على قناة الأخبار على التلفاز :
عاجل ... جريمة قتلٍ تحدث في إحدى المناطق النائية ، حيث وُجدت جثة الفنان المعروف " سام آيكونيك " ممددةً أمام لوحة رسمٍ فارغةٍ بيضاء في منطقة بعيدة عن المدينة، لم نجد أية أدلة على القاتل ، والقضية الآن في ذمة التحقيق .أقفل " أندرسون " التلفاز ، وأخذ يتأمل في الكلام الذي سمعه ، نظرت إليه زوجته " ليز " وقالت :
_ أرجوك لا تُشغل نفسك بهذه القضية ، أنت في عطلةٍ الآن ....يجب أن ترتاح قليلاً ...
وكأنه لم يسمع كلامها وقال :
_ حققتُ قبل خمس سنوات في قضيةٍ مشابهة لها الى حد ما .....!!!
_ ما هي ؟
_ رجلٌ مقعد انتحر أمام لوحة فارغة بيضاء في منطقةٍ نائية ، لم نعرف عنه أي شي ، لم نجد له اسماً حتى ، هناك شي يكمن داخل هذه اللوحات الفارغة ....
يرن هاتف "أندرسون " من صديقه الضابط " آدم " :
_مرحبا " آدم "....
_بدون مقدمات ...وجدنا ابنة سام المفقودة ..!!!!!!!
_حقا ...!!!...أين هي الآن ...!!!!!!!
_إنها في القسم عندي .
_حسنا ... أنا آت ..
فَرِح " أندرسون " بعودة "إلينا "التي كان يبحث عنها ، قال لزوجته :
_"ليز " علي أن أذهب الآن ، أعذريني ..._(قالت مبتسمة)' ما بيدي حيلة أن أوقفك الآن .....لا عليك عزيزي ...( اقتربت لتقبّله على خده )...حسنا كنت سأخبرك أني سأذهب للمبيت عندي أمي بضعة أيام ، فهي متعبة قليلاً ..
_حسنا حبيبتي اذهبي ... أراكِ لاحقاً ....
وصل "أندرسون " للقسم ، ودخل لمكتب صديقه "آدم " ، ورأى الفتاة جالسة على الكرسي ، متزملة بغطاء يغطي جسدها ، تتأمل يديها ، وتتحسس شعرها ووجهها ، اقترب منه " آدم " وحادثه بصوتٍ خافت :
_رأيناها تمشي على طريقٍ بعيد عن المدينة كانت شبه عارية ترتدي قطعتين من القماش تغطي بهما جسدها، وعندما رأت سيارة الشرطة تقترب منها ، أخذت تركض هاربة ، أمسكوها وأتوا بها إلى هنا ...!!
اقترب منها " أندرسون " وعرض عليها كوباً من القهوة وردت بالموافقة
أتى بالقهوة وقدمها لها وسألها عن حالها فقالت :
_ روحي بخير ..... أفضل ما يكون ..(قالتها بابتسامة خفيفة)..
_(استغرب " اندرسون " من هذا الجواب )..... أسالك عن حالك ..!!!!!....حسنا ، الآن أخبريني ما الذي حصل لك طيلة الستة شهور الماضية ؟؟
_(أخذت "إلينا" تنظر يميناً ويساراً ورجفتها واضحة على كوب القهوة)....كنت أم ... لنُأجل هذا لوقت لاحق فأنا متعبة حقا ......
_(لم يرد " أندرسون " الضغط عليها )...حسنا ... كما تريدين...
ذهب " أندرسون " ل" آدم " وهمس في أذنه سائلا :
_ ألم تستنجد بأبيها ..؟؟؟! ... أو حتى تسأل عنه ...؟؟!
_ لا ، غريب أليس كذلك ؛ مع أنني شعرت أنها كانت تحبه جدا من حديثها معه وتصرفاتها عندما شاهدت مقابلتهما على التلفاز .
_ ربما هي الآن مشوسة ، فالتوتر يظهر عليها ، عليها أن تهدأ وترتاح بعدها سنعلم كل ما حصل ...
جلس " أندرسون " بجانب " إلينا " وقال لها :
_ ما رأيك أن تأتي معي لمنزلي وتقيمي معي ؟ عندما نحل كل مشاكلك وتشعرين أنك على ما يرام وقد استجمعت نفسك يمكنك الذهاب أين تشائين وتعيشين حياتك ...
( مع العلم أن الفتاة لا يتجاوز عمرها خمسة عشر عامة )ردت عليه :
_ حسنا ، موافقة ، شكرا لك .....
'استغرب من موافقتها السريعة '
عاد " أندرسون" لمنزله ومعه " إلينا " عاملها بكل لطف واحترام ، كان يقدم لها الأكل والشراب ، واشترى لها رداءا جديدا ، وفرّغ لها غرفة لتنام وتقيم فيها .
في ذات الليلة يستيقظ " أندرسون " من نومه ليذهب لدورة المياه ، وإذ به يسمع صوتاً خافتاً صادراً من غرفتها ... يقترب من الغرفة لتتوضح نبرة صوتها وهي تردد :
" الألوان المدموجة بالإكسير الأول جعلتني حيّة ..... والإكسير الثاني سيُنعِمني بالأبديّة "
(فقرة منفصلة) :
يبدو أن " سام " أنهى عمله ولكن أين هي الآن ؟؟ .... علي أن اجدها بأسرع وقت ممكن ، وإلا ستموت ، يجب أن أجدد إكسيرها .....