الحَيَـاءُ..!

29 6 29
                                    


خبّأتُ وجْهيِ بينَ كفيْ يديْ وقلتُ بِصوتٍ أشبهَ للهمسِ..

"لمْ أجدْ مِرآةً هنَـا،لذلِكَ لمْ أقُم بوضعِهِ جيدًا!"

سمعتُ لِخطَى تتَقدَمُ نحويِ،لِتستَقرّ أَمَـامِي..
وضَعَ يدَهُ الكبيرَةَ علىَ رأسيِ وضحِكَ بتَعفُفٍ..

"يَـا لكِ من فَتَـاةٍ سَريعَةِ الخَجَلِ..!"

أنزلتُ بعضَ رُؤسِ أصاَبعيِ للأسفَلِ قليلًـا..
لتظهرَ فقط عينَايَ..

نَظرتُ إليهِ..مُطولًـا

وقدْ لَمحنِي وأنـَا أفعلُ ذلِكَ..

إستَدرتُ وَ وجهِي يكادُ  ينفَجرُ إحمِرَارًا..!

همْهَمَ بخفوتٍ وقَـالَ
"هممممم؛حتَى لونُ الحِجَـابِ كَانَ ملائِمًا عليكِ.."

بقدرِ مَا أعتبرهُ قدوتيِ بقدرِ مَا مكانتهُ ترتَفعُ يومًا عن يومٍ لدي..

الحديثُ معهُ جدًا مريحُ..
التّمعنُ فيِ خلقِ اللهِ معهُ لهوَ طمأنينةٌ جدًا .

وكَأنّك تسبحُ معهُ فيِ ظلالِ الخيرِ،والطاعةِ..
دمهُ خفيفٌ..رائحتهُ العطرةُ التيِ تسيطرُ عَلى المكانِ..

هوَ حلمٌ بريئٌ وصغيرٌ..
هوَ العنفوانُ فيِ أقصىَ درجَاتهِ..
هوُ تجسيدّ لحديثِ خيرِ خلقِ اللهِ،
"الدينُ مُعَـاملةٌ،الدينُ،الدينُ نصيحَةٌ..!"

أخرجَ تنهيدَة من صدرهِ وقَـال..يبتسمُ ليِ..

"البنتُ أجملُ شيئٍ عندهَا حياؤهَـا..
عندمَا تتسلحُ بالحياءِ ستَكونُ جميلةً جداً..
ستكونُ في عيونِ الجميعِ دُرةً وجوهرةً مصانَـةً..
تُعانقُ السمَاء بمكنونِها الخيريِ،الراقـيِ الذيِ سعدُ كلّ من شَـاهدهَٰا..!"

كانتْ هذهِ هيِ كَلماتُه ليِ حقيقَةً..








يُتبعُ..

RoOfToP bOy..!||فَـتَى السَّطْح..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن