٣

1 1 0
                                    

قصة الذئب مع يوسف
ذئب يوسف بن يعقوب .... أو الذئب المتهم ظلماً بأكل نبى الله يوسف عليه السلام ... ولكن صدقونى ، فهذا الاتهام الباطل لا أساس له من الصحة ، ويكفينى شرفاً أن براءتى من أكل بن يعقوب قد نزلت فى قرآن كريم يتلى على الناس ليل نهار .. وهل هناك شرف أفضل من هذا ؟!...

ولكن ما هى قصتى ، ولماذا اتهمنى إخوة يوسف ظلماً بأنى أكلت أخاهم ... دعونى احك لكم القصة من البداية للنهاية .... كان نبى الله يعقوب عليه السلام متزوجاً من زوجة أولى أنجبت له عشرة من الأبناء .. ثم تزوج من زوجة ثانية أنجبت له اثنين من الأبناء ، هما يوسف وأخوه ... فكانا أصغر الأبناء...

وكان أبناء يعقوب العشرة لا يحبون يوسف وأخاه ، بسبب قربهما من أبيهما ... وبسبب حب يعقوب ليوسف وأخيه ، قرر إخوة يوسف العشرة أن يتخلصوا من يوسف حتى يستحوذوا على حب أبيهم لهم وحدهم .. اجتمع إخوة يوسف العشرة ، وأخذوا يتناقشون ويخططون للتخلص من يوسف . قال أحدهم : اقتلوا يوسف ، حتى نستأثر بحب أبينا لنا ... وقال آخر : نلقه فى أرض بعيدة ونتركه للذئاب والوحوش تأكله ... واعترض ثالث قائلاً : لا تقتلوا يوسف ، ولكن ألقوه فى بئر او جب ، فقد يسمع صراخه بعض القوافل التجارية او المارة بجوار البئر، فيأخذونة ويبيعونه بعيداً ، وبذلك نتخلص منه إلى الأبد ...

وسأل أحدهم : ولكن ماذا نقول لأبينا إذا سألنا عن يوسف ؟ فأجابه آخر : نقول له إن يوسف قد تاه منا . وقال آخر : نقول له إن الذئب قد أكله ... وهكذا دبر إخوة يوسف أمر التخلص منه . وفى اليوم التالى ، وهم فى طريقهم للخروج إلى المرعى لرعى إبلهم ومواشيهم توجهوا إلى أبيهم وكان يوسف يلعب قريباً منه ، وقالوا له : نريد منك أن تسمح لنا بأخذ يوسف معنا إلى المرعى ، ليلعب هناك ويمرح ...

نظر يعقوب إلى أبنائه ، وقال لهم : إنى أخاف أن يأكله الذئب وأنتم غافلون عنه برعى المواشى .... فرد أحدهم بقوله : لا تخف عليه .... سنحرسه طوال الوقت ، ولن يغيب عن أعيننا لحظة واحدة . وقال آخر : كيف نغفل عنه ونتركه ليأكله الذئب ، ونحن كثيرون ؟ لن يحدث هذا يا أبى ... وهكذا ظلوا يقنعون أباهم ، حتى سمح لهم بإصطحاب يوسف معهم وهناك فى المرعى البعيد فى جوف الصحراء ، بدأ إخوة يوسف تنفيذ خطتهم ... عصبوا عينى يوسف ... ثم نزعوا عنه قميصه ... ثم ألقوا به فى البئر ... وهكذا تخلصوا منه ...ثم ذبحوا أحد الخراف ، ولطخوا قميص يوسف بدم الخروف ، ثم حملوه وعادوا إلى أبيهم فى المساء يتصنعون البكاء ...

وعندما رآهم يعقوب سألهم : أين أخوكم يوسف...؟ فقال إخوة يوسف وهم يمثلون البكاء : لقد غافلنا الذئب وأكله ... وهكذا اطفال اتهمنى إخوة يوسف كذباً وظلماً ، وأنا لم آكل يوسف ، ولم أمسسه بسوء ... نظر يعقوب إلى قميص يوسف ، وعرف أن أبناءه يكذبون عليه ... إذ كيف يأكل الذئب يوسف ولا يمزق قميصه ؟!... هكذا لاحظ الأب بحكمته وبصيرته... وهكذا برأنى الأب من دم ابنه ... ونظر الأب إلى أبنائه بحزن قائلاً لهم : " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ " أما يوسف فقد عثرت عليه قافلة تجارية كانت فى طريقها إلى مصر ، فأخرجه أحدهم من قلب البئر بعد أن سمع صراخه ، ثم أخذه معه ، وباعه هناك لحاكم مصر .... فعاش وصار بعد ذلك نبياً ....

قصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن