Chapter 2

1.8K 126 264
                                    










وجد وليام نفسه في غرفة انتظار نُزل السير دانكورث، كانت فسيحة و يَدْخُل إليها قدرٌ وفيرٌ من الضوء، و إمتلأت أركانها بكل ماهو نفيسٌ من تُحفٍ خزفية و لوحاتٍ زيتية، لتُضفي جواً من الفخامةِ لتصميم أثاثها البسيط.

تقدم ناحية أريكة مفروشة بقِماشٍ ذي نقوشٍ مُوردّة، قبل ان يُسلم قبعته و معطفه الى الفتاة الواقفة بقربه.

-سأعود في الحال بكوبٍ من الشاي، و ارجو ان لا يطول انتظارك قبل ان تصل سيدتي الى هنا.

إنحنت له بأدب، فإبتسم وهو يراها تغادرُ الغرفة بهدوء.

في غضون دقائق قليلة، كان يحملُ في يديه كوباً من الشاي الساخن برائحةٍ عِطرية منعشة،يرتشفُ منه على مَهلٍ وهو ينتظرُ وصول طالبته.

إن وجوده هنا، هو تلبيةٌ لمعروف طُلب من شقيقه الأكبر ألبرت، من قِبل مسؤول مرموقٍ في الجيش البريطاني -وهو مالكُ هذا البيت- للإشراف على تدريس إبنته لتكون مؤهلة لخوض إمتحان قبول إحدى المدارس الداخلية للفتيات.

على الرغم من إنشغاله بتجهيز رسالته العلمية ليغدو بروفيسوراً، فقد وافق وليام على تقديم خدماته من أجل توطيد علاقة ألبرت بسيد هذه العائلة، و أيضاً ليكون بمثابة تدريبٍ له على التدريس، فهو يطمحُ لأن يَمتَهِنهُ فور تخرجه.

بعد فترة وجيزة، فُتح بابُ غرفة الضيوف مجدداً لتندفع فتاةٌ يبدو عليها الإنفعال، و أخذت تلهثُ وهي ترمقه بعينين مذعورتين، ثم دخلت الفتاة التي سبق له و أن قابلها، وهي تنزلُ رأسها بخنوع. 

-ارجوك اعذرني على التأخير، وليام ساما! ان هذه الفتاة الخرقاء تأخرت كثيرا في إيقاظي!

هتفت الفتاة ذات الشعر الأشقر، و بدا واضحاً بأنها 'السيدة' التي تَعملُ إيمي كوصيفةٍ لها.

-ستنالُ جزاءها بالتأكيد! اوه ارجوك، تفضل معي إلى غرفة الدراسة، فقد تم تجهيزها بكل ما سنحتاجه.

وضع وليام إحدى يديه فوق صدره و احنى رأسهُ، قبل ان يُرَحب بها بشكلٍ لائق.

-لا داعيّ للقلق يا آنسة دانكورث، فلقد حظيتُ بإستراحة قصيرة كنتُ في حاجة إليها.

رأى كيف هدأت ثورة إنفعالها، و أرخت كتفيها.

-غلوريا، نادِني غلوريا.

-كما تشائين، آنسة غلوريا.

ظهرت إبتسامةُ زهوٍ على شفتيها، قبل ان تستدير ناحية الباب، و تلقي نظرة موبخة ناحية وصيفتها.

-فالتُحضري المُرطبات والشاي لغرفة الدراسة بعد نصف ساعة.

ثم سارت مبتعدة وهي تدعو وليام ليتبعها، و قد استرق النظر إلى إيمي وهو يعبرُ بجانبها، فلمح إبتسامتها الممتنة لما قاله ليهدأ من غضب سيدتها.





خَلاصٌ قِرمِزيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن