كنت تستمر بالدعاء... أن لا يحرمني الرب منك!
لم تحرمنا الأقدار عن بعض...
أنت الذي كان يدعو بعدمه فأوجدته بيننا!بعد ثلاثة أعوام ...
صدح صوت مفاتيحٍ تلاه دخولها...
خلعت حذاءها ومعطفها المبلل إثر قطرات المطر.- ضمن كلِّ ثلاث مرات, لابد من وجود مرتين أغفل فيها عن أخذ المظلة.
ألقت بجسدها المرهق على الأريكة تنتحب من وقوعها في نفس الموقف مرارًا وتكرارًا.
تأملت سقف غرفة المعيشة، كم حياتها نمطية!
وظيفتها الجزئية والتي تنتهي في السابعة مساءًا
عودتها مبللةً هكذا, ومن بعدها السهر طويلًا من أجل إكمال بحوث الجامعة.- غدًا سيكون...
تمعنت في الساعة التي تضيء لها تاريخ اليوم.
أكملت بحثها ومن بعدها شرعت في تنظيف شقتها الصغيرة.عبثًا حاولت إرهاق جسدها لعلها تسقط إثره نائمة, فتمنع نفسها من الإنجراف إلى أحداثٍ مر على وقوعها عدة سنين, وبقدر دعائها على أن يصبح الغد أفضل يستمر الماضي بتجزئة نفسه أمامها.
***
- حسنًا أنسة ڨاسيلسا, بإمكانك إكمال النوم خارجًا .
وكزتها زميلتها في المقعد المجاور بخفة, فرفعت رأسها بتثاقلٍ لتجد بأنها محط أنظار جميع من في القاعة.
إعتدلت في جلستها وأعادت خصلاتٍ من شعرها الحريري خلف أذنها, تنفست بعمقٍ تحاول جمع تركيزها.
- لا داع لفعل ذلك.
وجهت أنظارها نحو مسؤول المادة بتعجب.
- أكملي نومك في الخارج.
ألقى كلماته عليها والتف ليكمل الشرح, زفرت بضيقٍ لتلتقط جهازها وروايتها من حقيبتها وتهم بالخروج, ليس وكأن اليوم لديها محاضرةٌ واحدة فقط!
هنالك إثنان بعدها لذا لا داعي لحمل ثقل الحقيبة.جلست على عشب الحديقة التي تتوسط الجامعة, دفئ الشمس وبرود الرياح, كما يجب أن تكون مع اقتراب ديسمبر...