عدتُ للبيت و بدلتُ ملابسي بذاك الثوب الأسود ذو القماش الشفاف من الأكمام،و الطول الذي يُغطي ساقيّ بإنتفاخ متوسط من بداية خصري،حررتُ شعري وتركته دون أن أربطه، وأعدته من الجهة اليمنى خلف أذني مُضيفةً طوق رفيع باللون الفضي يعود لوالدتي منذُ سنوات..خرجتُ من غرفتي و هذه المره هو من كان ينتظرني بالخارج،كان يرتدي بذلةً باللون الأسود،بينما شعره كان مُصفف للخلف بشكل جميل .
" سيارة أُجرة أم حافلة؟" طرحتُ السؤال فور إغلاقه لباب البيت، وهو أشار لسيارة عمي السوداء، لأعقد حاجبيّ بـإستغراب.
"ألن تصعدي؟" سأل فاتحاً باب السيارة من أجلي و إبتسمتُ بـسخرية.
"أتحاول التصرف بشكل يُلائم ملابسك أم ماذا؟" سألته بعد أن استقرّ جسدي بداخل السيارة وهو أغلقها مُتجهاً للباب الآخر، ليجلس بالكرسي المتوضع جانبي.
" لم أُرد أن تتلوث" أردف و استغرقتُ بعضاً من الوقت لأستوعب أنه كان يقصدني أنا بـ'تلوث' هذه!!
كان يقود بتركيز تام بينما أنا فقط المرتكبة هنا، أعدتُ شعري خلف أذني اليسري بتوتر ، تفقدتُ هاتفي عدة مرات ولم أجد ما يشغلني عن التفكير أو مراقبته ..
'ستيڤن أين أنت؟'صوت فتاة ما صدع من هاتفه عندما أجاب مُشغلاً مكبر الصوت و أشحتُ بنظري نحو النافذة، بينما أذناي تأبي التجاهل.
'في الطريق إلي حفل بشأن ترقية والدي' أجاب و إبتسمتُ بسخرية علي طريقته المهذبة معها..
'أعرف، أعني أين أنت تحديداً ؟' سألتْ بصوت ماكر .
'خمس دقائق فقط وسأصل' أجاب وأغلقت الخط بـ'حسناً' لأشعر بنظره يتجه ناحيتي لثوانٍ.
"ستيڤن!" فتاة ذات شعر أسود يُغظي ظهرها بالكامل،
و ثوب أحمر يُبرز جزء من فخذيها ركضت نحو ستيڤن بصعوبة بسبب ذاك الكعب الذي ترتديه بشكل سخيف وكأنها في عرض أزياء أو شيئاً من هذا القبيل فور أن نزل من السيارة، و أنزلتُ زجاج النافذة عاقدةً حاجبيّ بإستغراب .."اوه من هذه؟" فتحت باب السيارة تتفحصني بعينيها، ومن ثم أعادت نظرها لستيڤن منتظرةً تفسيراً لما يحدث.
"إنها ڤيـ..ابنة عمي الراحل" أجاب وهزت رأسها بأيجاب لتصافحني بيدها اليمني بينما تبتسم بشكل مُربك.
"روز ،وأنتِ؟" سألت وخرجتُ من السيارة أعرفها بنفسي.
"ڤيولا" أجبتُ و هزت رأسها بتتابع..
"ستيڤن سنسبقك إلي الداخل" أردفت تسحبني من ذراعي إلي داخل القاعة و أعدتُ نظري لستيڤن الذي وسع عيناه يُنادي علي روز تلك مراراً ولكنها فقط تجاهلته.
ماذا يحدث؟؟؟!
عمتي لوّحت لي فور أن رأتني، وعمي كان يجلس برفقة العديد من الرجال ذو البذل الرسمية والشارب السميك،
أما روز تلك فقد توقفت بي عند طاولة زُجاجية ترسم إبتسامة إستطعتُ الجزم بأنها مُزيفة مائة بالمائة لكن لم أُعلق، أنا فقط كان ينتابُني الفضول لمعرفة علاقتهما، أليس هذه من كان من المفترض أن تُقبل بدلاً عني تلك الليلة؟!