. من أجل حب الهدية .♤.
كلنا يحب الهدايا .
نحب النعم التي تزين حياتنا .
نحب أطفالنا وأزواجنا وآبائنا وأصدقائنا .
نحب شبابنا وعافيتنا .
نحب بيوتنا ومركباتنا وجمالنا .
لكن ما يحدث عندما تصبح الهدية أكثر من كونها مجرد هدية ؟
ماذا يحدث عندما تصبح الرغبة حاجة ، وتلقي المعروف أمرآ معولآ عليه ؟ ماذا يحدث عندما لا تعد الهدية هدية فحسب ؟ما الهدية ؟!
الهدية شيء لم يأت منا . الهدية شيء يمنح - ويمكن أن يسلب ؛
فنحن لسنا المالكين الأصليين للهدية .
والهدية أيضآ ليست ضرورية لبقائنا ، إنها تأتي وتذهب . نحن نريد ونحب تلقي الهدايا ، لكنها ليست ضرورية لوجودنا ولا نعول عليها ، ولا نحيا لتسلمها ، ولن نموت إذا لم نحصل عليها .
الهدايا ليست هوائنا ولا طعامنا ، ولكننا نحبها .
من منا لا يحب الهدية ؟ من منا لا يحب تلقي المزيد من الهدايا ؟ نحن نسأل الكريم بألا يحرمنا أبدآ من هداياه ، ومع ذلك فالهدية هي ليست موضع اعتمادنا ، ولن نموت بدونها ..تذكر أن هناك موضعين للإحتفاظ بشيء ما : في اليد او في القلب .
أين نحتفظ بالهدية ؟
لا تحفظ الهدية بالقلب ، بل تحفظ في اليد ، ولهذا عندما تسترد الهدية ، يسبب الفقدان آلمآ لليد ، وليس القلب ، وكل من عاش فترة ليست بالقصيرة في هذه الحياة يعلم أن ألم اليد لا يشبه ألم القلب .
فتألم القلب هو لفقدان شيء متعلق به ، أو مدمن عليه أو مشغوف به .
ذلك الألم لا يشبه أي ألم أخر . إنه ألم غير عادي .
وذلك الألم هو الذي سيجعلنا ندرك أننا فقدنا شيئآ قد تعلقنا به .
هدية وضعت في الموضع الخاطئ .ألم اليد هو ألم أيضآ ، لكنه مختلف . مختلف تمامآ .
ألم اليد أن تفقد شيئآ ، ولكنه ليس شيئآ تعتمد عليه .
عندما تنتزع الهدية من اليد - أو لا تعطى أبدآ ،- سنشعر بالألم الإنساني الطبيعي الناتج عن الفقدان . سنغتم ! سنبكي ! ولكن الألم محله في اليد فقط ؛
بينما يبقى قلبنا نابضآ وسليمآ. لأن القلب لله سبحانه وتعالى .
ولله وحده .إذا تفحصنا الأشباء التي تسبب لنا أشد الألم والخوف في حياتنا ، نستطيع أن نحدد أيآ من تلك الهدايا قد حفظت في المكان الخاطئ .
إذا كانت عدم قدرتنا على الزواج ، أو العيش مع الشخص الذي نريد ، أو إنجاب طفل أو العثور على عمل أو الظهور بشكل معين أو نيل شهادة أو الحصول على مركز معين ؛
إذا كانت هذه الاشياء تشغل بالنا ،
ففي مثل هذه الحالة نكون بحاجة للقيام بتغيير .
نحن بحاجة لتغيير المكان الذي حفظت فيه تلك الهدية ؛ نحن بحاجة إلى إزالة الهدية من قلبنا ، وإعادتها إلى يدنا ، حيث يجب أن تكون .يمكننا أن نحب الأشياء ، فالحب من طبيعة البشر ، ومن طبيعة البشر الرغبة في الحصول على الهدايا التي نحب .
ولكن مشكلتنا تبدأ عندما نضع الهدية في قلبنا ، والله سبحانه وتعالى في يدنا .
ومن المفارقات العجيبة إعتقادنا بأننا نستطيع العيش بدون الله سبحانه وتعالى ، ولكن إذا ما فقدنا الهدية ، ننهار ونفقد القدرة على الإستمرار .
أنت تقرأ
. إسترجع قلبك .♤.
Random. إقتباسات جميلة من كتاب إسترجع قلبك للمؤلفة ياسمين مجاهد ومن عدة كتب جميلة أقتبستها وعدلت في بعضها ، هذه الإقتباسات تصف لنا الرؤية الذاتية حول التحرر من قيود الحياة .♤.