-المَشاعـر.
يَقترب منها بِرَوية حَتى يُقبلها وتَبتعد تُدير وجهها للناحية الأخرى بِتَمَلُلٍ قَائلة :«تعبانة يا حبيبي مش قادرة. » تَنهدَ هو بِقلة حيلة يَعبس وسُرعان يَرسم عَلى مَحايه بَسمة صغيرة هامسًا :«يومك كان عامل ازاي؟ » نَظرت ما بينه وما بين حاسوبها النَقال مُتهكمة :«غريبة! كان يومي كويس، كان عندي مقابلة مع الـ HR وناس كانت بتقدم سيڤيهات للشُغل، وبنعمل دراسة جدوى لمشروع تاني، وطبعًا مش هتفهم الكلام ده عشان أنتَ دبلوم صنايع، بس عادي اعيش وافهمك. » حروفها الأخيرة كانت أمرق مِن السِهام ووقعها عَلى أذانه كَانَ مُرًا، لكنه بالنهاية تَصنع الإبتسام مُجددًا.
«يارب يا حبيبتي يتكون احوالك كلها كويسة. » مَررت لَه أحد الإبتسامات المُزيفة قَبل أن تُردد وراءه 'يَـارب'
كان أملًا أن تسأله عَن يومه، عَن كيف يَشعر، كيفَ كان مُتعطشًا ومُشتاقًا لِلمسة بسيطة منها وكَلمة عَذبة تَشفي ظَمأ قَلبه، لكنها أتخذت الصَمتَ أنسيًا مُتفرسة بعملها وأوراقه بِعكسه هو حاول بِشتى الطُرق فَتح حوار معها.
«نيا، أنا عاوز بيبي. » ألقت لَه نَظرة خَاطفة قَبل أن تَتحدث بِنبرة جافية :«ومين اللي هيجبلك البيبي ده يَا حبيبي. »
«يَعني ايه مين، أنا وأنتِ. » تَعجبَ مِن نبرتها الغَربية مُلقيًا عليها نظرات مُندهشة فأنبأته :«هو ده مش جسمي، أقصد مش أنا اللي هشيله فبطني وهتخن وجسمي هيبوظ مش أنا اللي ههتم بيه بقا وأسيب شغلي ومين يصرف علينا؟ وأرضع بقى وأربي وأهتم نفسيًا وجسديًا بيه، الموضوع مش سهل. »
«لو على جسمك فهي فترة مع التدريب وهيرجع أحسن من الأول، الشغل وهشتغل معاكِ وهنصرف عليه، هنربيه سوا وهيكون كله بخير. »
«مش موافقة، الموضوع صعب وأنا مش مستعدة. » اومئ بهدوءٍ لأنه يَعرف نهاية الأمر ستنتهي بجدالٍ أصعب هم فِي غِنى عَنه.
«طيب أنا عاوز اشتغل. » لَم تُلقي بالًا لكلامه لكنها سَايرته مُتهكمة :«وهتشتغل ايه بالدبلوم؟ ومين هيقبل بيك فالشغل، مش كل فترة هفكرك اني لما اتجوزك اتجوزك عشان أمي فرضت عليا، وأنت اخترتني وصارحتك بالموضوع، قولت بلاش شغل، قولت ماشي، قولتلك هتقعد فالبيت قولت ماشي ولما أقول على أي حاجة لا كنت بتقول ماشي، ايه اللي اتغير دلوقت؟ » صَمت لحديثها الحَاد قَبل أن تُلقي لَه أحد الكلمات اللامُبالية :«على أي حال عاوز تشتغل اشتغل، إن لقيت شغل. »
«طيب هخرج أنا ومرڤت بكرة. »
«مرڤت جارتنا آه وماله أخرج معاها. »
«يعني مش متضايقة؟ » نَفت برأسها ليُكمل :«أنتِ ليه مش بتغيري عليا؟ ليه مش مهتمة؟ »
«وأغير ليه، أنا واحدة واثقة من نفسي وامكانياتي كويس جدًا، وبعدين أنتَ هتعمل ايه؟ ولا مرڤت هتبصلك على ايه. »
«حقيقي العيشة معاك بقيت لا تُطاق. » نَفثَ الهواء بقوة لتنظر لها تَخلع نظراتها :«أنا تعبانة وعاوز انام. » نَظرَ لها بعدم تصديق فور أطفأت الأنوار تَغُط في نوم عَميق، احتاج الإهتمام واحتاج الحُب والتقدير الذي يَومًا لَم تُعطيه لَها.
خَرجَ مِن الغُرفة ينام أعلى أريكته بَاكيًا كَكُل لَيلة مُتسائلًا لِمَا انتهى به الحَال بإيدي الجِنس الناعم.
![](https://img.wattpad.com/cover/265470842-288-k996878.jpg)