الفصل 1: ذكريات لا أتذكّرها

78 8 45
                                    


مرحبا 👋😄
. أوّل فصل اللّه يعين على الباقي😫
. أرجو لكم قراءة ممتعة !

بإسم اللّه

_______________________________________

الجزء الأوّل: كابوس


... ظلامْ ... مكانٌ خالٍ ... لا تُبصر شيئا سوى اللّون الأسود المتدفّق نحو اللّانهاية ... شرقا أو غربا ... شمالا أو جنوبا ... لا شيء سوى العتمة ...

... فجأة سُمع صوت رجل ينادي صارخا:
*- "دوغلاس"!

... تحوّل المكان إلى شارع في مدينة مجهولة ... لا أثر لأيّ شخص أو أيّ حيوان ... هطلت أمطار غزيرة جعلت الشّارع أبرد و أبرد ... يختفي المشهد من الأسفل تدريجيّا مبرزا السّماء الرّماديّة الدّاكنة و كأنّ أحدهم يرفع رأسه للأعلى ... لا مكانا شاغرا في السّماء لغيمة أخرى ... تشاركت السّحب ألوانها الحزينة ... بكت و بكت ... ثمّ سَمعتَ صوت طفل صغير ...

... ظهر من العدم عربة رضيع على عتبة الشّارع المبتلّ ... ذات أربعة عجلات متساوية الحجم بالنسبة لمناظرتها ... إلتهم الصّدء هذه الدّوائر كأقراص الحلوى و تابع طريقه مسيطرا على الهيكل متوجّها نحو المقبض النّحيف ... أخذ واقي الشّمس الخاصّ بالعربة يتمزّق شيئا فشيئا بينما كان مفتوحا كاشف عن صغير ضئيل لم تنمو له سنّ واحدة ... ظلّ يصرخ و يصرخ بينما أخذت قطرات المطر تهطل على وجهه ...

فجأة بدأت العربة تتحرّك يمينا و يسارا من تلقاء نفسها مصدرة صوت إحتكاك الصدّء محاولة تهدئة بكاء الطّفل ... تابعت العجلات حركتها و أخذ واقي الشّمس ينزل شيئا فشيئا ليحمي الطّفل من القطرات الغزيرة و الباردة ...

توقّف البكاء بغتة و توقّف معه صوت المطر ... ساد السّكون المكان لوهلة ... ثمّ بدأت خطوات مجهولة تقترب و لكن من أين؟ ...

فتح فجأة شابّ عينيه مبرزا لونها البنيّ الدّاكن جاعلا إيّاها تحدّق بالأوراق المحمّرة لشجرة وجد نفسه يستلقي في ظلّها بينما تنشد العصافير الصّغيرة ألحانا تتنافس بها.

أخذت الأوراق الصّغيرة تتساقط و تتراقص تحت أوتار الرّيح الدّافئة ملامسة اخيرا الشّعر الأشعث القصير للشّابّ الّذي يتقاسم مع عينيه اللّون ذاته جاعلة إيّاه يرفع جزئه العلويّ من جسمه.

فجأة يشعر الفتى بألم في رأسه جعلته يرى شارعا لوهلة متليّا بصورة عربة ممزّقة بينما اخذت أصوات العجلات تعود لرأسه متليّة بصوت قطرات المطر.

يهزّ الشّابّ رأسه الى كلتا الجانبين و يغمض عينيه فيستعيد بصره و يعود لسماع أغاني الطّيور و يقول في حيرة:

- ... هل كنت أحلم؟ ...

يرفع الفتى يده و يمرّرها على عينيه و باقي وجهه الّذي أظهر بداية نموّ شاربيه ثمّ يستدير من حوله محاولا معرفة مكانه

الأصول الضّائعة The Lost Originsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن