حكاوي الأيام

البارت الاول

٢٠١٧\٦\٧
في مطار القاهره الدولي تجلس فتاه في مقتبل الثامن عشر من العمر عيونها مدمعتين مع لونهما الزيتوني و شفتيها الكريز و وجنتيها الداميتين من كثره البكاء تحمل مذكره وتكتب فيها الآتي
النهارده يوم جوازه علي اختي الوحيده معرفش ده عقاب ربنا ليا ولا هو مش من نصيبي اصلا بس كميه وجع و قهره وكسره في قلبي ما تتوصفش ١٨ سنه جنبه ومعاه و كل يوم بستني قربه و طلته اللي بتخطف قلبي بس للاسف هيبقي لواحده تاني هيبقي جوز اختي يااااه علي الدنيا قد اي ظلمه انا بدعي ربنا يشيله من قلبي علشان اقدر اشوفه معاها انا هسافر وهمشي من حياتهم يمكن اعرف اقتل شعور القهر ده انا قررت ان مش هرجع غير في اشد الاوقات هشتغل واعيش في باريس ومش هرجع سمحيني يا امي بس كان لازم ابعد يا امي كان لازم هتوحشني اوووووي يا حج ربيع
علي ركاب طائره ٢٠٥ التوجه الي الطائره رجاء
بعد سماع هذا اغلقت المذكره و مسحت دموعها و أرتدت نظارتها و حملت اغراضها و ترجهه الي الطائره لتدخل عالم اخر ملئ بالمغامرات و السعاده و الحزن
في مكان اخر في اسيوط
في قصر اقل ما يقال عنه قصر الملوك كان الحديقه مزينه بانوار مبهجه و هناك فتاه ترتدي فستان زفاف و بجانبها شاب وسيم يشبه ابطال الروايات و الأفلام
وكان يجلس امامهم رجل كبير قد شيب الزمن شعره و جعد ملامحه ولاكن برغم من هذا لا يزال الطيبه و الوقار و الحب و الصرامه يفوحان منه
ناصر العمراني :الف مبروك يا ولاد عجبال احفادي ان شاء الله يلا يا كنان خد مرتك يا ولدي و اطلع ريح هبابه تعبتوا انتوا اليومين دول
الما بحب :يا جدي هو آيسل فين اومال
ناصر العمراني بحزن علي حفيدته الصغيره :سافرت يا بتي
كنان باستغراب :سافرت ليه يا جدي
ناصر العمراني بامر :مالكمش صالح عاد ياابن عادل يلا اطلع مع مرتك فوق يلا
صعد كنان مع زوجته الما لغرفتهم لتجلس بجانب الجد سيده سرق الزمن منها السعاده و ملامحها يكسوها الحزن علي اولادها و زوجها الذي سرقه العمر منها :وبعدين يا با آيسل عنيده ومش هترجع واصل وانا جلبي وكلني عليها
ناصر بتنهيده وجع :هترجع يا حسناء هترجع بس الصبر يابتي الصبر يلا روحي انعسي يلا
لتقبل يديه و تصعد الي اعله
في غرفه من غرف القصر تجلس فتاه ذات عيون عسلي و بشره بيضاء و وجنتيها حمروتان و شفتايها بلون الدم تنظر بحب الي هذا الشاب الذي يشبه كنان بشده ولاكن عيونه رصاصيه ينظر اليها تاره ويقبلها تاره اخره
رهف بحب :انا بحبك اوووووي يا انس
انس بابتسامه :وانا بموت فيكي وعمري مت حبيت حد غيرك ولا اتمنيت حد غيرك يكون في حضني ربنا يخليكي ليا يارب
رهف بتفكير وسرحان :تفتكر آيسل هترجع يا انس
انس بوجع علي هذه الفتاه التي لم تعيش يوم براحه وسعاده بال في كل يوم كان فيه صدمه تلو الاخر اليها ولاكن كانت صامده تحتمل كل شئ رغم صغر سنها :انا متأكد انها وهي بعيده مرتاحه اكتر يا رهف محدش عانه زيها انها تبقي بتحب حد و تلاقيه اتجوز اختها ده شئ صعب حد يتحمله كسره ووجع رهيب الغلط مش فيها الغلط في اخويا يا رهف اخويا اللي حياته كلها لشغله و للشركه ماكنش بيشوف نظره الحب و الفرحه و الشوق اللي بتبقي في عنيها ليه معرفش ده غباء ولا اي بس انتي عارفه كنان ذكي و دماغه متفتخه عن اي حد علشان سافر كتير و بيتعامل مع مجرمين و الشغل ده بس بيجي عند الحب و يعمل العبيط
رهف بستغراب :بس اشمعنا الما ليه محبش آيسل و حب الما
انس بغموض :هو مش بيحب الما و لاعمره حبها في سر كبير في موضوع الجواز ده وانا متاكد ان بعد فتره هيطلق الما
رهف :سر اي ده يا انس
انس بتغير للموضوع :سيبك من كل ده احنا احلوينا اوووووي بقالنا فتره اول مره اعرف ان الحمل بيحلي كدا
رهف بخجل :بس بقي يا انس الله
ليأخذ انس رهف في احضانه و ويغرقون في عالم الاحلام خاصتهم
في غرفه حسناء كانت تجلس علي كرسي امام النافذه و تحمل البوم صور لعائلتها و تتذكر كل شئ حبهم و سعادتهم الذي ضاعت و زوجها الذي كان يحبها لتبكي شوقا اليه
حسناء ببكاء :اكده يا حسان اكده تسبني و تمشي و تسبلنا وجع كبير جوي اكده آيسل يا حسان آيسل محتاجلك جوي يا حسان مجروحه ومكسوره جوي اما الما فا اتجوزت كنان يا حسان و دلوقتي دخلتهم علي بعض اما صغيرتنا مشيت وسبتنا زيك ما سبتنا يا حسان انا تعبت وفاض بيا يا حسان وجعني فراقك و بعد آيسل عني يا حسان ياريتك معانا
لتنظر الي السماء وتقول :اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه
لتذهب الي الفراش و تحتضن صوره زوجها وابنتها و تنام وهي تبكي شوقا للاثنين و تتمني راخت قلب بناتها و راحتها
في مطار باريس عاصمه فرنسا
كانت تخرج من المطار تائه شارده تنظر للعالم بنظره رعب خوف قلق تود ان تخوض هذا العالم ولاكن يتسلل اليها الخوف لتنظر الي العنوان المتواجد في ظهر المذكره و اوقفت تاكسي و ذهبت الي العنوان
بعد عده دقايق
نزلت من التاكسي و هي تدخل احد منازل باريس الكبيره و ذات شبابيك زجاجية لتدخل الي احد الشقق و تدق عليها لتفتح اليها سيده كبيره السن ولاكن يبدوا عليها الطيبه و الحنان
السيده :who are you؟
آيسل بابتسامه :أنا آيسل بنت حسان ناصر العمراني
السيده بابتسامه :أهلا اهلا ببنت الحبايب اتفضلي يا حبيبتي اتفضلي
لتدلفرآيسل وتجلس علي مقعد بجانب باب الشقه
السيده بابتسامه :عامله اي وابوكي عامل ايه و مامتك و اعمامك و جدك عاملين اي وحشوني والله
آيسل شبه ابتسامه :الحمدلله كويسين في نعمه انا اسفه ان ازعجت حضرتك بس انا مالقتش ماكان اروحه وكمان مش معايا غير عنوان حضرتك خدته من جدو
السيده بحزن :لو كنتي جيتي باريس وماجيتيش عندي كنت هزعل منك يلا تعالي اوريلك اوضتك تقعدي فيها عقبال لما الزقرده تيجي
آيسل باستغراب :زقرده مين
السيده بابتسامه :دي حته مني اول لما تسمعي دوشه وتكسير وصوت عالي اعرفي انها جت يلا ادخلي ريحي شويه والاوضه اهي جاهزه مش ناقصها غير اميرتنا الحلوه تنام فيها
آيسل بابتسامة :مش عارفه اشكر حضرتك ازاي بس انا في اقرب وقت هجيب مكان غير ده وهقعد فيه
السيده بحزم :اولا اسمي روان مش حضرتك قوليلي يا رورو او يا ناناه ثانيا محدش هيمشي من هنا زي ما جيتي من مصر لهنا لبيتي هتخرجي من هنا لمصر لبيتك في اسيوط يلا ادخلي نامي بقي الله
لتبتسم آيسل بحب وتقول :حاضر يا ناناه
لتدلف الي الداخل و تخلع حزائها و تاخد بعض الملابس وتدلف الي الحمام تاخد حمامها المعتاد و تقف امام المرأه تنظر الي انعكاسها و تري كم الحزن علي ملامحها الجميله و بشرتها البيضاء يكسوها الدموع ثانيا كم مر من الوقت وهي تعاني لتمسح الدموع من اعيونها و تقول في نفسها :مش لازم تبقي ضعيفه ابدي حياه جديده باسلوب جديد بشخصيه جديده لازم اعدي كل ده لازم اعديه وهبدا من دلوقتي
لترتدي ثيابها و تخرج تضع سجاده الصلاه علي الارضيه و تصلي و تطلب من ربها العون و القوه لاستكمال حياتها ثم قرات ما تيسر لها من ايات من القران و ذهبت الي حقيبتها و اخرجت منها مذكرتين
آيسل بابتسامه :انتي طول عمري بتسمعي كل كلامي بس لغيت اليوم ده ومش هكتب تاني هبدا حياتي من جديد هبدا في واحده جديده وانتي هتكوني مجرد ذكرى هفتكرها كل لما اشوفها
لتحتفظ بالمذكره القديمه في الخزانه و تفتخ اول ورقه في المذاكره الجديده وتكتب
آيسل حسان العمراني
ده اول بارت ياريت اشوف دعم عليه وهنزل تعريف اشخاص الروايه بكرا ان شاء الله
(الغز من بارت النهارده)
(ان لازم نتخلي عن اي حد لمجرد انه بياذينا مش لازم نقدم حاجه مش هتبقي ليها معني تجاه الشخص الاخر بلاش تدوا حب كتير لاشخاص معينه بلاش تدوا ثقه كبيره لاشخاص متستحقهاش في كل مره تعرفي فيها انسان جديد اعرفي ان في نهايه وهيمشي متتعلقوش بحد حبوا بس اللي بستاهلكم ابدوارمن جديد بعد اي شخص يبعد عنكم بصوا للحياه بشكل ايجابي بلاش طاقه سلبيه وقربوا من ربنا قربكم منه بيبقي ليه طعم تاني وحقيقي بتحسوا براحه كبيره معاه قولوا ياررب)
نتقابل في البارت القادم
دمتم بخير ❤️🍀