-المَنزل.
تَفتح سَارة باب مَنزلها مُتسلِلة كاللُصوص والسَارقين، السَاعة تَخطت الخَامسة فَجرًا وهِي مازلت مَع صديقاتها تَسهر حَتى طلوع الفَجر.
أُضيئت غُرفة الجلوس لِتَعرض عَن والدها القَابع أمامها مَع ملامح مُتجهمة.
«إيه يا ميدو خَضيتني مش كده!» قالت تَذهب لِلجلوس بجانبه فَعاتبها قائلًا :«اتأخرتي ليه يا هانم، مش عارفة السَاعة كام؟ النَاس تقول عليكِ إيه؟»
«هيقولوا إيه يعني يا بابا أنا بنت ومحدش له حاجة عندي، الدور والباقي على ابنك اللي فضل برة لحد الساعة تسعة مع أصحابه بيضحكوا فالشارع بصوت عالي، أفرض حد عاكسهم كان هيبقى منظري إيه وأنا وأنت وماما؟»
«يعني إيه البنت زي الولد.» قال الأب بسخطٍ لتُدير عينيها هي قائلة ببرودٍ مُنقطع النظير :«بس محدش هيتكلم على البنت لو اتأخرت، لكن الولد! تقدر تقولي مين هتتقدمله عروسة ازاي لو عرفت مواعيده السواريه دي!»
«إيه في إيه صوتكوا عالي ليه؟» تَدخلت الأم في الحديث حَانقة تَقتحم غُرفة الجلوس لتُجيبها سارة :«بابا يا ستي متضايق عشان اتأخرت. »
«طيب وفيها إيه ما كُل البنات اللي في سنها بيعملوا كده ويعيشوا شبابهم.» دَافعت الأم أيضًا ليتحدث الواد مَع أعين يتطاير منها الشرار :«طيب والولد الغلبان اللي بتضحك عليه ده وبتعشمه فالجواز؟ حتى ده هتقولي كل البنات في سنها بيعملوا كده؟ »
«ايوه وفيها إيه يعني، بعدين هو اللي كلمها ووافق يعمل كده من البداية، لو كان محترم وغلبان زي ما بتقول مكانش عمل كده.» أجابت السَيدة تُدخن أحد سجائرها.
«انتو حقيقي مش طبيعين، الغلط غلط والصحة صح للبنت أو للولد، يعني لو حد جه اتقدم لأخوكِ الغلبان ده وعرف انك بتكلمي ولاد غيره هيقولو ايه؟ »
أرتسمَ على ثغر سارة بسمة سَاخرة قبل أن تُجيب :«طب مهما متقدمين لأخويا مالهم بيا؟ »
«سيبك مِن أبوكي راجل كبير وخرف، روحي نامي وراكِ جامعة ولازم توصلي اخوكِ فطريقك. »
«هوصله أنا.» قال الأب فجأة فنظروا كليهما لَه مُتهكمين وقالت السَيدة :«وأنتَ تروح ليه مفيش ستات فالبيت ولا إيه؟»
«طيب هخرج أجيب حاجات البيت؟» قال الوالد لتنفي السيدة قائلة :«هجيب أنا كُل حاجة.»
«طب هزور خالد صاحبي.» تَذمرَ لتنفي مُجددًا قائلة :«لا يجيلك هو البيت من امتى وإحنا عندنا رجالة بتطلع برة البيت..قال بزوه قال.» ضحكت السيدة تدخل غُرفتها مُجددًا تتبعها سارة إلى الغِرفة المُقابلة.
ويَجلس هو 'مَكسور الجناح' مسلوب الإرادة وحتى حَق الكلمة والتنفس يتسأل متى تنتهي سُلطة الجنس الناعم؟
