بسطت ذلك الفراش على الأرض..
وجلست عليه بهدوء..أطبقت قدمي..كان الجو مريحا..المصابيح في السماء تشع..
والسطح بات مضجعا لي..في غيابهأمسكت ذلك الكتاب االذي بجواري..
المعنون ب "فكرة"..رحت ٱقلب تلك الصفحات
وأغوص بين ثنايا سطوره..
و معاني كلماته..الكتاب ينبض بالرقاء..البساطة..وفخامة الاسلوب..
كان هدية منه عندما أخذني لمكتبته..
" يبدو أنه نال ٱعجابك؟!.."
انتشلني من عمق القراءة بصوته
أزحت رأسي الى جانبي..توسعت عبناي لرؤيته.
كان يجلس وضعية القرفرفصاء.
قدماه لصدره..قد جمعت..
ورأسه بين الاثنين قد وضعت..وابتسامته تكاد تأسرني من فرط رقتها..
توردت خداي ..ثم أشحت بنظري نحو الكتاب بحجة تشتيته لإنتباهي وتركيزي أثناء المطالعة..
لم ٱجبه..ودام الصمت بيننا لمدة طويلة..
تحدثت أخيرا
"متعب؟!"عيناي تلعب بين النظر اليه..والنظر للكتا..
شعرت به يستلقي على الفراش ويداه مفتوحتان على مصرعيهما..
تنهد مطولا ثم أغلق عينيه..
"جراحي ما يؤلمني.."
استغربت لقوله ورفعت حاجبي..أغلقت الكتاب واستدرت إليه..
"اي جراح؟!.."بدا مهموما علمت أنه يعاني من خطب ما..
لكنه يرفض ٱخباري..هذه هي سجيته ..منذ أن عرفته
كتوم..في بعض الأحيان.لكنه يحب الاستماع لي ولتفاهاتي..
أردت إحتواءه..فهمه..الانصات إليه بكل جوارحي..
لكنه يرفض ذلك وبشدة..
كانت مصابيح السماء ليلا تتوهج على غير عادتها..
ثلاث نجوم تصتف خلف ف بعض..
تبرق كالسراج الوهاج..
أمسكت بيده ..ثم بإبهامه..ورفعته نحوها..
لٱريه إياها..
"هل ترى تلك النجوم؟..
إنها تشبهك تماما ..تشع عندما تجد عيونا جميلة مثلك تراقبها..وتزداد وميضا..!"أخذت ٱحرك اصبعه على نحو مستقيم..أتبع مسارها..
ٱبتسمت له وأردفت
"أنت سندي، وأنا قوتك..
أنت الحرب وأنا جيشك..
أنت السلام و أنا ضره..
أنت الليالـي وأنا دجاك..
أنت ذلك البدر الكامل فل في البقعة المظلمة ..وأنا ذلك الرذاذ المتطاير حوله..
أنا وأنت واحد يا أخي..!"وضعت ذلك الكتاب على وجهه لكي لا أرى ملامحه..فهو يخجل عندما يمتدح أحد صفاته..
"هل تحبين النجوم؟!"
ابتسمت له بخفة وصفقت بيدي ..
"جدا..!فالكل منا نجمة خلقها الله له..!"أزاح ذلك الكتاب عنه وقال
"حتى أنا؟!..""أكيد!"
رفعت سبابتي الى السماء وقلت
"تلك النجمة لك،وتلك هنالك لي..!"
همهم بهدوء .
جلست وضعية القرفصاء وتحدثت"مثلما لنا في السماء نجوم..
تذكر سيكون لنا أسرار..
وأحاديث طويلة..
وتجارب نتعلم منها."همست في الاخير بكلام جعله يخجل
"لأن جراحـك..هيَ جـراحـي..!"
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
يُتبـع..