10

1.2K 62 209
                                    

الموتُ حالةٌ طَبيعّية ، لكنَ الموتَ ساعياً لإحيائكِ هو أَحدُ الظواهرِ الأَكثرُ مِن طَبيعيّة بالنسبةِ لَي بَعدما أتيتِ أنتِ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظر لعيناها السوداء وأردف بهدوء :"ومن أخبركِ بهذه المعلومة السخيفة ؟"

"أنها امي !" قالتها بهدوء وهي تنظر حولها تهرباً من عيناه ليقول بعد أن شعر بضيقها :"لم أقصد… لم أكن أعلم أنها متوفية !"

نَظرتْ له بأبتسامة وهي تنفي برأسها :"ليست متوفية !" عقد حاجبيه بأستغراب غير مهتم لقوة المطر :"وأين هي ؟ أقصد تعيشين وحدك وانتِ بعمر السابعة عشر !"

هزت رأسها تأكيداً لكلامه مع أنه لم يكن يحتاج لتأكيداً وقالت :"أجل لقد هربت من المنزل منذ سنتين !" ضيق عيناه بأستغراب وفضول :" ولماذا !"

لتقول مغيرة مجرة الحديث :"انت تسأل كثيراً ألن تجرب غسل ذنوبك !.." تنهد بينما يبتعد قليلاً عنها :" لا أيتها الصغيرة لأن ذنوبي كثيرة ويجب أن أبقى تحت المطر لعام كامل لتمحى !"

نظرت له ورفعت كتفيها توجه نظرها للسماء قائلة بضحكة خفيفة زادت من عشقه لها :"سأدعوا للرب أن يغفر القليل من ذنوبك يا جايسون !"

أبتسم بخفة و كأنها المرة الأولى التي تنطق به أسمه و لثد شعر بلحظة بغرابة أسمه من شفتيها .. لقد أضافت عليه لمستها الفنية و لفظته بطريقة جعلت من عيناه تتركز هناك .. تحديداً شفتاها التي أصبحت لامعة تحت المطر..

بقي يراقبها الى أن أبتسمت براحة ونظرت له :" لقد أنتهيت .. و أنتَ قد تزول ذنوبك قريباً في طريقنا ..." وقبل أن يعترض كانت قد تقدمت منه ليتنهد من ثقتها الزائدة ويمشي جانبها بسرعة قبل أن تبعده..

لقد كان يضغط على يده بين الحين والآخر يتمنى لو أن يده تدخل بعناق جنوني مع يدها و تعتصرها بشوق ليشعر بكل خلية وعروق يدها البارزة و الواضحة بسبب بياض بشرتها.. لقد كانت يده تتحرك و تتلمس جلده و كأنها تتلمس يدها.

و عندما تنظر هي له بسعادة من المطر يرى في عيناها مرآة واسعة تظهر له أحد أفراد الشياطين الذي لا يناسبها ..

لطالما فكر في موضوع الأميرة و الوحش… كيف لجميلة لها أن تحب وحشاً أسوداً لا يوجد في رأسه سوى الحقد و القتل ؟ و هذا جايسون ..

هو الشيطان من العالم السفلي الذي لا يرى سوى الدماء لكن الشيطان وقع أسيراً بين يدي طفلة ملائكية و فضلها على الجميع فكيف له أن يبعد الأفكار السوداء عنه و يحميها ؟ ..

ورغم كل شيء إنها الآن تستمر بالأبتسام وهو قربها.. ليست خائفة أو تنظر له بهلع و كأنها تثبت له رضاها عن كل مافي داخل روحه الجحيمية .. لقد قَبلت بروحه السوداء.

أما هي… فقد لاحظتْ أنه يضع نظارات شمسية حتى في الليل .. لقد حرمها عن لون عيناه التي أشتاقت لهم و عن ملمس يده الكبيرة و الدافئة بسبب تكبرها عليه..

Mafia Madnessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن