رسائل وأبحاث هانجي زوي .

عزيزي ليفاي

عزيزي ليفاي:
الساعة الآن الثانية عشر ليلا ...أخيرا قد عم الهدوء في الثكنات ...بالكاد وجدت وقتا لأخط لك هذه الكلمات...اذا وصلتك رسالتي هذه يوما ما فهذا يعني أنني قد مت ولحقت برفاقنا السابقين! إنه شيء لا ارغب بحدوثه لكن لا ضير من الاستعداد له! واذا بقيت أنت على قيد الحياة ساعة قراءتك كلماتي هذه_وهذا ما أتمناه_ فأرجو أن تسامحني لتركك وحيدا .
ينتابني شعور سيء حيال الأيام القادمة ليفاي...نحن على وشك الدخول بحرب مع مارلي ومعركة نحن مجبرون على خوضها...وسينفجر الوضع بعدها بالتأكيد! كل ما أفعله حاليا هو المقامرة بخطة شخص لا أثق به لتحديد مصير دولة وشعب كامل...كم هذا الحمل ثقيل علي!
لهذا ...في هذه اللحظات التي أشك فيها بقدرتي على القيادة...اسمح لي ببعض اللحظات من الأنانية لأعبر عن رغبتي الحالية...أتمنى  الآن أن يختفي كل شيء...البرادايس ومارلي والقيادة والفيلق والشرطة العسكرية وزاكلي و بيكسس والأوراق والخطط والواجبات...أريد أن ينتهي كل شي ويختفي الجميع...ونبقى أنا وأنت فقط بعيدا عن كل هذا الألم..أعلم أن هذا مجرد هراء عاطفي!!!فأنا القائد اللعين  المسؤول الآن...وأنت الكابتن المقيد بوعدك لاروين ..كلانا مكبلان بأغلال الواجب والمسؤولية ! لكن أتعلم ... عندما أحاول أن أرى أي بصيص أمل في كل ما مضى.أتذكر أنه رغم ثقل إرث إيروين ...رغم قسوة العالم ...فقد حظيت بأربع سنوات إضافية برفقتك...أنا وأنت فقط في مواجهة كل هذا ....كنت لي فيها إيروين وموبليت وميكي ونانابا والجميع...عندما أفكر في هذا أجدني محظوظة...وأشعر أنني يجب أن أكمل ما بدأناه معا!

أنا مدينة لك بالشكر أيها القصير العابس...شكرا لكونك الاقرب..شكرا لأنك قبلت صداقتي رغم تطفلي وإزعاجي وتهوري..شكرا لدعمي في منصب القائد...شكرا لعنايتك بنظافتي وصحتي...شكرا لوجودك في حياتي ...لقد كنا أصدقاءا جيدين في النهاية _ربما أكثر قليلا _أليس كذلك؟

سأترك بين يديك هذه الأوراق ...إنها ليس أبحاثا بمعناها الحقيقي..إنه شيء أقرب للبوح الشخصي...ربما مذكرات ...هو شيء اعتدت أن افعله منذ كنت صغيرة..أحببت دائما أن أكتب ملاحظاتي عن أصدقائي...عن الفيلق...ربما لأنني أعرف أن الجميع سيموت باكرا وينسى ذكرهم...أنا اعتبر هذا إرثي الوحيد...ولأنني فقدت عائلتي ...فلا أحق منك بحفظ هذا الإرث...ولك حرية التصرف بلكل الممتلكات والأبحاث التي بقيت .
ستجلد ملفا خاصا بك...ربما قد يفاجئك بعض ماكتبته...أتمنى أن لا تنزعج ...فما بيننا قد نما وتغير كثيرا خلال هذه السنوات العشر.

ليفاي...مهما كان سيحدث في الأيام القادمة....مهما كانت نتيجة خطة زيك...أيا كان من سيموت ومن سيحيى...أريدك أن تعيش سعيدا....وتحظى بالسلام الذي تستحقه....وسأكون محظوظة جدا لو لم تصلك رسالتي هذه واستطعت أن أقول لك كل مافيها وجها لوجه بعد نهاية كل هذا الحجيم .

أنا أحبك كثيرا...ليفاي  !

المخلصة لك دائما
هانجي زوي

سقطت قطرة من الدمع على تلك الرسالة....تبعها قطرات! سمح ليفاي لدموعه أخيرا بالانهمار ...أعاد قراءة الرسالة مرات ومرات .كان حدسها صحيحا ...كيف انفجر كل شي! كيف هاجموا ليبيرو...مؤامرة زيك...إصابته...تفعيل الدك....التحالف......المعارك الاخيرة ...قتل زيك ..تضحيتها...لم تكن تعلم أنها ستفعل كل هذا !!لم تكن تعلم أنها ستتقذه مرتين وتنقذ ما تبقى من البشرية!والآن هي تشكره على صداقته!! ليتها تعلم مقدار الفراغ الذي تركته في حياته...ومقدار الألم الذي خلفه تضحيتها لأجل أن يبقوا أحياء..
"يا ذات العيون الأربعة القذرة...أنت تعلمين أنني المدين لك بالشكر هنا.اللعنة على البرادايس ومارلي والقيادة وزيك وزاكلي والجميع...ليتهم اختفوا جميعا وبقيت أنت فقط!"

مسح ليفاي دموعه وأخذ يقلب في محتوى الملف...كان هناك العديد من التصنيفات الجانبية .. بدأ  يقرأ"إيروين سميث (قائدي الملهم) ميكي زاكاريس (صديقي القوي)، موبليت بيرنر(مساعدي المخلص)، ..ليفاي" لاحظ أن اسم عائلته أضيف لاحقا بخط سريع وكتب تحته (شريكي العزيز) !
لم يتجرأ على فتحه....كان غير قادر على التعامل مع كمية اضافية من المشاعر والذكريات المؤلمة. وضع الملف جانبا واستند على عكازه لينتقل إلى سريره ويستلقي متعبا...في بعض الأحيان يكون التعب الروحي أشد على المرء من تعب الجسد.

"أنا أحبك كثير ...ليفاي "

"وأنا كذلك...ياذات العيون الأربعة!"

                                               يتبع...