الفصل الاول

254 11 3
                                    

............................................................تجلس في وسط منزلها شاردة الذهن لا تعلم ما تفعل بعد ذهاب والدتها من المنزل للتسوق وقد امرتها ان لا تخرج من المنزل وأيضا لعدم وثوقها بها أحكمت غلق باب المنزل عليها وأمىرتها ان لا تستعمل الغاز او تقترب من الكهرباء  الا بوجودها مع انها صارت كبيرة كفايه حتي انها اتمت سنتها التاسعه عشر في الشهر الماضي............... لكن تظل مدللة امها وفي نفس الوقت خادمة البيت او هي من اتخذت هذا الشأن حتي تنشغل بالتفكير عن سبب عدم خروجها من المنزل منذ اخر مرة كانت بها في الخامسة من عمرها منذ ذاك الحادث الذي ابدل حياتهم وقلبها رأسا علي عقب حتي ان والدتها اعطتها ردا صارما في كل مرة كانت تحاول مناقشتها او فتح حديث عن هكذا شأن.............. وكانت والدتها دائما ما تشكك بها حتي انها كانت كلما وجدتها ممسكة بقلم والواح تعتقد انها ترسم خطة سرا للهروب منها فكانت تتدخل في ادق تفاصيل حياتها حتي سلمت للأمر وبدأت تترك لها قليلا من المساحة الشخصية لتستطيع التنفس وكانت تمنعها من الاقتراب من شرفة المنزل او اظهار نفسها بها تقول انها تخشي ان يراها احد فيؤذيها وكالعادة لم تفهم اسيل اي شيئ من حديثها فكانت تلمح الشوارع والاناس حينما تتحجج بفتح نافذة غرفتها لدخول اشعة الشمس لتنيرها.......... وكانت اسيل من محبي الطبيعة ومن لا يحبها لكن لها مع المنزل المواجه لمنزلهم علاقة تعلق وحب من نوع خاص حيث كان هذا المنزل ذا طابع يغلب عليه اللونين الاخصر حيث اوراق الشجر المتناثرة التي أجاد راسمها التفنن فيها الي الجزء العلوي الغالب عليه اللون البرتقالي اللامع............. كأنها لوحة فنية لم يبدع دافنشي ذاته في رسوماته كماأبدع هذا الرجل البسيط بها فأحيانا تغلب البساطة وجمالها المثعنجرات اللانهاية لها التي تكون سالبة للعيون بألوانها ومع جمال هذا البيت لم يكن احد يسكن به حيث احب صاحبه ان يتركه لولده حين يكبر يطون كنزه الثمين وورثه.................... حسنا لم يكن البيت فقط هوالذي ابدع فيه صاحبه بل ان الخلاق كذلك أبدعت يداه في خلق هذا الشاب الحسن ذو العينين الزيتونيتان وغمزاته التي تظهر في كل مرة........... نعم فهو في كل مرة يكون فيها بهذا البيت يخرج من شرفته ليراها كل يوم وهي تفتح نافذتها ليبتسم لها حتي مع مر السنون ظنت انها عقدت معه اتفاق في هذا الموعد فتخرج لتفتح النافذة لتࢪي ابتسامته علي محياه............................... 

خرجت من دوامة افكارها علي صوت طرقات علي باب الشقة كانت تعلم ان هذا الشخص لن يتركها وشأنها أبدا

أسيل: ايوة 

في الخارج: عاملة اي 

أسيل:  عاوز اي 

في الخارج: تيجي معايا 

أسيل: اللهم طولك ياروح طب نعيد الشريط تاني بص يا ابن الناس نتكلم بهدوء بقي مرة 

في الخارج: ياريت عشان انا نفسي اشوفك هادية زي ما بشوفك في الشباك كدة 

اسيل: وانا مش مقتنعه انه الصوت ده يليق علي الشكل اللي بشوفه كل يوم 

في الخارج:  معلش صوتي خلقة ربنا اعمل اي 

اسيل:  قولنا هنتكلم بهدوء مش هنتخانق زي كل مرة 

في الخارج:  ماشي اتفضلي 

اسيل: اولا حضرتك مش بتقولي اجي معاك فين 

في الخارج بسخرية :  هخطفك وبعرض عليكي قبليها 

اسيل:  وهنروح فين 

في الخارج:  دريم بارك 

اسيل وهي تحاول تهدئة نفسها:  يارب متتعصبيييش عادي اهبل وعبيط عاااديي المهم نكمل انا اصلا معرفش حتي اسمك 

في الخارج: عادي هو ده اللي واقف يعني في النص طب يا ستي اسمك اي 

أسيل:  لا قول انت الاول 

في الخارج:  يخربيت العبط اسيبه هناك الاقيه هنا طب اي رأيك انك انتي اللي هتقولي الاول بقي وهي تربست معايا علي كدة ها ولو....«رن هاتفه»  استني اما ارد علي العبيط التاني اما اشوف انا مين اللي داعي عليه امبارح من العملا اكيد توماس الكلب ده 

:  الو يا عم العبيط التاني 

:  اي ده انت لقيت حد تاني غيري ولا اي 

: هو انا فيه في حياتي اكتر منكم 

: راعي انك بتكلم بشمهندس محترم وكدة اهانة لا تحتمل 

:  انا نفسي اشوفك كدة وانت واقف وشخصية مهندس بجد ونفسي تتخرج عشان قرفت امي بقولتك مهندس مهندس وانت طيخاا كبيرة اصلا 

:  لا لا لا لا طييخا مكتش الفاظك يا اخويا مين عمل فيك كدة 

:  منهم له اللي كانوا السبب جلطوني وجابولي ضغط وسكر وعشان اتأقلم عليهم شوية وهبرشم

: طب بس بس حيلك حيلك ده كدة واحنا مقعدناش كلنا في حته واحدة بقالنا كتير اومال لو اتجمعنا هتعمل اي 

: انت مفكرني هموت نفسي ده انا هموتكم انتو واحد واحد يا بغل منك له 

: طب سيبك من ده كله انت فين كدة 

: انا في مشوار كدة 

:  الله يعني فين يا ابني 

: بعيدا عن ابنك دي ملكش فيه 

:  الله الله الله انت فين يا شقي 

:  في البيت بتاعنا يا بارد ده انت حشورة 

:  ااااه اومااال مش عاوز تقول ليه جايب ستات البيت وخايف اطب عليكم 

: هتوقع اي من واحد كلب زيك المهم كويس انك اتصلت انا عربيتي زيرو بنزين انزلي وتعالي عشان تاخدني 

: حاضر مش هتأخر عليكي اوعي تعملي شقاوة يا بطة لحسن... 

قطع حديثهما صراخها من الداخل 

أسيل بهلع:  الحقني بسرعه انت يا اللي بره الحقني بسرعه 


اسرتني ملتزمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن