Ch-1

84 5 13
                                    



أرضيةٌ من رخام, ساعاتُ حوائطٍ مطليةٌ بماء الذهب.
أُناسٌ يقومون بالتنظيف رغم أن المكان يكاد أن يلمع من فرط نظافته.
شدت على معطفها بعد أن شعرت بالبرد من التكيف المبالغ فيه!

صباح الأحد في جامعتها الجديدة, تلك التي تليق بالأرستقراطيين أمثالها, متحفٌ علميٌ أكثر من جامعة!

تسير وتسير كالتائهين, فهي لم تعتد بعد على أنظمةٍ غير نظام المدرسة التي سارت عليها منذ دخولها إلى تخرجها.

- عذرًا؟

بصوتٍ أشبه بالهمس تحدث، بعد أن تأكدت أنها تقف في المكان الذي يستحال فيه وجود قاعتها, علاوة على ذلك لم يتبقى لديها متسعٌ من الوقت للتجول والبحث.

إلتفت إليها ذلك المار بحاجبان متسائلان, هل هو المعني أم أن صوتها الهامس كان مجرد وهم؟

- هل يمكنك مساعدتي في الوصول إلى هنا, ضقت ذرعًا من البحث.

مدت إليه جدولها فسحبه بخفة وبدأ في قراءته, لون بشرةٍ حنطي, وجهٌ مثالي بملامحٍ حادة, شفاه ممتلئة...

- أنت معي في القاعة, إتبعيني من فضلك حتى لا نتأخر أكثر, سبع دقائق وسنُمنع من الدخول.

خرج صوته ثابتًا ليضيف على مظهره المزيد من الخشونة, غريبٌ أن يمتلك حاجبان بهذه الكثافة المثالية, لم تكن أقل جاذبيةً من عيناه الثعلبية,
والتي للتو لاحظت لونها!
بني.

مد يده لتأخذ منه الجدول, والتف ليكمل سيره دون التأكد من أمر مجيئها خلفه أو لا.
سارت خلفه حتى توقف بغتة وأدار جسده نحوها, تعجبت من وقوفه فأشار لها بالدخول قبله, ابتسمت بخفةٍ وتحدثت بود:
- شكرًا لك.

***

إنتهى يومها الأول بعد عناءٍ في محاربة النوم وجميع تلك الأعراض التي تنهال على الطلاب في أول يوم.

أصدر جهازها صوتًا يدل على وصول سائقها, فباشرت في جمع مستلزماتها والخروج, أعاق جمعها سقوط شيءٍ فرفعت رأسها لتجد قلمًا بجانب قدمها!

نظرت يمنةً ويسرة لعلها تجد صاحبه, جميع من هنا سبقوها في الرحيل عدا الفتى الذي ساعدها, حاولت التلفظ بأكبر عدد من الكلمات لعله يدرك أنه المنادى كونه يعزل الصوت عن نفسه عن طريق ارتداءه للسماعات.

vasilsaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن