5."تمزيق"

255 34 3
                                    


...مرت ساعة .... هل يستغرق الأمر كل هذا الوقت؟

"هلاّ هدأتِ رجاء؟" قالت infj وهي تحاول الاستمتاع بعشائها.
"اسفة" قلتها وانزلت راسئ بشيء من الذنب، ثم سرعان ما رفعتها حين سمعت إشعار من هاتفي.
كان من intj تخبرني فيه انها تريد ان تراني. ترددت قليلاً لكن ليس كأنني سأرفض. بعد انتهاء infj من العشاء مشت معي حتى المبنى الذي تسكن فيه intj وقبل أن تغادر تأكدت مرتين أني معي مفتاح الغرفة .. لاني .. حسناً .. احيانا انساه
بدون قصد..؟ هيهي..
بعد أن ذهبت infj اخبرتُ intj انني وصلت ولاني لم اعرف اين غرفتها بقيت انتظر امام المدخل فقط.
-"لماذا تنتظرين هنا؟" ميزت صوتها الهادئ بسهولة
="لم اعلم في أي جناح تقطنين لذا انتظرتك هنا"
-"اوه .. حسناً اتبعيني"
تبعتها بدون أن أقول شيء وبينما نحن في المصعد قالت فجاءة -"تعرفين؟ انتِ انسانة .. غريبة"
لم استطع كتم ضحكتي، صحيح أني غريبة ولكن ألا تدرك أنها ليست أفضل حالاً مني؟
وصلنا لغرفتها وللامانة لم ارد ان اقترب كثيراً ولكن الفضول كان سيقتلني لارى شريكتها في الغرفة.

في حال لم تستنتجوا هذا بعد، شريكتي هي infj.
هي صديقتي منذ المدرسة الاعدادية وعلاقتي بها أشبه بالاخوة من الصداقة كلانا نرتاح لبعضنا البعض و نعرف اسرار بعضنا ونمضي الليالي نتمشى حول السكن ننظر لأسراب النجوم الهائمة بينما نسمع الموسيقى -التي وبالمناسبة نتشارك في حبها-. لذا يمكنني قول هذا وبلا تردد، مشاركتي للغرفة مع infj كان افضل شيء حدث لي في حياتي الجامعية.
وعلى الجانب الاخر، حين إسترقت النظر لشريكة intj لم اشعر بذرة من ذلك النعيم الذي نعيشه أنا infj. تدخل intj الغرفة، بدون سلام أو حتى نظرة.
وضعت اغراضها. اخذت الورقة. خرجت.
فقط هكذا؟ أعني، حقاً؟؟ حين تدخل infj الغرفة أقيم حفل ترحيب حتى وإن كانت الساعة ٣ صباحاً!
لم تدم دهشتي كثيراً حتى تغير المسار، منبع القسوة غيّر مساره من جهة الفتاه المسكينة لجهتي.
خرجت من الغرفة و الورقة في يدها ومشت دون قول شيء، مشيت خلفها حتى وصلنا للدرج
جلست وأشارت لي بأن اجلس بجانبها. وحين ناولتني الورقة .. كانت فارغة!

تماماً كما اعطيتها اياها، لم تكتب شيء؟ هل قرأته حتى؟ صدمت قليلاً ثم أعدتُ نظري في عينيها منتظرةً لتفسير.
"اسمعي، اريدك أن تعرفي ان الامر ليس شخصي. ليس أنني لا اريد مصادقتك، انا فقط لا اريد مصادقة احد. في الواقع ليس لدي وقت لاصادق احد. اغلب وقتي يضيع في الدراسة وبصراحة لا يمكنني أن اغير هذا الواقع ... أنتِ شخص لطيف حقاً لكن لا اظن أنه يجب أن نكون صديقتين"
مع انها تركت الورقة كما هي، إلّا أن كلامها أشعرني أن كل المشاعر التي قدمتها مُزّقت ولم يتبقى منها سوى كرامتي،التي و بطبيعة الحال قادتني للذهاب دون التفوه بحرف.

والمطوية؟ ألقيتها في القمامة بنفسي.

- سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك واتوب اليك🧡

✔️ مذكرات روائية | ENFP & INTJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن