشحلي حد كويس طب يا ريت بس اعملي حسابك لو ده حصل أنتِ اللي هتباشري على شغل المهندس ده.
هزت رأسها بكل تأكيد قائلة: طبعًا وأهو فرصة أدرب في الشركة واحتمال أخليه يساعدني في مشروع التخرج.
و تابعت بسعادة قائلة: على فكرة يا بابا كله خير خير لينا وللمهندس الجديد.
تنهد غزال براحة ونظر بشماتة إلى زيان قائلًا: بإذن الله أنا متفائل خير يا وردتي يا وش الخير من يوم ما جيتي الدنيا.
تضايق زيان ليتابع غزال بشغف قائلًا: المهم بقى خليهم يكتبولي على خروج فات أمك قلباها مناحه.
نظرت وردة إلى عيني غزال برجاء أن يتحدث برفق مع زيان فزفر ثم ربت على كتفيه قائلًا: يلا يا ابني اسندني.
أنهضه زيان وتوجه إلى باب الغرفة وتبعتهم وردة وعادوا إلى البيت.
قام ناصر بإسناده معه إلى غرفة نومه و تبعتهم بهيرة وثومه التي هبطت من الدور العلوى للتو وليس من ذي قبل فهي لم تحاول مواساة والدة زوجها في قلقها على زوجها بل بالعكس تعالت ضحكتها بسماجة وهي تنظر إلى وردة بخبث قائلة: كل الوقت ده في المستشفى يا وردة ومعرفتيش توقعي دكتور حليوة زيك كده ايه عميوا عن الجمال ده كله؟
نظر الجميع إليها باشمئزاز حتى ناصر تضايق من أسلوبها بالرغم أنه كان استهزائًا بوردة التي لم يعترف بها يومًا كشقيقة أما عن زيان فقد قام بسحبها من ذراعها وصعد بها إلى شقتهم ليواليها بالأخبار والاتفاقات الجديدة بين وردة ووالده.
بعد دلوفهم للشقة الخاصة بهم وسرد زيان لما حدث ضربت ثومه على صدرها بغضب قائلة: يعني ايه يا زيان يعني كل اللي خططنا ليه طلع فشنك؟
هز زيان رأسه بضيق لتستطرد هي قائلة: أنت متعرفش أنا عملت ايه علشان المهندس ده يغور.
ولا النهارده خليت صاحب الاستراحة يزود السكر في الشاي علشان يتحوج ليك.
هز زيان رأسه بيأس لتجز ثومه على أسنانها قائلة: لاااا مش كل اللي رسمته يبوظ ويجيبوا مهندس تاني يكبر الشغل والبت دي تدوس المكان.
ثم تابعت بإصرار قائلة: وزي ما كل مرة عملتها نعملها تاني وتالت ورابع.
وإن وضع الأمر بين يديها لا تأمن مكرها تلك الأفعى التي لا يمر من بين يديها حسنًا بل يمر كل ما هو بغيض وكريه إنها سامة وليست ثومه إنها جرثومة مسمومة.
أنتفض زيان كمن لدغته عقربة بالرغم من بغضه لوردة إلا أنه وجد من ثومه إنسانة تخطط لقتل والده وخشي أن تدور به هو وشقيقه في يوم من الأيام فصرخ في وجهها قائلًا: ايه اللي بتقوليه ده يا ثومه يعني هتعملي ايه تاني ؟ مش كفايه خليتي العامل يزود السكر في كوباية الشاي.
ثم تابع وهو يجذبها من ذراعها يهتف بغضب قائلًا: هتعملي ايه تاني سيبيهم في حالهم بقى ده كويس اني كنت عامل حسابي أبقي قريب منه النهارده.
ابتسمت ثومه بخبث قائلة: متخافش أبوك ده على عيني وعلى راسي وأنا مش ناويه أذية حد المرة دي.
عقد ما بين حاجبيه لتجيبه على دهشته قائلة: بس بدل ما يكون المهندس الجديد من تبع المهندس القديم يبقى من تبعنا.
جحظ زيان بعينيه غير مستوعب لاقتراحها قائلًا: ازاي بقي يا فالحة وهو كلم بنفسه المهندس قدامي وقاله خلال أسبوع هيشوف ليه واحد كفء للموضوع ده.
ثم استطرد بسخرية قائلًا: هيبقى من تبعنا ازاي؟
لوت ثومه شفتيها بمكر قائلة: والله ملكش فيه بقى طالما بتستهين بقدراتي وخايف على أهلك مني. أهلك اللي مستعدين يبعوك علشان خاطر السنيورة.
و استطردت وهي تبتعد عنه قائلة: إنما أنا خايفة عليك.
اقترب منها محاولًا مداعبتها حتى تبوح له بمخططها فتخابث قائلًا: ليه كده بس يا ثومه بتفهميني غلط أنا مش قصدي حاجة أنا قصدي بس هما ملهمش ذنب.
سخرت منه ليستطرد بحقد قائلًا: البت لاحسة مخهم وكل أما توقعها تيجي حاجه تقومها.
زفرت ثومه باختناق قائلة: أنت هتقولي أنا لولا اني عايزة الفلوس كنت خليت اللي بالي بالك يضحك عليها ويرميها.
تابعت بمكر قائلة: بس ملحوقة أنا هخليه يبعت مهندس من تبعه.
تنهد زيان بسعادة قائلًا: طب ايه رأيك ما تخليه هو اللي يجي مهندس في الشركة.
توترت ثومه من اقتراحه خاصة عندما قال: ودي تبقى فرصة للتعارف ما بينهم وتقع البت في شباكه واحنا كده كده بعيد.
شردت ثومه في اقتراح زيان ولكن وجدته الأفضل لها في كل شئ لأنه لو أتي هارون سيفضح كل شئ و أهمهم هو علة رفض غزال لنادين ولكن باتت مسألة موافقة الطرف الأخر وحتى لو وافق من سيقتنع به وهو يمتلك من الشركات الكثير حتى وإن لم يقتنع يبعث أحد من عنده ليتم المراد ومن ثم تتم اتفاقيات بين الشركات.
بعد مرور أسبوع
التقت عيناه بعينيها ليتسمر أمامه من جمالها الفتان لتجد نفسها في موضع حرج حيث تناسي الأمر الذي جاء من أجله وأوقف الزمن من حوله بسببها لتشيح بوجهها إلى الجانب الأخر خاصة عندما أنتبهت لحديث والدتها وهي تقول: يا بنتي دخليني أنتِ واقفة متسمرة كده ليه؟ عايزة أقعد رجلي ورمت وأبوكي مشحططني وراه.
توترت وردة ومرت من جانبه وهو مازال متسمرًا من محياها لا يريد حتى إفساح الطريق لها لتعبر من أمامه دلفت وردة ووالدتها إلى غزال ومن ثم تم طرق باب غرفة المكتب لتتوتر وردة أكثر حيث كان إحساسها أنه هو وبالفعل كانت السكرتيرة تستأذن غزال وتعلن عن وجود شخص أتى مخصصا للعمل في شركة المقاولات لديهم بدأ خليل يعرف نفسه لديهم وقام بتقديم الملف الخاص به تناول غزال منه الملف بعدم اهتمام حيث أنه لا يشك فيه ومطمئن له لأنه من ترشيحات المهندس السابق. أعلمه غزال أن وردة ستتدرب تحت يديه لكي يلقنها كل أمور الهندسة حتى تكون درعًا قويًا في الشركة ابتهج خليل للأمر وحدثها وهو يختطف بعض النظرات إليها قائلًا: اتشرفت بمعرفتك يا أنسة وردة وإن شاء الله الشغل معايا يفيدك ويفيدني أنا كمان.
ثم وجه أنظاره إلى غزال يبتسم إليه بإمتنان قائلًا: متتصورش حضرتك أنا مبسوط قد ايه إن شركة زى دي فتحتلي المجال.
أومأت برأسها إيماءة خفيفة قائلة بابتسامة: أنا اللي بشكرك على سعه صدرك وتقبلك إن بنت صاحب الشركه تدرب على ايدك.
وتابعت برقة جعلته يشرد فيها قائلة: وأوعدك هكون عند حسن ظنك ومش هتعبك أبدًا.
نظرت إلسها بهيرة بخبث وتمنت شئ بداخلها ومزحت قائلة: حيث كده بقى أنت بقيت من العيلة يا ابني تاكل معانا عيش وملح.
ثم تابعت وهي تمصمص شفتيها بشفقة قائلة: أصل الحاج بعيد عنك عنده السكر، وجيباله الأكل بنفسي وأنا نفسي اتفتحتلك كأنك حد من أولادي.
أخفض خليل وجهه في الأرض مستعجبًا لتلك السيده التي دعته للغذاء بدون سابق معرفة أيعقل أنه يوجد أناس بهذا الشكل فخالته التي تعيش بالقرب منه لم تطلب منه يومًا أن يتناول الغذاء عندها بالرغم من معرفتها أنه يعيش وحده.
شعرت وردة أن صمته تعالي منه فلوت شفتيها بامتعاض قائلة: باين كده البشمهندس خليل شايفنا مش قد المقام.
ثم تابعت وهي تهز ساقيها بعصبية قائلة: معاه حق ازاي مهندس في مركزه هياكل في المكتب يا مامتي لا وأكل مسلوق كمان؟

تفاجئ خليل من ردها وشراستها الغير متوقعة حيث توقع طباعها الهادئة من خلال صفات والدتها ولكنه ابتسم ابتسامه خفيفة قائلًا: حضرتك بتقولي ايه؟ لا خالص أنا مش بتاع الكلام ده.
و تابع وهو ينظر إلى بهيرة بحب قائلًا: أنا بس استغربت كرم الست الوالدة وفرحت جدًا من جوه قلبي من زمان ملقتش حد حنين زيها.
قطبت بهيرة جبينها قائلة: ليه يا ابني أنت معندكش أهل أقصد أم يعني؟
يا لها تلك البهيرة التي تبهر الجميع بحنانها حيث أردفت قائلة: بص يا ابني زى ما قلتلك أنا اعتبرتك واحد من اولادي اعتبرني بدل والدتك.
ثم انعقد لسانها عندما هتف غزال بغضب قائلًا: بهيرة لمي الدور شوية وخفي احنا لسه بنتعرف على خليل.
ثم نظر إلى خليل بحرج قائلًا: متزعلش يا خليل أصل الحاجة بهيرة مندفعة في مشاعرها أوي أما وردة فأكيد متقصدش.
عضت بهيرة على شفتيها بلوم قائلة: حقك عليا يا ابني مقصدش والله بس زى ما قالك عمك غزال أنا حساسة أوي من ناحية اللي بحبهم.
وتابعت حديثها بسعادة قائلة: وأنا حبيتك ودخلت قلبي ربنا يوفقك.
ابتسم خليل ابتسامة خفيفة قائلًا: وأنا مينفعش أزعل من حد جميل زى حضرتك وعلى قكرة أنا والدى ووالدتي عايشين بس حاليًا هما بره مصر.
ثم نظر إلى وردة بخبث قائلًا: أنا أصريت أرجع علشان حابب أعتمد على نفسي وده من حسن حظي. .
بينما كان يتحدث إلى بهيرة استغل غزال الفرصة وراوده حب الاستطلاع لفتح ملف خليل ليحدق في اسمه مطولًا
(خليل إبراهيم الورداني )
ليندفع قائلًا: هو ده اسمك يعني أنت ابن المحامي إبراهيم الورداني صح والدك غني عن التعريف.
هز خليل رأسه بالإيجاب ليتابع غزال قائلًا: بس اللي أعرفه إنه في مصر ليه بتقول إنه سافر.
كاد أن يرد عليه لتقاطعهم بهيرة قائلة: أنا بقول نبطل كلام في الشغل ويلا بقي لأن وردة كان عندها محاضرات كتير ومفطرتش.
ثم زمت شفتيها تسعتطفه قائلة: وأنا كمان جوعت والأكل برد يلا يا غزال ميعاد الدوا.
نهضت وردة بنشاط غير ملحوظ وقامت بترتيب طاولة صغيرة وهي تهتف بحب قائلة: أكيد يا مامتي أنا بحضر أهو وهجهز حقنة الأنسولين لغزالو حبيبي علشان يعرف ياكل كويس.
ثم نظرت إلى والدها قائلة: يلا يا غزالو اغسل ايدك أنت والبشمهندس وتعالوا.
دلف غزال إلى المرحاض يتخبط بأفكاره المتصارعة يكاد أن يصرخ بغضب قائلًا أن خليل ابن المحامي الشاهد على ما حدث بينه وبين ماجد ومن المؤكد أنه مبعوث من قبل والده للتلاعب بوردة وأخذ نصيبها الذي كتبه ماجد لها بكامل قواه العقليه لأن المحامي كان رافضًا لإتمام كل ذلك.

منايا يا مليكتي🤣 (ورقي)😉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن