قبل أن نبدأ رحلتنا -لمزيد من محاكاة أجواء المقطوعة الكتابية- يمكنك الاستماع لهذه الأغنية كخلفية موسيقية
حنظلة؛ الشخصية الكاريكاتيرية لناجي العلي، أو كما قال هو بصمته الفلسطينية التي تذكره دومًا بأرضه.
لكن -والأهم من هذا كله- أنها من أشهر الرموز الفلسطينية الصادقة، فلو كان والدك أو والدتك بقربك الآن لعرفوه من نظرة واحدة، هذا إن لم تعرفه أنت نفسك أصلًا... لكن دعونا نغوص أعمق في هذه الشخصية سويًا.
"عزيزي القارئ اسمح لي ان أقدم لك نفسي.. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا..اسمي : حنظلة، اسم أبي مش ضروري، امي.. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة..نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي..تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)جنسيتي: انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا.. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس.. محسوبك إنسان عربي وبس.." بقلم حنظلة، جزء من مقال التعريف بحنظلة في جريدة القبس الكويتية عام 1967.
ولد حنظلة في الكويت، وهو طفل ولد بالعاشرة وهو العمر الذي اُخرِج به ناجي العلي من في فلسطين، وهو منذ خروجه من وطنه -أي حنظلة- لا يكبر.
دائمًا يعطي ظهره للناس لأنه ينظر صوب فلسطين... ولأن كل العالم تجاهلها هم لم يروا وجهه قط.
أما عن اسمه فهو مأخوذ من نبات الحنظل، وهو نبات سام مر الطعم، ويضرب به المثل في المرارة "أمر من الحنظل"، وأراد ناجي أن يقول بهذا، إن حياة الاجئ الفلسطيني بعيدًا عن وطنه أمر من الحنظل مهما رغد العيش.
هكذا ظهر حنظلة، لكن كيف اشتهرت رسمة بهذه البساطة كل هذه الشهرة؟
بعد مولده في الكويت، انتقل حنظلة مع رسامه للبنان قبيل حرب لبنان عام1982 بقليل، وعايش لحظة بلحظة برسوماته مجريات الحرب وفظائعها، مما قربه من قلوب الناس ونفوسهم.
بعد انسحاب قوات التحرير الفلسطينية من بيروت، اضطرد حنظلة لمغادرة البلاد للندن لكون رسامه على قائمة المطولبين من الجيش الاحتلال الغاشم، ومن لندن بات حنظلة يعبر عما عجز مليارات العرب عن النطق به.
غير الاحتلال، انتقد حنظلة العديد من السلطات والقيادات العربية، حتى أنه انتقد وبشدة السلطة الفلسطينية، مما جعل ياسر عرفات يهدد رسامه بالقتل علنًا مرارًا دون أن يأبه ناجي له.
ورغم معارضته للسلطة الفلسطينية نفسها إلا أن حنظلة لازال من أشهر الرموز الفلسطينية إلا يوم الناس هذا.
في لندن وأثناء توجه حنظلة لمكانه على أوراق الجريدة، اغُتيل رسامه بطلقة بالرأس، والمطلق مجهول.
هكذا ذهب رسامه لكن لم يمت حنظلة.
حتى اليوم مازال الناشطون الفلسطينيون والمهتمون بالقضية يرسمون حنظلة يومًا بعد يوم، حتى أنه ظهر كثيرًا على وسائل التواصل في الحرب الأخيرة.
وها نحن ننتظر - أجل ننتظر لأننا حرفيًا لا نحرك ساكنًا- لنرى وجه حنظلة المبتسم بعد أن يعود لفلسطين وقد حررت كلها
السؤال هنا ما التالي؟ لا أعني ما التالي في الكتاب بل ما الحنظلة التالي أم وجهًا قد أُدير؟
أنت تقرأ
أنا العقبة
No Ficciónلم يتنهي الاحتلال بهدنة، هم يعلمون تمامًا ضعفهم لذا يحاولون ضمنا لصفهم، لذا وجب علينا أن نكون العقبة.