الفصل السابع من رواية " تزوجت منتقبة "
اتصدمت أول ما شفت أحمد وقع وأغمى عليه جريت عليه كان فاقد وعيه بس ايده في جيبه وماسك حقنة الأنسولين عطيته الحقنة وناديت على أخوه وجه هو سنده معايا لحد ما وصل أوضته
رحت طلعت فوق جبت الأجهزة من البيت عشان أكشف عليه وأقيس ليه السكر وأشوف ضغطه بس لقيتهم جابوا دكتور هو أنا مش دكتوره ولا ايه على فكرة أنا خلصت سنوات الكلية بس أنا معيدة فيها
المهم الدكتور قال إنه كويس لحقته بحقنة الأنسولين وإلا كان زمانه دخل في غيبوبة دموعي نزلت غصب عني لما تخيلت أحمد في غيبوبة كان ده هيكون أصعب شئ عشته في حياتي الحمد لله يارب
أحمد بعد ما مشي الدكتور كان كلهم متجمعين حواليه أنا بس اللي كنت واقفة بعيد ببكي في صمت وبعدين فاق فضلوا يتكلموا معاه يسألوا إذا كان كويس وهو يضحك ويقول إنه تمام وبعدين شافني واقفة بعيد
أحمد باستغراب : فاطمة أنت واقفة بعيدة ليه ؟ تعالي اقعدي هنا جنبي ؟
فاطمة وهى متوترة : أنا هروح أجهز ليك الأكل ولو سمحت يا محمد ممكن تشتري الدواء ده الدكتور قال لازم يتاخد قبل الأكل
محمد : حاضر وأخذ الروشته يشتري الدواء
رحت جبت الأكل ومحمد كان جاب الدواء ودخلت وعطيته الدواء وهما لسه هنا بعد كده لقيت أحمد بيقول بصوت عالي : ماما روحوا افطروا أنا بقيت تمام
إيمان : لا مش هسيبك لوحدك يا ابني أنا قاعدة معاك
نظر أحمد لفاطمة : ماما أنا مش لوحدي أنا معايا فاطمة هى تهتم بيا
إيمان : خلاص يا لا نطلع احنا نفطر وانتي يا فاطمة خلي بالك من أحمد أنا معتمدة عليكي
فاطمة بلامبالاة : حاضرة
مدت فاطمة طبق الأكل لأحمد بس هو بدل ما يمسكه مسك ايديها
أحمد بقلق : فاطمة انتي كويسة ؟ مالك ساكته ليه ؟
فاطمة بحزن عميق : أنا زعلانه منك ومش عايزة أتكلم معاك كل وأنت ساكت
أحمد بلطف : القمر زعلان مني ليه ؟
فاطمة ببكاء : أنت ليه مقولتش ليا إنك عندك السكر ؟ ليه أنت مهمل كده ؟ تخيل لو كنت ملحقتش اديك حقنة الأنسولين كنت زمانك دخلت في غيبوبة أنت واحد أناني ومهمل
أحمد مسح دموعها : خلاص كفاية عياط أنا آسف عشان مقولتش ليكي ممكن تهدي ؟
فاطمة وما زالت تبكي : متقوليش اهدى قول ليه مقولتش من البداية إن عندك السكر ؟ ليه أنت مهمل كده ؟ لو كنت دخلت في غيبوبة أنا كان مصيري ايه ؟ حياتك مش ملكك لوحدك يا أحمد
أحمد أمسك برأسها وقال : فطوم مش بحب جو الدراما ده غيبوبة ايه قولي الحمد لله ده ستر ربنا وبعدين مجتش فرصة أقولك مرض السكر اتولدت بي وارثه عن أمي فعشان كده يمكن نسيت أقولك اهدي بقا واضحكي بحب أشوف ابتسامتك
مسح دموعها واتكلم بسخرية : فاطمة نزلت دموعها لا وعشان مين عشان خاطري أنا ده كده نعمل فرح
فاطمة باستهزاء : خلاص بقا أنا غلطانه إن أنا قلقت وخفت عليك يحصل ليك حاجة وكانت هتقوم بس أحمد مسكها من ايديها
فاطمة ببرود : نعم
احتضنها أحمد وقال : آسف عشان خليتك تخافي وتقلقي عليا وشكراً عشان أنقذتي حياتي
فاطمة بضيق : ممكن تبعد ؟
بعد عنها وشاف ملامح وشها ضحك وقال : رجعنا لملامح البرود تاني
فاطمة مدت ليه الطبق : كل يلا عشان الدواء
أحمد بطفولية : لا أكليني انتي يا إما مش هاكل
فاطمة بنبرة شبه غاضبة : أحمد بطل تصرفات الأطفال دي
أحمد بضحك : بصي هما كل المرضى كده بيتصرفوا زى الأطفال كنتي تعالي شوفي نفسك ف أكليني عشان أستر عليكي
فاطمة غرفت المعلقة وقالت بابتسامة لطيفة : يلا كل يا طفل
أحمد فضل ياكل وهو مبسوط عشان بيستفز فاطمة وبعدين خلص وفاطمة راحت صلت المغرب وغسلت المواعين وبعدين راحت لأحمد
فاطمة : أحمد أنا طالعة فوق وأنت عايز حاجة
أحمد : لا شكراً العشاء قربت تأذن وأنا رايح أصلي العشاء والتراويح في المسجد
فاطمة افتكرت امبارح لما صلى بيها التراويح وكان صوته حلو في القرآن وتنهدت بحزن قائلة : يلا ملناش نصيب
أحمد : بتقولي حاجة
فاطمة : لا مش بقول يلا سلام
أحمد : فاطمة استني
فاطمة : نعم
أحمد : فطرتي وأكلتي كويس
فاطمة : لا أنا بحب أصلي العشاء والتراويح بعد كده آكل براحتي عشان لو أكلت دلوقتي مش هعرف أصلي وهنام
احمد : ماشي سلام ومشي من قدامي وأنا طلعت فوق صليت العشاء والتراويح وبعد ما خلصت لقيت حد بيخبط على الباب فقولت مين واتصدمت لما سمعت صوته
فتحت الباب وأنا مرعوبة حرفياً وكان بيدخن السيجارة فكحيت وهو عارف إن أنا عندي حساسية من السجاير عشان كده قال : انتي لسه عندك حساسية منها ؟ هى مش هتمشي منك أبدا فاكره لما كنتي تتعبيني وعلى طول بوديكي للدكتور ولا نسيتي وآخرتها تتجوزي من غير ما تقوليلي من غير ولى أمرك
فاطمة اتكلمت ببرود تحاول تداري خوفها : أنا عارفه إن أنت جيت هنا عشان سبب معين مش عشان قلبك حن دلوقتي وبنتي والكلام ده فيا ريت تنجز عشان أنا مش فاضية ورايا حاجات كتير أوي
اتكلم وهو بيدخن : انتي طول عمرك كده كل شويه أنا مش فاضية ودايما منعزلة عن العالم ومش بتحبي تكلمي حد وتروحي عند حد بقيت أقول إنك وحده مريضة نفسياً ومعقدة نفسياً واللي أثبت كده جوازك من غير إذني الله يكون في عون أحمد اللي متجوزك
فاطمة في نفسها : اللهم اجعلني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
فاطمة بنبرة هادئة : البركة فيك عملت ليا عقد نفسية واتفضل امشي لو خلصت كلامك
رد عليها بسخرية : طول عمرك ذوق وبتحبي تطرديني بالذوق وتضحكي عليا بالذوق انتي أكتر واحدة بكرها في أخواتك فاكره ازاى خليتي أمك تضحك عليا
فاطمة بابتسامة مستفزة : فاكرة وبعدين
رمى السيجاره في الأرض وداس عليها بعدين طلع واحده تانية يولعها ورد وقال : انتي أكتر حد في بناتي بكرهه عشان خليتي أمك تضحك عليا وقفتي في صف أمك وبعتيني أخواتك كانوا على الحياد أما انتي كنتي عامله نفسك معايا بس في الحقيقة انتي كنتي في صفها مكنتيش تستاهلي تدخلي كلية طب ولا تبقي دكتورة ولا تبقي معيدة في الجامعة انتي المفروض كان آخرك كلية معفنه زيك
فاطمة بدموع محبوسة : أنت ليه بتكرهني كل الكره ده
رد باستهزاء : أنا كنت بكره أمك أكتر واحده في العالم بس لما انتي ساعدتيها ووقفتي في صفها وياريت كده وبس ده انتي ضحكتي عليا وخليتي أمك وأهلها ينتصروا عليا وأمك بفضلك أخدت كل حاجتها وشقة تمليك ونفقة ليكم وبهدلتني في المحاكم وبسبب شهادتك انتي والدليل اللي كان معاكي اتحبست كام سنة بحجة إن أنا مش أمين عليكم وفي الحشيش بس يا ترى انتي مبسوطة دلوقتي إنك حبستي أبوكي وبقي رد سجون
فاطمة بلامبالاة : أنا معملتش حاجة غلط أنت فعلاً كنت غير أمين علينا وكنت بتجيب حاجات وحشه وتشربها قدامنا عيني عينك كام مرة قولتلك كفاية وحذرتك كل يوم كنت بصحى عشان أروح المدرسة ألاقيك كنت سهران وجاى وأنت بالحالة دي وترفض تودينا المدرسة وتضربنا على العموم مفيش فايدة من سرد الماضي دلوقتي اللي حصل حصل أنت جاى ليه دلوقتي
رد والدها وهو يأخذ نفس من سيجارته : كنت جاى عشان أقولك لازم تتطلقي من أحمد وتتجوزي كريم ما أصل هو قذر وانتي قذره زيه المفروض تكونوا لبعض زائد في علاقات دلوقتي بيني وبين ياسر أبو كريم وهو نفسه أجوزه حد من بناتي ولما سألت كريم اختارك انتي وقالي إنه بيحبك فوافقت
فاطمة بسخرية : وايه العلاقات اللي بينك وبين طليق عمتي إن شاء الله ؟ مش على حد عملي إن أنت بتكره عمو ياسر أبو كريم عشان هو اتجوز أختك من وراكم وبعدين اتجوز عليها وطلقها
فجأة ضربها قلم جامد على وشها وقال : اخرسي أختي أشرف وأحسن منك
لم تبكي فاطمة أبدا فهذه ليست أول مرة فقط ابتسمت وقالت : مش هنطلق أنا وأحمد تمام
رد باستهزاء قائلاً : لو ما سمعتي كلامي مش هيحصل ليكي كويس
فاطمة باستهزاء : وأنا مش خايفه منك اعمل اللي أنت عايزه لكن أنا مستحيل أتجوز واحد زى كريم أنت عايزني أتجوز واحد زيك ده في أحلامك
نظر لها نظرات غضب ثم أقفل الباب بقوة وبعدها انهارت فاطمة بكاء ثم فتح الباب وكان