. الحب في الهواء .♤.

80 29 9
                                    

. الحب في الهواء .♤.

.الحب في الهواء !

على الأقل هذا ما يريد المعلنون أن تعتقده في فبراير  ، فبينما إظهارك الدائم لحبك يعتبر شيئآ جميلآ ، يأتي (الفالنتاين)مرة واحدة في السنة ، ويتركك بدون خيار ، إما أن تظهر حبك ، وإما أن تجازف بأن تكون ذلك الشخص عديم الإحساس .
بالنسبة لأصحاب محلات الورود ، وأسواق الحلويات ، يأتي العيد في فبراير .

وعلى الرغم من كونك في خضم هذه المشاعر المسوقة ، فستجد صعوبة في التوقف عن التفكير فيمن تحب ، وفي مثل هذه الحالة ، ستواجهنا -لا محالة-بعض الأسئلة الحورية .
خطرت على بالي بعض هذه الأسئلة ، عندما تأملت شيئآ قالته لي إحدى صديقاتي ، حيث وصف الشعور الذي ينتابها عندما تكون مع الشخص الذي تحب . بوصفها ، كل العالم عندما يكونان معآ . كلما تأملت عبارتها ، أثرت في أكثر ، وجعلتني أسأل :

بوصفنا بشرآ ، خلقنا للإحساس بالحب والتعلق بالآخرين ، فهذا جزء من طبيعتنا البشرية .
ولكن في الوقت الذي نشعر فيه بهذه الأحاسيس تجاه شخص آخر ، نلتقي خمس مرات يوميآ مع إلهنا وخالقنا ، مما جعلني أسأل كم مرة شعرنا بأن العالم كله يختفي عندما نكون بحضرته .
هل يمكن أن ندعي بأن حبنا لله سبحانه وتعالى أعظم من أي شخص أو أي شيء آخر ؟

غالبآ ما نتصور أن الله سبحانه وتعالى يختبرنا بالمصائب فقط ، ولكن هذه ليست الحقيقة .
الله سبحانه وتعالى يختبرنا أيضآ بالرخاء .
يختبرنا بالنعم والأشياء التي نحب ، وغالبآ ما يفشل الكثير منا في هذه الإختبارات .
نفشل لأنه عندما ينعم الله علينا ، فإننا نحولها بجهلنا إلى أصنام مزيفة لقلوبنا .

عندما ينعم الله سبحانه وتعال  علينا بالنال ، نعتمد على المال بدل اعتمادنا على الله سبحانه وتعالى .
ننسى بأن مصدر زادنا لم ولن يكون المال ، بل مصدره الذي أعطى المال .
فجأة نصبح مستعدين لبيع الكحول للحصول على ربح أوفر من تجارتنا ، ونلجأ لأخذ قروض ربوية لكي نشعر بالأمان . بفعلنا هذا ، نحن وبحماقة -من المفارقة-نعصي المزود لمحاولة الحفاظ على الزاد .

عندما يمنحنا الله سبحانه وتعالى شخصآ نحبه ، ننسى أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر هذه النعمة ، ونبدأ بحب ذلك الشخص كما ينبغي أن نحب الله سبحانه وتعالى .
ويصبح ذلك الشخص محور حياتنا ، وكل همومنا وأفكارنا وخططنا ومخاوفنا ، وأمانينا تدور حولة فقط .
إذا لم يكونوا أزواجنا ، نكون مستعدين للوقوع في الحرام لكي نكون معهم ، ولو تخلوا عنا يتحطم عالمنا ، فبهذا حولنا عبادتنا من مصدر النعمة إلى النعمة نفسها .

يقول الله تعالى في وصفه لهولاء الناس :(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادآ يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبآ لله ...)(البقرة:165).

بسبب قابليتنا للضياع بعد أن يمنحنا الله النعم ، يحذرنا سبحانه وتعالى في القرآ الكريم بقوله :(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في بيسله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )(التوبة:24).

من المهم جدآ أن نلاحظ أن حب كل ما ذكر في الآية السابقة مباح ، وهي نعم بذاتها .
وبالفعل بعض هذه النعم آيات على قدرة الله سبحانه وتعالى ، فمن جهة يقول الله تعالى :(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجآ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )(الروم:21).

ومن جهة أخرى ، يحذرنا الله قائلآ :

(يا آيها الذين آمنوا إمن أزواجكم وأودكم عدوآ لكم فاحذرهوم ..)(التغابن:14) .

التحذير في هذه الآية خطير ، فقد تم ذكر أزواجنا وأولادنا في هذه القائمة لأنهم من بين أكثر من نحب من هذه النعم ، والإختبار الأعظم يكمن فيما تحب أكثر .
فإذا كان نجاحنا في هذا الإختبار ، يعني النظر من خلال عاصفة من بطاقات التهنئة والورد إلى حب أعظم ينتظرك ، فليكن كذلك .
ومتى سيكون هذا الأمر أكثر أهمية ؟

لأن بعد كل هذا ، فإن الحب في الهواء .♤.

.♤. black_artist_🃏🚬🎭

. إسترجع قلبك .♤.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن