علّق سعد وهو يجلس قبالته:- نحن أكثر من أصدقاء يا عصام .. نحن أخوة..
- لكم تسعدني أن تكون علاقتنا بمثل هذا الصفاء، على فكرة .. ما تعريفك لعلاقة الأخوة؟
أجاب سعد وهو يفرك إبهامه بسبابته وكأنه يتحسس شيئاً رقيقاً :
- الأخوّة هي انسجام وتآلف بين الأرواح المتحابة حتى تغدو روحاً واحدة تسري في أجساد المتآخين وتجعل منهم جسداً واحداً له قلب واحد وفكر واحد وشعور واحد .. إنها إحساس عميق بالتلاحم والاندماج والإيثار الرفيع.
- تعريف جميل حقاً، لكن .. هل تتصور أن تقوم أخوة بين الأصدقاء دون حدوث مشاكل أو أخطاء؟ .. أعتقد أن هذا غير ممكن!
- اعتقادك في محله، فالبعض يتصور الأخوّة تصوراً بعيداً عن الواقع، وينسى أن الأخوة إنّما هي علاقة بين بشر ..
بشر لهم أخطاؤهم ونقاط ضعفهم وأمزجتهم المختلفة وطرقهم المتباينة في الحياة. الأخوة الحقيقية ليست هي الأخوة المجردة من الأخطاء، بل هي الأخوة المجردة من الأنانية والكبر والحقد والحسد ..
الأخوة القائمة على التفاهم والتسامح .. القائمة على الوضوح للحق والتراجع عن الخطأ .. القائمة على الرفق لأخطاء الآخرين والتماس الأعذار لهفواتهم والثقة بنواياهم ومن منّا لا يخطئ؟!
_______
🐱 : الله~ دُرر !