جميلة كانت هي رغم قساوتها، كانت الوينديجو المجهولة التي تسبب حوادث الرعب الدموية لكل المدينة، تقشعر الأبدان لمجرد رؤية عينيها، زئير غضبها أو طيف ظلها، لكن لا أحد منهم يعيش ليروي ما رأى.
كانت ليسا وينديجو رغما عنها وهي تعيش هذا العذاب، عذاب كونها وحش...
في ليلة هادئة تحت سماء سيول السوداء التي تترصع بالنجوم، وفي القطاع الثاني عشر الذي كان هادئا على غير عادته، كانت القائدة روزي بارك ذاهبة لملاقاة حبيبتها لاليسا في مكانهم المعتاد في القطاع الثاني عشر، لطالما أحبت رؤيتها خاصة بعد يوم طويل متعب من ملاحقة واصطياد وقتل الوحوش، والتعامل مع المنظمة، لكن كل تلك حوادث عابرة، ماتسعى اليه المنظمة حقا هو اصطياد الوينديجو الذي يسبب رعبا وحوادث قتل دموية كثيرة. اما بخصوص المنظمة فهي عبارة عن فرقة من الاشخاص البارعين فالقتل والصيد والمتدربين بقسوة، وحاليا روزي بارك هي من يترأس هذه الفرقة ويقودها، مقر تلك المنظمة هو في مكان كبير محصن يسمى القاعدة ويترأسها أناس كبار، نستطيع القول بأنهم العقل المدبر من خبراء وعلماء والمنظمة هي الأسلحه التي تصطاد الوحوش، كي يبقوا مدينتهم نظيفة وبأمان وكي يمنعوا الحوادث فيها التي تسبب رعبا للسكان، أو على الأقل يحاولون فعل ذلك. لكن السؤال هو هل حقا سيستطيعون قتل كل الوحوش وأهمها الوينديجو التي تسبقه سمعته المخيفة فالقتل والذي هو من الوحوش الخطيرة جدًا في كوريا، سنرى بهذا الشأن أيضًا. -
تدخل روزي إلى مكانهم المعتاد في اللقاء، وهو مقهى صغير، وفي داخله ديكور يتلائم مع جو القطاع في سيول، لا ننسى ذكر القضبان الفولاذية عند الشبابيك، للوقاية من الوحوش ولمنعهم من الدخول داخل المقهى المسكين، ولكن ما لا يعلمه صاحب المقهى كسائر الناس اللطفاء فالقطاع، أن الوحوش قد تمر أمامنا صدفة بدون أن نعرفها،...قد تجلس معنا وقد تأكل من طعامنا، قد تكون أقرب الناس إلى قلبنا وفي حالة روزي فيلائمها هذا، فهي لا تدري بأن حبيبتها التي تعشقها للجنون، هي الوينديجو . -
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تدخل تلك الشقراء الطويلة لرؤية حبيبتها بعد شوق إنتظار مدته ثلاثة أيام، على الأقل طويلًا بالنسبة إليها ثم تراها تجلس وحيدة عند المشرب، شعرها الأسود القصير اللامع يغطي القليل من جانب وجهها على الرغم من أن جانب وجهها لا يزال مثيرًا وجذابًا وملحوظًا حتى من بعيد، دائما ما لديها تلك الهيئة المثيرة والشخصية الغامضة حيث نادرًا ما يراها أحدٌ تضحك، سحرها هذا هو مايجذب الفتيات إليها، قلة من الناس يعرفونها لكن لا أحد يعرف ماضيها أو اين كانت تعيش، حتى روزي بنفسها، لكنهم يعلمون بأنها أتت مع العجوز ضعيف السمع واسمه تشانغ صديق لعائلتها ومعروف فالقطاع هو والمقهى خاصته الذي يصادف أن يكون المقهى ذاته الذي تلتقي كلٌّ من روزي وليسا به، تعيش ليسا معه في بيته الكبير، فهو الذي يعتني بها منذ أن كانت صغيرة، وهو يعرف سرها الذي تخفيه، وهي أيضًا تعرف سرّهُ.
