على لسان الشهيد..
قد عقدت عزمي على تحرير الفلوجة فعندما زرث ذات مرة كربلاء المقدسة قلت: "سنحررها ولو كلفنا دمنا " كان ذلك قبل بضع أشهر من قبل أن أرى الرؤيا التي أكدت جميع شكوك إن موعد العروج اقترب. في يوم الخامس عشر من شهر شعبان قبيل أذان الفجر رأيت رؤيا قصصتها لصديقي محمود لكنه لم يفهم مغزاها لأنها كانت رسالة الله تعالى إلي "كأني ب سيد السيستاني دام ظله قد أتاني فسلمت عليه و قال: فلنذهب للشهيد الثاني إنه مريض علينا زيارته، فما هي إلا برهة من زمن إلا و كلانا عند الشهيد الثاني فسلمنا وجلسنا ثم غادر السيد علي السيستاني دام ظله وحده و تركني عند السيد الشهيد. لم أشك يوما إنني قد لا أحصل على الشهادة لكن كانت هناك مخاوف على ځلمي منذ القدم أن يختتم غمري بين يدي صاحب الزمان شهیدة. حتى اصدقائي الذين سبقوني لم أشعر بالحزن لأنني أعلم إن دوري سيحين لما أرى من علامات تدل على ذلك وبعد تلك الرؤيا تيقنت إنني سأعيد صاحب الزمان اليوم وأعانقه اليوم يوم الملتقى. تلقيت في ذات اليوم اتصالا، سيقومون بهجوم قريب ويحتاجونني. ترك صديقي محمود ولبي النداء. ارتديت بدلتي السوداء المعتاد عليها بكل هجوم ارتديها ولا أغسلها للقاء الله تعالی برداء لطالما شهد على اخلاص حبي وعملي إليه. ذهبت لساحة الهجوم خالية حاملا سكينة لتفكيك العبوات لعدم وجود القاطع! عند حلول العصر نظر للسماء كانت مشرقة جدة خالية من الغيوم كأنها تفتح ذراعاها لي. شعرت بساعتي قد اقتربت فأرسلت لصديقي: خوية راح أستشهد بهذا الهجوم بس إلك أكلك.. إبري لي الذمة " ثم غلقت جهازي وأكملنا الهجوم.عرقلت طريقي عبوة واحدة كأنها تقول أنت من نصيبي فالرصاصات قد تخجل أن يصبنك لينهين حياة عاشق الإمام زمانه بطريقة باردة!! أدركت إن عشقي لم يذهب سدي لقد حماني مسبقا والآن يلحقني بقافلة سيد الشهداء بحيث يكون جسدي أشبه بجسد سيدي الحسين عليه السلام ... أخر لحظات ابتسمت ثم تشهدت، عندها تطايرت أشلاء جسدي و البعض احترق.. بنظري كأنه احتفالا أو كتقدیم روحي فداء لأبا صالح في عيد ميلاده فالفقير الذي مثلي لا يملك إلا روحه ليفتدي به حبيبه.
كان آخر يوم في حياة الشهيد ياسر ناصر الكلابي هو 15 شعبان ۱۹۳۸،
۲۳ / ۵ / ۲۰۱۹ الاثنين أستشهد في منطقة البو شجل شمال الفلوجة وقد دفن في مقبرة
شهداء بدر الجديدة.#ياسر_الكلابي💜
#فاستجبنا_له ✨