الاقتباس الثاني

1K 99 25
                                    


كانت بتقول كلامها وهي بتحط ايدها جامد على قلبها من الوجع، وبتحاول تعصر الشجرة بايدها التانيه، لحد ما سمعت انفاسه الحارقه وبعد ما اتأكدت انه هو رُحيم من صوت خطوات رجليه اللى حفظاهم زى دقات قلبها ..غمضت لما أتنحنح عشان يجلی صوته ويقدر يتكلم بعد ما صوته هرب منه وحست دا فحشرجة حروفه لما طلع مبحوح ..غمضت عينها وهي بتسمعه بینادي اسمها ولاول مره متحسش بجمال حروف اسمها وهي طالعه من بين شفايفه، لاول مره متبقاش ملهوفه تبص فعنيه وتستمد منهم الامان، عدم التفاتها ليه كانت سكاكين بتقطع فقلبه لانه اتأكد أن حبيبته وصل بيها الكره انها مبقتش قادره تبص فوشه وزاد تأكده لما مسکت حجر وبمنتهی العنف ابتدت تمحی اثر اساميهم من على الشجره وحس وقتها انها بتمحى حبه من قلبها بالحجر دا مش مجرد اسامی علی شجره وغمض عنيه بألم بيحاول يكبت دموعه وهو بیلتمسلها كل اعذار العالم ولكنه مش لاقي عذر واحد يقدمهولها يقدر يخمد جزء من النار اللي قايده جوا قلبها وروحها وفالاثناء دي هي رمت الحجر وتخطته مبتعده من غير حتى ماتبصله، وقفها بصوته الخشن منادي على اسمها مره تانيه.

وقفت سعده أخدت نفس عميق ملت رئتها بالاكسجين، جمعت قوتها، وهي بتخرج أنفاسها بهدوء، هي كانت متأكد انهم هيتقابلوا ويتوجهوا لكن مش بالسرعة دي، استعدت للقاء وهي بتلف تبصله بعين حاده خاليه من اي مشاعر: لساك فاكر المكان؟
حاول يجمع حروفه: عايزك تفهمينى يا سعده.
سعده بقهر: أفهمك؟ أفهمك كيف؟ ده أنا أكتر واحده فهماك زين، ده أنا كنت بفهمك من نظرة عينك جبل حتى ما ينطجها خشمك، بس
شكلك انت اللي مش فاهم تعالا لما افهمك أنت عملت فيا ايه انتى دبحتني، واخدت عزايا يوم كتب كتابي على اسوء بنى ادم انت اخترتهلي فجي دلوجتت تقولي افهمينى شوفتني والنار قيده فيا وانت واقف مش هاين عليك تطفيها، رمتني وسبتني ورحت تشوف حياتك، اتچوزت وخلفت و ولا يوم سألت على ضحيتك كيف سارت الأيام معاها مر يوم وشهور وسنين وكل يوم النار فيا بتقيد وتزيد وانت عايش متهني، عمرك سألت ضحيتك عايشه كيف؟! وانت عارف اللي انت سلمتني ليه بيدك دي عامل فيا ايه، لولا العيبه كنت كشفت خلجاتي ووريتك اثار التعذيب اللي في كل حته في جسمي، لكن هقول في جلبك القاسي اللي اتشال واتحط مكانه حجر صوان، ولا بيرق ولا بيلين عارف......
سكتت شويه حاولت تبلع مرارة الايام و بصت عليه بنظرات لوم وعتاب وقهر.
كان كلام سعده ليه مش كلام كان زي الرصاص
كلامها كان بمثابة طلقات الرصاص ولا هو عارف يرد ولا بيموت عشان يخلص من الوجع وتقطيع قلبه، اتمنى الموت في اللحظه دي عشان يوقف احساسه بالتعذيب وهو مش عارف يرد، ماهو هيرد يقول ايه ما هو الجاني والمجني عليه، فاق على مسكتها لايده وهي بتقول بوجع: كف يدك ياما نزل على خدي كل ليلة اوعاك تفتكر أنها كانت يده هو، آه هو اللي كان وجف قدامي لكن كنت بحس بيدك انت اللي كانت بتنزل عليا تعذب فيا.
اندهش رُحيم من كتر كلامها القاسي.
لاحظت اندهاشه اللي اترسم على معالم وشه: مستغرب ليه إكده، مش يدك دي اللي كانت شهاده على جوازي، بيدك دي انت اللي سلمتني للي جتلني وخلاني جسد من غير روح، إياك فاكر أني اللي وجفه قدامك دي سوسو بتاعة زمان، لااااه سوسو خلاص انت جتلتها وادتها لكلب مسعور بيجى ينهش فيا كل ليلة.
رُحيم رد بأندفاع وثوره: مش لوحديكى اتعذبتى أنا اكتر منك.....
قطعت كلامه بعصبية: اتعذبت؟! تعرف ايه انت عن العذاب كانت بتعاملك مرتك بقلة قيمه، كانت بتهينك بتسمعك ابشع الكلام كانت تضربك، بتصبح وتمسي عليك بعلقه كبت على وشك في يوم الوكل، انتى بقى كنت بتعاملها ازاي؟؟؟ مش أحسن معامله حتى لو مش بتحبها يا رُحيم ...
سكتت ثواني وقالت بسخرية:
رُحيم هااا، بيجولوا كل واحد بياخد من اسمه نصيبه،
وانت مرحمتنيش انت المفروض كان سموك جبار لان انت مرحمتش قلبي اللي دايب فيك، آااااه.
لمحت حجر وطت اخدته وقربته لقلبها وكملت بعد آهات تقطع القلوب: ياما نفسي اشق صدري واطلع قلبي اللي حبك في يوم، وادوسه تحت رجليا عشان لايفكر ولا يحن ليك في يوم.
رُحيم كان لسه هيرد سمع صوت تليفونه بيرن، فتح ورمى السلام، رد عليه المتصل بتوسل قال رُحيم : لازم يعني إچي حالا....... طب أني چي سلام.
قفل التليفون وبصلها: أني لازم امشي دلوجيت.

بوليصة تأمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن