٣٦٠ يوم من العزلة || 360 days of isolation

Part 4 : You are my home ‏༯

كانت مجنونة متمردة ذات مزاج مفرط و سجنها الحقيقي داخل ذهنها ففي الذهن يكون العقل مسجون او حُر.

- أفونسو كروش

سماء مزينة بمصابيح تضيء ظلمة الليل ، نسمات قوية و باردة تهب محملة برائحة نهاية الشتاء ، الساعة الان العاشرة و اربع دقائق انتهت انجير من تنظيف البيت من الحطام و الاغراض المبعثرة الذي تسبب بها الرجل المجنون الذي اقتحم المنزل ..

شعرت بالارتياح اخيرا اصبح المكان نظيفآ و اعادت كل شيء الى مكانه ، شعرت بالجوع بعد هذا اليوم المرهق ، فإستدارت الى يزن لتسأله عما اذا كان يريد ان تطهو له شيء ما ..

لتتفاجئ و هي تراه متجهآ نحو الخارج فأوضح قائلا حين لاحظ نظراتها المرتابة " سأذهب لاحضار بعض الحاجيات من منزلي و اعود لن اتأخر " حاولت الحفاظ على رباطة جأشها و اومأت له ليرحل ..

شعرت ببعض الخوف من بقائها لوحدها و تذكرت ماحصل هذا اليوم لتنفض عن ذهنها هذه الافكار و اتجهت نحو الحقل لتطعم الحيوانات و بعدها ذهبت الى المطبخ لتشغل نفسها بإعداد الطعام ، قامت بتشغيل الموسيقى في هاتفها لتصنع جوآ لطيفآ و تبعد عنها هذا القلق ، و بدأت بتقطيع الخضار واعداد الحساء ، و هي تقول في داخلها سأقوم بإعداد شيء خفيف فالساعة الان متأخرة و لا يجب ان نأكل شيء ثقيل على المعدة ..

مرت ربع ساعة و انتهت من صنع العشاء لتضعه على الطاولة ، راقبت الوقت كلما يزداد تشعر بالتوتر اكثر !! لماذا تأخر هل يعقل انه خدعني و لا يريد البقاء معي ! او ظهر في الغابة دب عملاق و قام بأكله هههه !!

الافكار المريبة بدأت تنهال عليها و لم تصبر فأخذت هاتفها لتتصل به فأجاب بأنه في الطريق و سيصل بعد قليل .. اخبرته ان يعجل في سيره فالطعام سيبرد و انهت المكالمة ..
عندما وصل فتحت له الباب لتجده يحمل حقيبة معه اعتقد انه اخذ بعض الملابس للنوم و فرشاة اسنان ..

نظر الى الطاولة ليصدم و هو يعلق بخيبة امل " لاااا لا احب حساء الفطر " تحدثت اليه بأمر مازحة" اخرس و تناول بصمت لمن تعبت و اعددت كل هذا "