ثمة روح مختلفة تعيش بعيدة عن كل الارواح الاخرى الملوثة حفاظآ على نقائها و بياض قلبها .. ماذا لو صادفت في يوم ما روح معتمة و مظللة تحاول الاقتراب منها !؟ هل ستسمح لها بتعكير صفو مائها ام تفتح لها الطريق للتحليق في عالم خاص بهما هما الاثنان فقط .. عال...
هل سمعتم بمقولة ان الشمس حين تغيب تشرق مكانها الف شمس ، و ان الغيم الذي يتراكم يمطر في النهاية ، و الليل الذي يطفئ السماء تضيئه الشمس ، و الجليد الذي يصلب البحر يذوب في النهاية ، و الاشجار الذابلة تخضر في الربيع ، هذه هي الحياة عبارة عن تضاد ، كل شيء له نظيره ، الخير و الشر ، الفرح و الحزن ، الحياة و الموت . لن يكون عمرك كله ربيعآ ، ستتناوب عليك الفصول الاربعة ، تلفحك الحرارة ، تتجمد في صقيع الوحدة ، تتساقط احلامك اليابسة لكن حياتك ستزهر من جديد ..
خلق الله التوازن في الارض ليجعل منها مكانآ للعيش و الاستقرار ، بعيدآ عن فلسفة الحياة و سر الوجود قضت انجير ليلتها تفكر في كل هذه الاسرار الكونية و كيف ابدع الخالق في جعل الطبيعة مكانآ هادئ و جميل بعيدا عن فوضى الناس و المصانع و الجشع والطمع للبشر .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
اوقف تأملاتها صوت نقر الباب ، هناك احد قادم ، هل يعقل ان يزن جاء مرة اخرى لكن يفترض انه رحل الان الى مدينته من تراه يكون .. ؟؟ سألت قبل ان تفتح الباب " من هناك ؟"
لم يجب احد ، تملكها الخوف و القلق نظرت من ثقب الباب لتشهق بفزع و هي ترى رجلآ ملثمآ يرتدي قناع الثور و على رأسه قرون ويحمل بيده فأسآ ، عندما تأخرت اصبح يطرق بعنف يكاد يحطم الباب دون ان يتحدث ، من حسن حظها انها تقفلها بسلاسل حديدية لكانت في خبر كان .
اسرعت بإحضار الاريكة و اي شيء ثقيل لتضعه خلف الباب و تحمي نفسها مؤقتآ ، الطرق بدأ يهز جدران المنزل ، ارتعشت من الهول و الرعب الشديد و انقبض قلبها فهذه المرة الاولى التي تواجه خطرآ كهذا ، اعتادت على مواجهة الحيوانات المفترسة حين تذهب الى الغابة و لكن ليس في منزلها فقد عاشت بأمان و لم يسبق لها إن تعرضت لتهديد بشري كهذا..!!
اخذت كل ما تحتاجه و نزلت الى القبو السفلي لتغلقه و تقبع في الظلام ، سمعت صوت الحشرات و الجرذان و كان الوضع في الاسفل ارعب بكثير ، قامت بترديد الايات و كل ماتحفظه من سور قرآنية لتحفظها من كل شر محدق بها ، سمعت صوت حطام في الاعلى و شهقت بفزع و هي تضع يدها على فمها وتحبس انفاسها يبدو انه كسر الباب اللعنة ماذا ستفعل ؟؟؟
تنفست بشكل محموم لتعجز عن التفكير بإي حل سريع سينقذها من هذه الورطة ، خاصة بعد إن سمعت خطواته و هو يحطم كل شيء و يقترب من القبو ، ليس بيدها شيء تفعله سوى الدعاء بصمت و انتظار معجزة لتنقذها ثم تذكرت فجأة رسالة يزن " اتصلي بي ان واجهتكِ اي مشكلة "
