¹⁴

127 27 47
                                    

فَتحتُ عيناي لَيلًا، قَابلتُ مَكانًا غَريبًا، دقائق واستجمعتُ ذاكرتي لأستوعب أنها شقتي الجديدة، تَمللتُ أعلى مضجعي أتقلبُ بإعياءٍ، مَـا الذي حدث؟

لاحظتُ وجود ليزي نائمةً أعلى كُرسي مُقابل لِي، أكانت هُنا لأجلي؟

وَقفتُ أنكزُ كتفها بخفة هامسةً باسمها لتستفيقَ قَلقة :«أنتِ بخير؟ » اومأتُ باسمة لتتنهد هي في ارتياحٍ وأقول :«مَـا الذي حَدث؟ »

«كنا بالحفل وفجأة كُنتِ مع ألفي وأغمَ عليكِ، لِذا أتيتُ بِكِ إلى هُنا. » رَمزتُ برأسي أرجع للسرير نَاظرة لملابسي التي بدلتها لي :«أشكرك ليز، كان هذا..لُطافًا منكِ. »

«قَد أكون سَاقطة فِي نَظرك لَكنني رَحيمة بِحالك. » أدرتُ عيناي أتهكم :«انظروا مَن يَبدأ بتعكير صَفو الأمسيات، على أي حال كيفَ جَرى الأمر؟ » تسألت لتوجه ناظريها لي.

«ألفي؟ لَم يَسمح لِي بالأقتراب إليه بَتاتًا، الأمر لَم يَفلح. » أومأتُ مُتصنعة العبوس أتكئُ على ساعداي قائلة :«لا بأس ليزي، أتومي سيستاء حيال هذا؟ » تَمتمت شاردة بملامحها المُشوشة فأومأت :«هو لا يُحب أن تُفسد خِططه اللعينة، في حال لَم تَنجح لَم أُقاضى أجري. »

«لَكنه فَعل مَعي، ألفي..قَد أعجبته ورُبما أستغل الأمر في صَالحنا. » كَم صِيغة الجَمع كَاذبة.

«أحقًا، لَكن كَيفَ لِصالحنا؟ » هَـا نَحنُ ذَا.

«أخبري تومي أن الأمَر نَجح، وأنا مَن سَينقل لَه المعلومات بواسطتك، الأمر بسيط! » رَفعتُ كتفاي وقَطبت هي جاجباها مُتفكرة لأعاود الهَمس بإذنها :«سُيقاضيكِ تومي الكَثير خَلف خدمات ألفي التِي سأفعلها أنا بدلًا عَنك. »

«لَكن أخبريني مادي، مَـا الذي يُجبرك لِفعل هذا، لِما تَهتمينَ لِمُقاضاتي، ولِمَا لا تَترُكيه يَفشل بِخطته. »

«آهٍ، يَا عزيزتي ليزي القلوب ومَـا تُريد أن تَفعل. » إلهي أريد غَسل لساني بِمعقماتٍ أو قَطعه بَعد قولي لهذا.

«أتحبينَ تومي؟ » ملامحها المَصدومة ونَبرتها المُشوشة أجبرتني عَلى الصَمت، لا أريد أن أورط نفسي بِما هو أكثر، لِذا اتزمتُ الصَمتَ وأرتحت هي ظهرها لِلخلف، نَاظرة لِلفراغ بِشرودٍ تُعيدُ الهَمس :«ليسَ الشَخص المُناسب للحُب، تعلمين هو..مُظلم. »أخبرتني لأنتصب في جلستي انظر لها :«أتفعلينَ أنتِ. » صَمتت ليزي تُشعل أحد سجائرها لأعلم أن الإجابة هي 'نعم'.

«بَعد كُل مَـا يَفعله تومي، نبرته الجَافية وكلامه القَاسي، مُعاملته المَملوءة بِالغِلظة يَستطيع إيقاع النسَاء له. » تَهكمت لابتسم مُتألمة لأمرها، ليرحمها الرَب تومي لا يُحب ولا يُمكن أن يفعل، كل ما يُهمه هو الهَيمنة والمَصالح لا أكثر، فور تُصبح ليزي غير مُجدية لَه يستخلص منها، كما سيفعل مَعي أيضًا.

فِي مُنتصـفْ شِتـاء قَـارص. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن