في مثل هذا اليوم من العام ١٨٢٥ م تربع «نيكولاي الأول» على عرش روسيا ، ولم يكد يهنأ بالجلوس على العـرش حـتى اندلعت في الـبـلاد ثورة تُطالب بشـورة صناعية وطرق مواصلات حديثة وظروف معيشية أفضل!
لكن القيصر الجديد سفك دماً كثيراً وأخمد هذه الثورة ، وألقى القبض على كثير من قادتها كان أبرزهم «كوندارتي ريلييف» الذي حكم عليه بالإعدام شنقا!
وفي يوم تنفـيـذ الـحـكـم ، وقف «كوندارتي» على كـرسي ولف الـحـبـل حـول عنقه ، وقـام الـجندي بركل الكرسي برجله ليتم شنق «كوندارتي» ولكـن الـمـفاجأة كانت أن الحبل قد انقطع ، وفشلت عملية الإعدام!
عندها وقف «كوندارتي» وقال بصـوت تملأه الثـقـة : أرأيتم كيف أنه لا يمكن صناعة شيء جيد في روسيا حتى الحبال تتقطع!
كان انقطاع حبل الإعدام في العالـم كله وليس في روسيا فقط نذير شؤم على السلطة، وطاقة فرج فتحت للمحكوم عليه بالإعدام ، إذ كان هذا يعتبر مؤشرا على براءة المتهم ، وغالباً كان يتم العفو عنه!
وبالفعل عندما تبلغ القـيـصـر «نيكولاي الأول» بخـبـر الإعـدام الـفـاشـل انزعج كثيراً ، وعلا صراخه ، ودخل إلى مكتبه ، وكتب صك عفو عن «كوندارتي» ، ولكنه قبل أن يناوله لمساعديه سألهم : هل قال «كوندارتي» شيئاً بعد انقطاع الحبل؟ فقالوا له : نعم ، لقد قال أرأيتم كيف أنه لا يمكن صناعة شيء جيد في روسيا حتى الحبال تتقطع!
عندها قام بتمزيق العفو الذي كتبه ، وقال لمساعديه علينا إذاً أن نثبت العكس!
وفي صبيحة اليوم التالي ، تم إعدام «كوندارتي» دون أن ينقطع الحبل!الفكرة من هذا كله ، أنه على الـمـرء أحياناً أن يبقي فـمـه مغلقاً ، ليست كل المواقف تصلح للخطابات!
.
.
.
.
.
.
أنت تقرأ
وتِلكَ الأيّام (للكاتِب: أدهَم شَرقاوي)
Historia Cortaكِتاب وتِلكَ الأيّام، مِن ضِمن أجمَل الكُتُب التي قَرأتها و أحبَبتُ أن أنقُلها إليكُم.. للكاتِب: أدهَم شَرقاوي