. الحب ، الهروب من أسوأ سجن .♤.

109 37 7
                                    

. الهروب من أسوأ سجن .♤.

عندما تعرفت سارة على أحمد ، أحسيت فورآ بأنه كل ما كانت تحبم به ، لقاؤه كان مثل مراقبة الشروق وسط عاصفة ثلجية .
أذاب دفؤه البرد .
لكن سرعان ما تحول الإعجاب إلى عبادة ! قبل أن تدرك ما حصل ، أصبحت سارة سجينة ، أصبحت سجينة لرغباتها وتعلقها بمن عشقت ، لم تعد ترى أي شيء سواه ، أينما نظرت .
أصبحت أكثر مخاوفها في حياتها هي أن تكون سببآ في إستيائه .
كان المحور الذي تدور حوله مشاعرها ، وبدونه ، لم يكن للسعادة معنى .
كان فراقه أشبه بسلخ روحها من جسدها .
قلبها كان ينبض شغفآ برؤية وجهه ، ولاشيء كان أقرب إليها منه .
أصبح بالنسبة لها كالدم الذي يجري في عروقها .
ألم يعيش بدونه لا يحتمل ، لأن لم تجد أي سعادة في أي موضع لم يكن فيه .

اعتقدت سارة أنها وقعت في الحب .

مرت سارة بالكثير في حياتها .
تركها والدها عندما كانت في مرحلة المراهقة ، ثم هربت من البيت عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها ، ودخلت في صراع مع الإدمان على المخدرات والكحول .
وقضت كذلك وقتآ في السجن .
لكن كل هذه الآلالم مجتمعة لن تعادل الآلم الذي ستشعر به داخل هذا السجن الجديد الذي صنعته لنفسها .
أصبحت أسيرة لشهواتها وهذا ما عبر عنه إبن تيمية (رحمه الله ) عندما قال :(المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه ).(إبن القيم ، الوابل الصيب من الكلم الطيب ، ص 69).

كانت عبوديتها لأحمد كربآ أشد من الكرب الذي مرت به في مراحل حياتها السابقة .
أنهكها ، وفي الوقت نفسه تركها خاوية .
مثل الرجل الظمآن في وسط صحراء ، كانت سارة تلاحق سرابآ بشغف ، ولكن ما كان أسوأ من ذلك هو عاقبة وضع شيء في المكان الذي لا ينبغي إلا لله وحده .

قصة سارة عميقة جدآ لانها تبين حقيقة الوجود الراسخة . كوننا بشرآ ، خلقنا بفطرة معينة ، وهذه الفطرة تمكننا من التعرف على وحدانية الله ، وتطبيق هذه الحقيقة في حياتنا .
لا توجد مصيبة أو خسران أو أي شيء يمكن أن يسبب لنا ألمآ ، أكثر كن وضع شيء مساوي لله في حياتنا أو في قلوبنا .
لا يمكن لمأساة دنيوية أن تدمر روح الآنسان كما يفعل الشرك ؛ عندما تجعل الروح تحب وتخاف وتخضع لشيء كما لا ينبغي إلا لله وحده ، فإنك تكبل روحك في سحن ليس من الفطرة أن تكون فيه .
ولكي ترى صدق هذه الحقيقة عليك فقط أن تنظر إلى ما يحظث عندما يفقد الشخص معبوده .

في يوم 22 من شهر يوليو ، سنة 2010 ، نشرت مجلة التايمز الهندية أن إمراءة في الاربعين من عمرها أنتحرت في منزلها بإشعال النار على نفسها بعد صب الكيروسين على جسدها . قالت الشرطة : يظهر أن الانتحار كان اجراء نهائيآ بسبب عدم تمكنها من الإنجاب بعد تسعة عشر عامآ من الزواج .

وقبل بضعة أيام من هذه الحادثة ، تحديدآ في يوم 16 شهر يوليو أعلنت الشرطة الهندية أن رجلآ في الثانية والعشرين من عمره أنتحر لأن عشيقته تخلت عنه .

. إسترجع قلبك .♤.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن