ثم...تغير كل شيء!

1.4K 72 66
                                    

"شئنا أم أبينا نحن أبناء ماضينا وانعكاس لطفولتنا...مهما كبرنا ومهما حققنا فإن آلام جروح الطفولة ستعود أحيانا لتذكرنا كيف تجاوزنا كل هذا ...وكيف أصبحنا هذا الإنسان الذي يستحق الحب"
أخذت غابي تتأمل ليفاي وتفكر بكلماته بعمق....جاءته تشتكي من أنها لا تزال تعاني من آلام الماضي ولا تستطيع تجاوز ما مروا به حتى بعد مرور تلك السنوات...كانت تطلب نصيحته كأب...
"أتعرف كابتن ..أقصد سيد ليفاي....ربما هذه الكلمات ما كنت أحتاجه...أنت حكيم جدا "
تمتم ليفاي بصوت حزين...."انها ليست كلماتي....إنها كلمات شخص عزيز عليي كانت تواسيني في وقت صعب "

850
الثكنات العسكرية ...تروست.

كانت تلك الأيام في غاية المشقة...لا أدري كيف تسارعت الأحداث...الثورة واستبدال الملك المزيف...المعركة مع رود ريس ورجاله من الشرطة العسكرية في الكهف ...إصابة كتفي أثناء الاشتباك...ثم قتل عملاق رود ريس وعودتنا...
انها الليلة الاولى في غرفتي في الثكنات منذ وقت طويييل ...إصابتي اللعينة تمنعني من النوم وافكر في كل شي.. خسرت فرقتي...نيفا اللطيفة والبقية...تبا لكل هذا...اعلم انني معتادة على الفراق لكنهم كانوا عائلتي الصغيرة لمدة طويلة وكانوا يستحقون حياة افضل !
لم يكن ذنب ليفاي طبعا...ولا أعلم ذنب من هذا ...لا أعلم!!
لم يكن أمامي إلا أخد بعض الادوية المسكنة والمهدئة عسى أن تساعدني في النوم....عندما دخل !!
لم يكن من الغريب أن يزورني ليفاي في غرفتي في وقت كهذا ...لكنني استطيع من تفاصيل وجهه أن أعرف ما يحمله. جلس على كرسي ...ظل صامتا لفترة ثم أخرج ورقة مطوية واعطاها لي...عندما فتحتها وجدت رسما لسيدة جميلة جدا بشعر أسود وعينين زرقاوين تشبهان عينين أعرفهما جيدا..."سيدة جميلة...تشبهك قليلا! مااسمها؟" علقت لاشجعه على الكلام....حينها نظر إلي  بحزن..."كوشيل ...انها والدتي..وجدت هذه الصورة في محفظة كيني بعد موته"
كان هذا مفاجئا...فهذه المرة الأولى التي يبدو فيها ليفاي منفتحا وهو يتكلم عن ماضيه...أعرف منه بعض التفاصيل القليلة لكن أن يخبرني عن والدته ولقائه الاخير بكيني أكرمان ومعرفة حقيقة علاقته به...وحياته تحت الأرض...كان هذا كثيرا ليحكيه شخص مثل ليفاي..فكما تعلمت خلال كل هذا السنوات كان ماضيه خطا أحمر يمنع الاقتراب منه بأي شكل!!
لم ادر فعليا كيف اتصرف...كان هادئا وحزينا وهو يتكلم...ياترى هل معرفة أن كيني كان خاله أراحه قليلا...هل كان يتوقع أن يكون والده...هل حزن لموته...ما استطعت فعله هو فقط وضع كفي فوق كفه ...في محاولة مواساته..."آسفة لخسارتك..!"ربما لم يكن يحتاج إلا من يستمع له فقط!

أتعلم...ربما يجب أن نشكر ذلك الوغد كيني...رغم انه قتل رجالي...لكن له حسنة كبيرة أنه السبب في وجودك بجانبنا الآن...أعلم أن ما مررت به كان صعبا...لكنك اثبت دائما أنه مهما كانت جروح الماضي كبيرة ..فأنت قوي جدا لتقف من جديد بعد كل خسارة.
أنت شخص رائع يا صديقي....وأنا أريد أن ابقى إلى جانبك في الفترة الباقية من حياتي...كصديق
كزميل...كشريك..لا يهم الصورة ولا الصيغة التي تربطنا...يكفيني اني بجانبك...هذا ما يهمني .

رسائل وأبحاث هانجي زوي .Where stories live. Discover now