الفصلُ السابع

480 34 72
                                    


" مساحة لله "


______________________________

شخصية زين وصِفاته لم تكُن أبداً سيئة ، أو تُبنى على الخُبث والنِفاق والكيّد ، تربية زين كانت سويّة مُتزنة ، بذّل ياسر جُهداً عظيم ليبني ويُنضجُ زين ليُصبح ما عليه الآن

الا مع فيرا ، فأنهُ يتزّن معها بطَريقة مُترنحة ، يبادلُها الكُره ، يُنافسها بالكيّد ، يُصبح عقلة عقل طِفل يُحارب لأخذ حقه

بنظِره فيرا تستحقُ الكثير منه ، فطِفل يتيم مثله لم يَشعرهُ والدها أو والدتها يوماً بأنهُ مختلف عن هذهِ العائلة بل رَسخوه بِها أشد من البقية ، ولكن فيرا كانت تفعل العكس رغم عِدم درايتها بأنه غير شقيقها ولكنها كبرت على أذيته وتحطّيمه بأفعال وكلمات مسمومّة لينحدر الى طريقها مُجبراً

" تاليا ، أحضري عصير السيد زين " أعملت جدتهُ خادمة المنزل ليبتسم زين لها بودّ اثناء تجمع الجميع على مائدة الافطار

ابتسم لها برُغم علمها وعلمه تماماً بمقته لعصير الجَزر والبُرتقال التي تُصر دائماً على أن يشربه مُجبراً كل صباح لصحته كما تقول

فيرا صامتّة ، وهادئة بشكل مُخيف ومُربك ، صمت يحمل بين طياتهُ عاصفة ..عاصفة مُهلكة

" أراكِ بملابس المنزل ، الن تذهبي الى العمل ؟ " سألت الجدة موجهه حديثها نحو فيرا

اجابت مُختصرة " لن أذهب "

تابع زين أكله دون مُبالاة اثناء ماكان ياسر ينظر الى إبنته طول فترة جلوسه وهي لا تبادله بل تتجاهل الجميع بدمٍ بارد

مسح زين فمه بالمنديل ثُم همَ واقفاً " دائمة للجميع "

" زين " ندهَ اليه والده ليستدير

نظرَ ياسر الى فيرا التي أبيضت يديها من القبض على الشوكة والسكينه ليُردف " خذ نقاهه من العمل هذا اليوم ، سنذهب أنا وفيرا اليوم الى الشركة للناقش بعض الأمور اضافة الى ذلكَ سأطلع الى وضع الشركة وأعمل بدلاً عنك لهذا اليوم ، ما رأيك ؟ "

فهمَ زين بأن والده يحاول مُراضاة فيرا ويُشعرها بأنها لازالت تحمل مسؤلية العمل ..

لم يغضب زين بتاتاً بل أومئ مُرحباً وكان هذا ما يحتاجه فعلاً ، يوم كامل خالٍ من العمل والضغوط .

___

بدأ يوم زين من الذهاب إلى منزل والدته اولاً واحضار عمال لتنظيف المنزل وترتيبة ليقينه التام بأنه سيقضي أيام وساعات طويلة في هذا المنزل

ثُم أشرف عليهم بتنظيف المزرعة التي يقع وسطها المنزل ، وتفقد الاسطبل والخيول التي يقوم برعايتها وبعد أن حل المساء وكادت الشمس ان تغرب رحلَ الى مكان آخر

My father's son | إبنُ أبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن