الفصل الرابع

352 28 36
                                    

تنويه : أعيدوا قراءة الرواية في الحساب القديم لتتذكروا الأحداث mira1dzayn

_______________________

خرجَ برفقة أبيه وأخوته من مركز الشُرطة واضعاً نظارتهُ الشمسية على عينيه ثُم قال والدهُ ببرود " حالفكُم الحظ هذه المره ، وليكن لديكُم علم بأن فضيحة التلفاز لن تَمرُ مرور الكِرام ، لن يشفعَ لكُما أحداً من عقابي هذهِ المره "

ختمَ حديثه مُشيراً الى دانيال وجواد الذان تُعانق وجوهُهما الأرض بينما زين يقف بصمت الى جانب والده

" عودَا الى المَنزل وأنتَ إتبعني " نظر لزين بطرف عينيه ليلحق به ويركب كلاً من دانيال وجواد مع السائق عائدين الى المنزل

" الى الشركة ؟ " سأل زين بعدما قامَ بتشغيل سيارته التي احضرها حراسه

" الى منزل والدتُك " قالَ ليلتفت اليه زين سريعاً

نظر اليه والده ثم قال مُبتسماً بحُزن " انهُ الواحد والعشرون من الشهر ، لنُحيي ذِكرى سارة أنا وأنتَ ككل عام "

تنفس زين مُتقطعاً ثُم ادار سيارته الى الجهة المطلوبة

___

فَتح باب الشقة الصغيرة ليُصدرَ صريراً يدُل على عِتق المنزل وقُدمه ، يدُلُ على مرور سنين طويلة ومشاعر مُتضاربة وأحداث قاسية !

وقف زين يقبض بكفه على مقبض الباب تاركاً والدهُ خلفه ، ناظراً بكُل إنش في هذا المنزل ..المنزل الذي لا يزوره الا كل عام مرة في ذات الشهر وفي ذات التاريخ .

" هل سنقف على عتبةُ الباب ؟ " قال والده ليتنفس زين ثُم يدخل ليدخل خلفه

كان المنزل ذابل ، يخيمُ عليه الحُزن ويطوفُ حوله السُكون المُميت ، لا رائحة به سوى العِتق القديم ، ولا صوت به سوى هبوب الرياح الطفيف

ثُم تذكر زين قول أحد الشُعراء الذي رثى منزل فقيده ' لا تسأل الدار عمن يسكُنها
الباب يُخبركَ بأن الأحباب قد رحلوا '

يخبركَ الباب بأن ماعادَ الذي أحببناه يَرقدُ بها ، يخبركَ بأن ساكنه وضع روحهُ ورائحته وراحته بها وذهب ، يخبركَ بأن لا زائرٌ يأتيها ، ولا طارقاً يطرقهُ !

هكذا هيَ تماماً بيوت من نُحب حين يرحلون ، خاوية مُخيفة موحشة مُنطفئة ولو أُضيئت بمائة مصباح ، ولكنها في الوقت ذاته بها من الحنين والذكريات ما يُغربل الشوق ويهتزُ لها الوجدان ..

سحبَ زين الغطاء عن الأريكة ليتناثر الغبار من عليها ثم ذهبَ ليفتح النوافذ

وقفَ امام النافذة ثم تنفسَ بعُمق مُغلقاً عينيه ليتشمَ رائحة عطر أباه فيدرك وقوفه خلفه ثم يقول " أخيلُها الآن تسيرُ بين هذهِ الأشجار ، أخيلُها على خيلُها الأبيض كعروس لامعة ، تقتحمُ البُستان لتنحني الأشجار لكبريائها "

My father's son | إبنُ أبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن